تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( ... و... - الالبانيالشيخ : فهنا يذكر لنا الرسول - عليه الصلاة والسلام - أن هذا الإسلام الذي هو سبب لدخول الجنة لا يتم للمسلم إلا إذا تحابب مع أخيه المسلم ، ثم يلفت النظر إ...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( ... وأفشوا السلام تحابوا ... )
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فهنا يذكر لنا الرسول - عليه الصلاة والسلام - أن هذا الإسلام الذي هو سبب لدخول الجنة لا يتم للمسلم إلا إذا تحابب مع أخيه المسلم ، ثم يلفت النظر إلى السبب الذي به تتحقق المودة والمحبة بين المسلمين فيقول : أفلا أدلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحابَبْتم ؟! أفشوا السلام بينكم . فإذًا جعل الرسول - عليه السلام - إفشاء السلام سببًا لتحقيق المودة والمحبة بين المسلمين ، وهذه المودة والمحبة جعلها سببًا لتحقيق الإيمان والإسلام الصحيح وهذا الإيمان والإسلام الصحيح سبب دخول الجنة ، فيجب أن ننظر إلى هذا التسلسل لنعرف أن هذا الدخول إلى الجنة مرتبط أيضًا بوسائل وأسباب شرعية تأكيدًا لسنة الله - عز وجل - في الأرض وهي أنه ربط المسبِّبات بأسبابها : سُنَّةَ اللَّهِ [ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ ] وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا . وههنا ملاحظة وهي أنه - عليه الصلاة والسلام - لم يجعل سبب تحقيق المودة والمحبة بين المسلمين هو إلقاء السلام وإنما إفشاء السلام ، فيجب أن نتذكَّر هذا التفريق بين إلقاء السلام وبين إفشاء السلام .فإلقاء السلام شيء وإفشاء السلام شيء آخر . فإفشاء السلام : كما هو أظن واضح للحاضرات جميعًا وهو إلقاء السلام وزيادة ، هو تكرار إلقاء السلام هذا هو إفشاء السلام ، وهذا الإفشاء قد كاد يصبح نسيًا منسيًّا بعد أن كاد أن يكون مجرد إلقاء السلام نسيًا منسيًّا في هذا الزمان ؛ ذلك لأن كثيرًا من الشباب المسلم الذي لم يُربَّ تربية إسلامية ألغى السلام بإلقائه ، فهو لا يحييك بتحية الإسلام ، وإنما يصبِّحك ويمسِّيك بالخير وهو يمسيك بالشر لأنه لا يحييك بتحية الإسلام ، فكثير من الناس يقول صباح الخير مساء الخير هذا في معاملتهم يكاد يكون شيئًا عامًّا وقليل من الخلّص من المسلمين ممن لا يزال محتفظًا بأدب بل بواجب إلقاء السلام ، أما إفشاء السلام الذي هو كما ذكرنا الإكثار من إلقاء السلام في كل مناسبة فهذا الإفشاء يكاد يصبح في خبر كان في هذا الزمان .مثلًا يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : إذا دخل أحدكم المجلس فليسلِّم ، وإذا خرج فليسلِّم ، فليست الأولى بأحقَّ من الأخرى . إذا دخل أحدكم المجلس فليسلِّم ، وإذا خرج فليسلِّم ، فليست الأولى بأحقَّ من الأخرى ؛ إذًا فالسلام عند الخروج من المجلس ينبغي ويجب كهو عند الدخول إلى المجلس ، فلا يزال كثير الناس يحافظون على إلقاء السلام حين دخول المجلس لكن عند الانصراف " بخاطركم " " مع السلامة " هذا خطأ ، وإنما كما دخلت أو دخلتِ بالسلام فيجب أن خرج أو تخرجي بالسلام ، لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول : فليست الأولى أي : التسليمة الأولى بأحقَّ من الأخرى أي : التسليمة الثانية ، الأولى عند الدخول والثانية عند الخروج . فهذا صورة أو نوع من أنواع إفشاء السلام ، وهو أن تسلّم ليس فقط دخولا بل دخولًا وخروجًا ، كذلك من إلقاء السلام أنك تدخل البيت أو المسجد فتجد صديقك قائمًا يصلي فتدخل على ...مثل ما بيقولوا على السكوت لا تلقي السلام عليه بحجة ماذا ؟ بحجة أنه يصلي وزعموا أنه لا يجوز إلقاء السلام على المصلي وهذا خطأ مخالف للسنة الصحيحة ، فقد ثبت في أحاديث عدَّة أن الرسول - عليه السلام - : سُلّم عليه وهو يصلي فكان يردُّ السلام وهو يصلي ولكن إشارة لا لفظًا ، والإشارة تارة كانت بيده وتارة إيماءً برأسه هكذا ، وهذا نسخ لرد السلام من المصلي لفظًا هذا كان في أول الإسلام ، كان إذا دخل رجل على المصلي يقول له السلام عليكم فيبادره برد السلام لفظًا وهو يصلي فيقول : وعليكم السلام فهذا كان في أول الإسلام ، ثم نُسخ رد السلام من المصلي باللفظ إلى رد السلام منه بالإشارة بالرأس أو باليد هكذا ، وقد جاء أحاديث كثيرة في ذلك ولست الآن في صدد لأنني أريد أن أعلق فقط بالتنبيه إلى الفرق بين إلقاء السلام وبين إفشاء السلام ، فمن إفشاء السلام أن تسلم على المصلي وهو يرد عليم بالإشارة لا باللفظ ، فاللفظ لا يجوز بل هو مُبطل للصلاة ، أما الإشارة فهي سنَّة من سنن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - . كذلك من إفشاء السلام وهذا فيه عبرة بالغة للذين أهملوا إفشاء السلام أن يكون ناس من الناس يمشون في الطريق فيعترض سبيلهم شجر أو حجر ثم يرتقون وراء ذلك ، فكان أصحاب النبي يلقي بعضهم السلام على بعض لمجرد هذا الفصل العاجل ، فصل بين الجماعة شجر أو حجر ثم التقوا من وراء ذلك فتجدهم كأنهم بعد عهدهم بالتلاقي يلقي بعضهم على بعض السلام ، وصح أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - أمر بذلك أيضًا ، أمر بإلقاء السلام إذا فرّق بينك وبين مسلم شجر أو حجر ، هذا أيضًا من إفشاء السلام ومن إفشاء السلام إذا عرفنا أن السلام يُلقى على المصلي فبالأولى أن يُلقى السلام على التالي للقرآن .

Webiste