تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما رأيكم بما شاع بين الشباب بالتكفير للمعين، ن... - الالبانيالسائل : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.السائل : ما رأيكم فيما شاع بين الشباب بالتكفير المعين نرجو...
العالم
طريقة البحث
ما رأيكم بما شاع بين الشباب بالتكفير للمعين، نرجو إيضاح هذه المسألة مع الدليل ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

السائل : ما رأيكم فيما شاع بين الشباب بالتكفير المعين نرجو الإيضاح في هذه المسألة مع الدليل ؟

الشيخ : هذه أيضًا مِن المسائل الطامَّة في هذه الأيام مع الأسف وهو التسرع في إطلاق لفظة الكفر على المسلم إما لانحرافه في فهمه لبعض الأفكار أو العقائد الإسلامية الصحيحة، أو لإهماله القيام ببعض الأركان أو الواجبات، واليوم يوجد طائفة من المسلمين عُرفوا بـــــ " جماعة التكفير والهجرة "، هذه قديمًا كان عندهم فكرة تبين لهم فيما بعد أن فكرة الهجرة غير واردة إطلاقًا ولذلك قنعوا بالبقاء على القسم الأول من شعارهم السابق ألا وهو تكفير المسلمين، ليس تكفيرًا بعينه كما جاء في السؤال بل تكفير -نقول: في بعض البلاد بالكوم- يعني بالجملة.
ذلك لأننا نجد مع الأسف الشديد البلاد الإسلامية تُحكم بقوانين غالبها غير شرعية ويصدق عليها أنها حكم بغير ما أنزل الله، وعلى ذلك أطلق هؤلاء الناس الذين يسمَّون بجماعة التكفير أَطلقوا التكفير على الحكام الذين يحكِّمون القوانين في البلاد الإسلامية كالهند والباكستان سوريا الأردن ومصر كانت قد حُكمت واستعمرت من بعض الدول الأوروبية الكافرة، ففرضوا قوانينهم المخالفة للشريعة الإسلامية على تلك البلاد فرضًا، ثم خرج المستعمر منها وخلَّف فيها قوانينه وأفكاره وعاداته وهكذا، ولا يزال مع الأسف الشديد كثير مِن هذه البلاد ما غيروا من تلك القوانين إلا الشيء اليسير واليسير جدًّا خاصة ما كان مِن الأحكام مُتعلقًا بما يسمونه اليوم بـــــ " الأحوال الشخصية "، فيلاحظ هؤلاء الجماعة -أي: جماعة التكفير- أنَّ ما دام الحكم هو بالقوانين فإذن هؤلاء الحكام هم كفار، ويستدلون بالآية المعروفة ألا وهي قوله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ، وفي الآية الثانية: فأولئك هم الظالمون وفي الثالثة: فأولئك هم الفاسقون ، لكن هذه الآية كما في تفسير ابن جرير الطبري وابن كثير الدِّمشقي لها معنى غير المعنى الذي يذهب إليه هؤلاء الذين غَلوا في تكفير المسلمين كما سيأتي بيانه، يقول ابن جرير: " أنَّ معنى الآية إنما يُراد به اليهود ومن شاركهم في اعتقادهم في الحكم بغير ما أنزل الله "، أي: أنَّ مَن لم يحكم بما أنزل الله إما أن يكون عن اعتقاد بأن الحكم بغير ما أنزل الله هو الصواب وأن الحكم بما أنزل الله لا يصلح لهذا الزمان فهو الكفر بعينه، هذا هو الحق، أما اذا كان الحاكم يحكم بغير شريعة الإسلام في كثير أو أكثر أحكامه يعتقد أنه مخطئ فيما يفعل لكن الهوى غلب عليه كما يغلب الهوى على الذين يتعاملون مثلًا بالربا ويتعاملون بالغِش، ويسرقون وينهبون ويزنون ويشربون الخمر، كل هؤلاء بلا شك هم عصاة، لكن هؤلاء العصاة بدءًا ممن يحكم بغير ما أنزل الله إلى من يشرب الدخان والخمر لهم حالتان، حالة من حالتين:
إما أن يستحلوا هذه المحرمات بقلوبهم وأن يقولوا كما يقولون عندنا في الشام: بلا حلال بلا حرام، ما عاد في حلال وحرام، هذا هو الكفر بعينه، لأنه اعتقد أن الشرع لا يجب الأخذ به.
أما إذا قال كما يقول بعض العصاة، بتذكره بمعصيته بفسقه وفجوره فيقول لك: الله غفور رحيم، الله يتوب علينا، هذا معناه أنه يعترف بمعصيته، ويدين الله بأنه يستحق أن يُعذب لكن الله غفور رحيم هذا ليس كذاك النوع من الكفار الذين لا يعترفون بشريعة الإسلام.
لا فرق بين معصية وأخرى وأخطرها الحكم بغير ما أنزل الله، فإذا كان الذي يحكم بغير ما أنزل الله يرى أن الشرع لم يعد صالحًا فهذا مرتد عن دينه، أما إذا كان يعتقد في قرارة قلبه والله يعلم ذلك حقيقة وقد يقول بذلك لبعض من حوله من الناس، فحينئذ يكون كافرًا كفرًا عمليًّا.

Webiste