تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم العمل في مكان يُلزمني بلبس البنطلون وال... - الالبانيالسائل : فضيلة الشيخ -حفظك الله- ذكرتَ أن لبس البنطلون هو من باب التشبه بالكفار، فبماذا تنصحني وأنا عملي يجبرني على لبس البنطلون وما يسمى بالكرافيته وجز...
العالم
طريقة البحث
ما حكم العمل في مكان يُلزمني بلبس البنطلون والكرافيت أثناء العمل ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : فضيلة الشيخ -حفظك الله- ذكرتَ أن لبس البنطلون هو من باب التشبه بالكفار، فبماذا تنصحني وأنا عملي يجبرني على لبس البنطلون وما يسمى بالكرافيته وجزاكم الله خيرًا ؟

الشيخ : أما لبس الكرافيت فما أرى له وجهًا من الوجوه، ولا أجد لصاحبه عُذرًا من الأعذار .
أما لبس البنطلون فقد يكون بعضُ الناس في بعض الأعمال قد يحتاجون لمثل ذلك كمثل النجارين والحدادين لو لبسوا الثياب هذه التي تُسمى في بعض البلاد بـــ الجلابية وفي بعض أخرى بالدشداشة وباللغة العربية التي تعلمناها من السنة: القميص، وقد يكون طويلًا وقد يكون قصيرًا فمثل هذا اللباس قد لا يساعد على القيام بمثل هذه المهن التي ذكرتُها آنفًا .
أما إذا كان المفروض على الموظَّف أن يتشبه بالكفار في وظيفةٍ نظيفة ليس فيها مثل هذه المِهن التي ضربتُ بها مثلًا آنفاً وإنما لأن الذوق الكافر هو الذي يتطلب مثل هذا الزي فهذا ليس عذرًا لهذا الموظف أن يعتبره مُسقطًا للمؤاخذة عليه بوضعه الجرافيت في عنقه، وفي لباسه للبنطلون الضيق، الجرافيت في الواقع هو يُمثل ذوق الكفار أكثر من البنطلون، لكن البنطلون فيه مصيبة أخرى وهي: أنه يحجم العورة، وبخاصة إذا قام يصلي في الصف الأول أو الثاني فتجدهم إذا ركعوا وبصورة أخص إذا سجدوا تجسدت العورة الأليتان بل وما بينهما أحيانًا، فهذا ليس عذرًا لهذا الموظف، بل أنا أعتق أنه آثمٌ أشد الإثم لأنه يطلب الرزق المقسوم له كما قال تعالى: وفي السماء رزقكم وما توعدون -على الخلاف في تفسير هذه الآية- يطلب الوصول إلى الرزق بالوسيلة المحرمة، مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ذكر في بعض خطبه أنه قال: يا أيها الناس لا تَستبطؤوا الرزق فإنَّ أحدًا لا يموت حتى يستكمل رزقه وأَجَلَه، فأجملوا في الطلب، فإن ما عند الله لا يُنال بالحرام والله عز وجل في الآية المعروفة: ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب ، فأنا أذكِّر كل مسلم حريص على دينه بعامة وعلى رزقه الحلال بخاصَّة ألَّا يتخذ الوسائل المحرمة شرعًا للوصول إلى الرزق، فإن الرزق لا يُنال بالحرام، وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

Webiste