لو تعارض مفهوم حديث صحيح لذاته، مع منطوق حديث حسن لغيره فهل لا زلنا نقول بتقديم منطوق الحديث الحسن لغيره ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : طيب ، بناء على ما تقدم لو جاء السؤال التالي : لو تعارض مفهوم حديث صحيح لذاته، مع منطوق حديث حسن لغيره فهل لا زلنا نقول بتقديم منطوق الحديث الحسن لغيره ؟
الشيخ : أي نعم، وذلك هو معنى قول الحافظ ابن حجر في * شرح النخبة *: " إذا جاء حديثان متعارضان من قسم المقبول وفق بينهما بوجه من وجوه التوفيق " المقبول الحسن فصاعداً وجب التوفيق بينهما، ومن المعلوم في علم أصول الفقه أن دلالة المنطوق أقوى من دلالة المفهوم، معلوم من أصول الفقه أن دلالة المنطوق أقوى من دلالة المفهوم.
السائل : لا شك .
الشيخ : آه، في المصطلح يقول إذا جاء حديثان من قسم المقبول الحسن مقبول والصحيح مقبول من باب أولى، فإذا تعارضت دلالة المنصوص الصحيح مع الحسن في النص، فدلالة الحسن منطوق ودلالة الصحيح مفهوم فلا شك أن دلالة المنطوق من الناحية الفقهية تترجح على دلالة المفهوم من هذه الناحية نفسها، وفي الحديث مصطلح الحديث يسوى من حيث الاحتجاج بالحسن كالصحيح ويكون الجواب كما سبق، واضح ؟
السائل : نعم، لكن هذا الحديث الحسن لغيره ينطبق عليه كلمة الحسن ؟
الشيخ : سواء كان حسنا لغيره أو حسنا لذاته، لأنه أظن لا يخفاكم لماذا اصطلح المحدثون على تسمية نوع من الحديث حسن، ذلك لأن هذا قد قالوا الحديث الحسن بعد أن اختلفوا طويلا في تعريف الحديث الحسن، قالوا أن الحديث الحسن ما توفرت فيه كل شروط الحديث الصحيح، لكن شرط الضبط الذي يشترط أن يكون في الصحيح لم يتوفر بتمامه في الحديث الحسن، وإنما أحد رواته خف ضبطه عن راوي الحديث الصحيح، فلبيان مرتبة هذا الراوي للحديث سموا حديثه بالحديث الحسن، وهذه معالجة لأمور نفسية يشعر بها الإنسان تماماً .
فنحن مثلاً لا نتردد في أن حديث يرويه أبو بكر الصديق ليس كحديث يرويه أعرابي، وكما قال بعض التابعين عفا الله عنا وعنه حينما قُدم له حديث وائل بن حجر في أنه رأى النبي عليه السلام حينما دخل في الصلاة رفع يديه وحينما ركع رفع يديه وحين قال سمع الله لمن حمده رفع يديه خلافا لما روى عبد الله بن مسعود قال: ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرفع يديه ثم لم يعد قيل لإبراهيم النخعي: فأين أنت من حديث وائل الذي فيه إثبات الرفع عند غير تكبيرة الإحرام ؟ فأجاب: ما كنا لندع رواية ابن مسعود لأعرابي بوال على عقبيه، هذا بلا شك فيه حط من قيمة هذا الصحابي، لكن لا شك ولا ريب أننا لا نستطيع أن نقرن وائل ابن حجر مع أبي بكر الصديق، فرواية أبي بكر الصديق في منتهى القوة أما رواية وائل فيكفينا أن تكون صحيحة .
فالنسب هذه أمور لا تخفى على الباحثين .
فإذا جاء الكلام على الحديث الحسن فهو الذي فيه راو ليس ضبطه بتلك المتانة، فإشارة إلى هذه الفارقة البسيطة السهلة سموا حديثه حسنًا، ثم اصطلحوا زيادة في الإيضاح والتنبيه على تقسيم كل من الصحيح والحسن إلى صحيح لغيره وحسن لغيره إعرابا عن هذه المفارقات التي يشعر بها الباحث المتمكن في هذا العلم، لكن هذه المفارقات كما ضربنا مثلا آنفاً برواية أبي بكر ووائل اليماني لم تجعلنا هالتفاوت بين الرجلين بالذين يحملنا على إسقاط الاعتداد بحديث وائل، كذلك لا يحملنا أي فرق وجد بين حديثٍ حسن لذاته وبين حديث آخر حسن لغيره، لأن الثقة التي شعرنا بها في نفوسنا من رواية الراوي للحديث الذين حديثه حسن هي نفسها هذه الثقة تتوفر في النفس حينما نجد طرقا للحديث تبلغ به إلى مرتبة الحسن لغيره، فما هي إلا اصطلاحات لفظية تؤدي إلى معنى نفسية يعرفها أهل العلم والخبرة هذا هو الجواب عما سألت .
السائل : طيب ، يقول يا شيخ سؤال هنا في * الإصابة * يقول : " باب صاد ، صهبان بن عثمان أو الطلاسة الحرسي بفتح المهملتين روى ابن منده من طريق عبد الله بن عبد الكبير عن أبيه سمعت أبي صهبان أبا طلاسة قال قدم علينا عبد الجبار بن الحارث بعد مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فغزا معه غزاة فقُتل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: ذكر ابن حبان في التابعين صهبان بن عبد الجبار اللخمي يكنى أبا طلاسة روى عن عمرو روى عنه أهل فلسطين فكأنه هو ، فكأنه هو،،، سمعت أبي صهبان أبا طلاسة ".
الشيخ : عفواً بالصاد ؟
السائل : نعم .
الشيخ : إي .
السائل : سمعت أبي صهبان أبا طلاسة قال.
الشيخ : هو بفتح الصاد ولا بضمها ؟
السائل : طبعاً هنا ما هو مذكور التشكيل لكن .
الشيخ : يعني ما تذكر أنت .
السائل : لا ، أبو صُهبان هو.
الشيخ : أنا أظن هكذا بضم الصاد .
السائل : طيب .
الشيخ : وإيش عندك من كتب بهالمناسبة التي تضبط الأسماء إيش عندك ؟
السائل : يقول : " قال قدم علينا عبد الجبار بعد مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فغزا معه غزاة فقتل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قلت : ذكر ابن حبان في التابعين صُهبان بن عبد الجبار اللخمي يكنى أبا طلاسة روى عن عمرو روى عنه أهل فلسطين ".
فالسؤال كيف قتل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم يروى عنه أهل فلسطين هل المقصود أن عبد الجبار بن الحارث هو الذي قُتل أو أن هذا صُهبان المذكور هو الذي قتل؟ فإذا كان قتل فكيف يقول الحافظ روى عنه أهل فلسطين، هل روى عنه يقصد مباشرة أو بطريق غير مباشر ؟
الشيخ : أعطني الكتاب.
الشيخ : أي نعم، وذلك هو معنى قول الحافظ ابن حجر في * شرح النخبة *: " إذا جاء حديثان متعارضان من قسم المقبول وفق بينهما بوجه من وجوه التوفيق " المقبول الحسن فصاعداً وجب التوفيق بينهما، ومن المعلوم في علم أصول الفقه أن دلالة المنطوق أقوى من دلالة المفهوم، معلوم من أصول الفقه أن دلالة المنطوق أقوى من دلالة المفهوم.
السائل : لا شك .
الشيخ : آه، في المصطلح يقول إذا جاء حديثان من قسم المقبول الحسن مقبول والصحيح مقبول من باب أولى، فإذا تعارضت دلالة المنصوص الصحيح مع الحسن في النص، فدلالة الحسن منطوق ودلالة الصحيح مفهوم فلا شك أن دلالة المنطوق من الناحية الفقهية تترجح على دلالة المفهوم من هذه الناحية نفسها، وفي الحديث مصطلح الحديث يسوى من حيث الاحتجاج بالحسن كالصحيح ويكون الجواب كما سبق، واضح ؟
السائل : نعم، لكن هذا الحديث الحسن لغيره ينطبق عليه كلمة الحسن ؟
الشيخ : سواء كان حسنا لغيره أو حسنا لذاته، لأنه أظن لا يخفاكم لماذا اصطلح المحدثون على تسمية نوع من الحديث حسن، ذلك لأن هذا قد قالوا الحديث الحسن بعد أن اختلفوا طويلا في تعريف الحديث الحسن، قالوا أن الحديث الحسن ما توفرت فيه كل شروط الحديث الصحيح، لكن شرط الضبط الذي يشترط أن يكون في الصحيح لم يتوفر بتمامه في الحديث الحسن، وإنما أحد رواته خف ضبطه عن راوي الحديث الصحيح، فلبيان مرتبة هذا الراوي للحديث سموا حديثه بالحديث الحسن، وهذه معالجة لأمور نفسية يشعر بها الإنسان تماماً .
فنحن مثلاً لا نتردد في أن حديث يرويه أبو بكر الصديق ليس كحديث يرويه أعرابي، وكما قال بعض التابعين عفا الله عنا وعنه حينما قُدم له حديث وائل بن حجر في أنه رأى النبي عليه السلام حينما دخل في الصلاة رفع يديه وحينما ركع رفع يديه وحين قال سمع الله لمن حمده رفع يديه خلافا لما روى عبد الله بن مسعود قال: ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرفع يديه ثم لم يعد قيل لإبراهيم النخعي: فأين أنت من حديث وائل الذي فيه إثبات الرفع عند غير تكبيرة الإحرام ؟ فأجاب: ما كنا لندع رواية ابن مسعود لأعرابي بوال على عقبيه، هذا بلا شك فيه حط من قيمة هذا الصحابي، لكن لا شك ولا ريب أننا لا نستطيع أن نقرن وائل ابن حجر مع أبي بكر الصديق، فرواية أبي بكر الصديق في منتهى القوة أما رواية وائل فيكفينا أن تكون صحيحة .
فالنسب هذه أمور لا تخفى على الباحثين .
فإذا جاء الكلام على الحديث الحسن فهو الذي فيه راو ليس ضبطه بتلك المتانة، فإشارة إلى هذه الفارقة البسيطة السهلة سموا حديثه حسنًا، ثم اصطلحوا زيادة في الإيضاح والتنبيه على تقسيم كل من الصحيح والحسن إلى صحيح لغيره وحسن لغيره إعرابا عن هذه المفارقات التي يشعر بها الباحث المتمكن في هذا العلم، لكن هذه المفارقات كما ضربنا مثلا آنفاً برواية أبي بكر ووائل اليماني لم تجعلنا هالتفاوت بين الرجلين بالذين يحملنا على إسقاط الاعتداد بحديث وائل، كذلك لا يحملنا أي فرق وجد بين حديثٍ حسن لذاته وبين حديث آخر حسن لغيره، لأن الثقة التي شعرنا بها في نفوسنا من رواية الراوي للحديث الذين حديثه حسن هي نفسها هذه الثقة تتوفر في النفس حينما نجد طرقا للحديث تبلغ به إلى مرتبة الحسن لغيره، فما هي إلا اصطلاحات لفظية تؤدي إلى معنى نفسية يعرفها أهل العلم والخبرة هذا هو الجواب عما سألت .
السائل : طيب ، يقول يا شيخ سؤال هنا في * الإصابة * يقول : " باب صاد ، صهبان بن عثمان أو الطلاسة الحرسي بفتح المهملتين روى ابن منده من طريق عبد الله بن عبد الكبير عن أبيه سمعت أبي صهبان أبا طلاسة قال قدم علينا عبد الجبار بن الحارث بعد مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فغزا معه غزاة فقُتل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: ذكر ابن حبان في التابعين صهبان بن عبد الجبار اللخمي يكنى أبا طلاسة روى عن عمرو روى عنه أهل فلسطين فكأنه هو ، فكأنه هو،،، سمعت أبي صهبان أبا طلاسة ".
الشيخ : عفواً بالصاد ؟
السائل : نعم .
الشيخ : إي .
السائل : سمعت أبي صهبان أبا طلاسة قال.
الشيخ : هو بفتح الصاد ولا بضمها ؟
السائل : طبعاً هنا ما هو مذكور التشكيل لكن .
الشيخ : يعني ما تذكر أنت .
السائل : لا ، أبو صُهبان هو.
الشيخ : أنا أظن هكذا بضم الصاد .
السائل : طيب .
الشيخ : وإيش عندك من كتب بهالمناسبة التي تضبط الأسماء إيش عندك ؟
السائل : يقول : " قال قدم علينا عبد الجبار بعد مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فغزا معه غزاة فقتل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قلت : ذكر ابن حبان في التابعين صُهبان بن عبد الجبار اللخمي يكنى أبا طلاسة روى عن عمرو روى عنه أهل فلسطين ".
فالسؤال كيف قتل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم يروى عنه أهل فلسطين هل المقصود أن عبد الجبار بن الحارث هو الذي قُتل أو أن هذا صُهبان المذكور هو الذي قتل؟ فإذا كان قتل فكيف يقول الحافظ روى عنه أهل فلسطين، هل روى عنه يقصد مباشرة أو بطريق غير مباشر ؟
الشيخ : أعطني الكتاب.
الفتاوى المشابهة
- هل يقيد الحديث الحسن لغيره الحديث الصحيح بأنوا... - الالباني
- هل كلمة الحسن في الحديث الحسن ليست وصف للسند و... - الالباني
- ما هو الحديث الحسن لذاته ؟ - الالباني
- هل من فرق بين "هذا الحديث حسن " وبين " هذا الح... - الالباني
- المنطوق مقدم على المفهوم هل هذه قاعدة ؟ - الالباني
- إذا ورد نصان أحدهما دلالته منطوقة والآخر دلا... - ابن عثيمين
- المنطوق مقدم على المفهوم فكيف يأخذ الظاهرية... - ابن عثيمين
- الحديث الحسن لغيره والحديث الحسن لذاته ؟ - الالباني
- بعض علماء الأصول يقولون : إن من موانع الدليل... - ابن عثيمين
- هل الحديث الحسن لغيره إذا ثبت أنه حسن لغيره يُ... - الالباني
- لو تعارض مفهوم حديث صحيح لذاته، مع منطوق حديث... - الالباني