تم نسخ النصتم نسخ العنوان
سعيه عليه الصلاة والسلام ونزوله بالأبطح والد... - ابن عثيمينالشيخ : الوقفة الثالثة بل الرابعة : عند السعي. إن النبي صلى الله عليه وسلم لما دنا من الصفا قرأ :  إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ  ...
العالم
طريقة البحث
سعيه عليه الصلاة والسلام ونزوله بالأبطح والدفع إلى منى.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : الوقفة الثالثة بل الرابعة : عند السعي. إن النبي صلى الله عليه وسلم لما دنا من الصفا قرأ : إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ استمع. لما دنا، ما هو لما صعد الصفا، لما دنا من الصفا قال : إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا. صعد الصفا، وماذا صنع حين صعوده؟ رفع يديه حين رأى البيت وكبر ثلاثاً. وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده . كرر هذا ثلاث مرات يدعو فيما بين المرة الأولى والثانية، وفيما بين المرة الثانية والثالثة. وبعد الثالثة نزل متجهاً إلى المروة، في أثناء الطواف مر بالوادي، الوادي يعني : مجرى السيل. وكان في ذلك الوقت بيناً واضحاً، بطن الوادي عادة يكون منخفضاً أو مرتفعا؟ أجيبوا. منخفضا، لما انخفض سعى سعياً شديداً أي : ركض حتى إن إزاره لتدور به من شدة السعي. ولما صعد الوادي مشى عادةً وفعل على المروة كما فعل على الصفا. ولم يكرر الآية : إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّه لأنها ليست من ذكر من ذكر المسعى. إنما قالها حينما دنا من الصفا قبل أن يدخل في السعي. طيب. الوقوف عند السعي يعني ليس بكثير، لأنه ما في شيء يستلم ولا يقبل ولا يشار إليه. إنما هو أشواط معروفة يبتدئها بالصفا ويختمها بالمروة، ماذا صنع بعد السعي؟ أمر من لم يكن معه هدي أن يجعل إحرامه عمرة ويحل. قالوا : يا رسول الله! نحل وقد سمينا الحج - يعني : لبينا بالحج كيف نجعلها عمرة؟ - قال : افعلوا ما آمركم به . حتم عليهم وغضب حتى حل من لم يكن معه هدي. قالوا : يا رسول الله! الحل كله؟ قال: الحل كله . طيب.
وقفة بعد أن سعى قلنا : إنه نزل في؟ قولوا. في الأبطح ظاهر مكة بقي فيه أربعة أيام من يوم الأحد إلى يوم الخميس. وهو في هذا المكان يقصر الصلاة، وربما جمع بين الصلاتين. هل البقاء في الأبطح من الأمور المشروعة أو إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نزله من أجل الراحة؟ الجواب : بالثاني. في ذلك الوقت ما في بناء، الآن في بناء ولا يمكن للإنسان ينزل إلا أن يستأجر من العمائر التي فيه. ومع ذلك لا نقول : إن من السنة أن يكون مكانك في مكة في هذه العمائر. لا ، لأن نزول النبي صلى الله عليه وسلم في الأبطح أيسر له من أجل الدفع إلى منى. دفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى منى في اليوم الثامن.
نقف عند هنا : هل البقاء في منى في اليوم الثامن إلى صباح التاسع هل هو واجب أو سنة؟ الجواب: هو سنة وليس بواجب. فلو دفع الإنسان من مكة إلى عرفة فلا حرج. لكن فاته الأجر أجر المبيت في منى. ولو لم يحرم بالحج إلا يوم عرفة وذهب إلى عرفة فلا حرج. الدليل : أن عروة بن مضرِّس رضي الله عنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم صباح يوم العيد في مزدلفة وصلى معه. وأخبره أنه أتعب ناقته وأتعب نفسه وما ترك جبلاً إلا وقف عنده. فهل له من حج؟ فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : من شهد صلاتنا هذه - يعني: الفجر - ووقف معنا حتى ندفع وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه . وعلى هذا فإذا ذهب الناس من أوطانهم ووصلوا إلى مكة يوم الثامن وخرجوا فوراً إلى منى دون أن يطوفوا بالبيت ويسعوا فلا حرج.

Webiste