تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما معنى قول الأشاعرة في الرؤية أن الله لايرى... - ابن عثيمينالسائل : يقول السائل ما معنى قول الأشاعرة في الرؤية أن الله لا يرى إلا في جهة وما هو رد أهل السنة والجماعة ؟الشيخ : يقول الله عز وجل في القرآن حين ذكر ا...
العالم
طريقة البحث
ما معنى قول الأشاعرة في الرؤية أن الله لايرى إلا في جهة وما هو رد أهل السنة و الجماعة.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول السائل ما معنى قول الأشاعرة في الرؤية أن الله لا يرى إلا في جهة وما هو رد أهل السنة والجماعة ؟

الشيخ : يقول الله عز وجل في القرآن حين ذكر القيامة : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة فأضاف النظر إلى الوجوه والذي يمكن به النظر في الوجوه ما هو العين ففي الآية دليل على أن الله سبحانه وتعالى يرى بالعين ولكن هل رؤيتنا لله عز وجل تقتضي الإحاطة به ؟ لا أبدا ولا يمكن أن تحيط به لأن الله يقول : ولا يحيطون به علما فإذا كنا لا يمكن أن نحيط بالله علما والإحاطة العلمية أوسع وأشمل من الإحاطة البصرية دل ذلك على أنه لا يمكن أن نحيط به إحاطة بصرية ويدل لذلك قوله تعالى : لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار فالأبصار وإن رأته لا يمكن أن تدركه الله عز وجل يرى بالعين رؤية حقيقة ولكنه لا يدرك بهذه الرؤية لأنه عز وجل أعظم من أن يحاط به وهذا الذي ذهب إليه السلف ويرون أن أكمل نعيم ينعم به الإنسان أن ينظر إلى وجه الله عز وجل ولهذا كان من دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام أسألك لذة النظر إلى وجهك ما قال النظر قال لذة النظر لأن لهذا النظر لذة عظيمة لا يدركها إلا من أدركها بنعمة من الله وفضل منه وأرجو الله تعالى أن يجعلني وإياكم منه هذه هي حقيقة الرؤية التي أجمع عليها السلف أما من زعم أن الله لا يرى بالعين وأن الرؤية عبارة عن كمال اليقين فإن قوله هذا باطل مخالف للأدلة ويكذبه الواقع أيضا لأن كمال اليقين موجود في الدنيا أيضا قال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير الإحسان الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وعبادتك لله كأنك تراه هذا هو كمال اليقين فدعوى أن النصوص الواردة في الرؤية تعني كمال اليقين لأن المتيقن يقينا كاملا كالذي يشاهد بالعين أقول إن هذا تحريف وليس بتأويل بل وتحريف باطل يجب رده على من قال به وهنا مسألة أو هنا مثل أضربه لكم لتتحرزوا من كتب أهل البدع فإن أهل البدع عفاريت يأتون بأساليب إذا قرأها الإنسان قال ما شاء الله هذا الكلام الطيب وهذا الكلام الحسن فيغترّ بها الزمخشري صاحب الكشاف وهو كتاب تفسير معروف جيد باللغة العربية لكنه في الاعتقاد رديء لأنه معتزلي لما أتى على تفسير قوله تعالى : فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز قال وأي فوز أعظم من دخول الجنة والمزحزحة عن النار وش تقولون بالكلام هذا زين ولا شين ؟ ظاهره أنه جيد صحيح أي فوز أعظم من أن يزحزح الإنسان عن النار ويدخل الجنة هذا يعدل الدنيا كلها لكنه أراد بهذه الكلمة نفي رؤية الله عز وجل لأن رؤية الله أعظم فوزا من دخول الجنة ولكن عندما يقرأه الإنسان العادي لا يظن هذا الظن وأنا ضربت لكم هذا المثل لتحترزوا من الكتب التي ألفها أهل البدع فإنها قد تضلكم وأنتم لا تشعرون وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتوى الحموية قال : " إنهم يصوغون هذه الشبهات بعبارات طويلة غريبة يحسبها الإنسان حقا بما حويته من زخارف القول ولكنها كما قيل حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكلها كاسر مكسور ".

Webiste