تم نسخ النصتم نسخ العنوان
نجد وللأسف العلماء مقصرين في القضايا المستجدة... - الالبانيالسائل : السلام عليكم.الشيخ : وعليكم السلام.السائل : فضيلة الشيخ السؤال الذي أريد أسأله قد يكون خارج عن النطاق المألوف للأسئلة، وهو يخص أو يهم فئة مُعين...
العالم
طريقة البحث
نجد وللأسف العلماء مقصرين في القضايا المستجدة في الطب ونحوه، فما هو توجيهكم لمثل هذا ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : السلام عليكم.

الشيخ : وعليكم السلام.

السائل : فضيلة الشيخ السؤال الذي أريد أسأله قد يكون خارج عن النطاق المألوف للأسئلة، وهو يخص أو يهم فئة مُعينة مِن الناس وهم الأطباء المسلمين الذين يعملون في المستشفيات، للأسف الشديد أنَّ علماءنا الأجلاء مقصرون في ما يتعلق بالفقه المعاصر وبالمشاكل -بالأخص- المشاكل التي تستجد، وأضرب مثالًا على ذلك بمرض العصر المرض المعروف باسم نقص المناعة أو مرض الإيدز، هذا المرض الآن أصبح من الأمراض الخطيرة والتي تلتهم ناس كثير ويكفي أن أقول لك: أنه حتى الأطفال المولودين أو حديثي الولادة بدأت تظهر فيهم هذه الأعراض، في مدينة نيويورك وحدها في ألف طفل يولدون يوميًا بهذا المرض، ولا نضع رأسنا في التراب ونقول لا يوجد عندنا بل إنه موجود، السؤال باختصار:
الآن الأطفال هؤلاء الذين يولدون يأتيهم المرض عن طريق الأمهات يعني ينتقل عن طريق الأمهات !

الشيخ : نعم.

السائل : أثناء الحمل تكون الأم مصابة بهذا المرض فينتقل إلى الجنين، والانتقال هذا في حدود عشرين إلى خمسين في المائة هذا في الدراسات وهو معروف، السؤال باختصار: إذا ثبت بتحليل الدم للأم أنها تحمل هذا الفيروس وأنَ هناك نسبة عشرين إلى خمسين في المائة أن الطفل سيصاب بهذا المرض، إذا عرفنا الشيء هذا قبل أربعة أشهر وهو نفخ الروح في الجنين، أو عرفناه بعد أربعة أشهر فما هو الحل بالنسبة إنه إذا تركنا هذا الطفل وهذا الحمل يستمر فمعناه إن هذا الطفل سيولد مصاب بهذا المرض وما يترتب على ذلك ولحد الآن الطب لم يجد علاجًا لهذا المرض، فسؤالي باختصار بالنسبة لإجهاض المرأة في هذه الحالة، أنا طبعًا قد يكون يعني إذا كان ليس هناك إجابة لهذا السؤال فهل هناك دُرِس الموضوع هذا أو لم يُدرس، جزاكم الله خيرًا ؟

الشيخ : قبل كل شيء أقول بصراحة: عجبت مِن مطلع سؤالك حيث اتهمت العلماء بما هم بُرءآء منه، وأنت تعلم أن هذا المرض حديث عهد بالناس، فهل وُجِّه مثل هذا السؤال إلى بعض العلماء الذين تثقون بهم وضنُّوا عليكم بالجواب حتى تنسب إليهم أنهم لا يعالجون مشاكل الحياة، هذه واحدة، ويا تُرى هل العلماء هم مؤاخذون أكثر أم الذين لا يسألون ؟!
ربنا عز وجل يقول في القرآن الكريم : فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ، هل يا أخانا الدكتور أو الطبيب هل تتصور في العالِم أن يكون ملمًّا بكل العلوم أم تقنع بأن يكوت مختصًا في علم هو من العلوم التي يقال عنها إنها من فروض الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين، ما أظن أن أحدًا سيقول أنه يجب على عالِم من علماء المسلمين أكثر مما يجب على طبيب مِن أطباء المسلمين، أعني: هل يجب على الطبيب المسلم أن يكون عالمـــًا في الحديث وفي الفقه وفي التفسير وفي اللغة أم حسبُه إذا أتقن مهنته التي هو متخصص فيها؟! لا شك أن الجواب سيكون هو هذا.
إذن كذلك العلماء لهم تخصصات، فهذا مختص في علم التفسير وذاك متخصص في الحديث وهذا في الفقه وذاك في اللغة وو إلى آخره، فإذا أشكل على مسلمٍ ما وهبه طبيبًا أن يسأل عن لفظة عربية لم تظهر له معناها فيسأل أهل اللغة ولا يسأل مثلًا الفقيه، لأنه ليس مختصًّا وإن كان المفروض أن يكون عنده إلمام باللغة العربية لأنه لا يمكنه أن يتفقه إلا بها، لكن وأنتم الأطباء أعرف الناس بفائدة التخصص، ففي الطبابة مثلًا نواحي عديدة جدًّا من التخصص، إذا كان الأمر هكذا وهو كذلك مائة في المائة، فحينئذ إذا كان الطبيب المسلم بحاجة إلى أن يعرف حكمًا لِعلَّة أو مرضٍ حديثٍ فعليه هو أن يقوم بواجب السؤال إعمالًا منه لقوله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ، وليس العالِم هو الذي يجب أن يدع علمه الذي تخصص فيه وهو العلم الشرعي وأن يسأل ما جدَّ في علم الطبِّ وما جدَّ من آراء جديدة في علم الفلك وفي علم ما أدري علوم الكيمياء والفيزياء هذا أمر تكليف كما قال تعالى: لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها إذن المفروض والحالة هذه أن أفراد المجتمع الإسلامي يتعاونون بعضهم مع بعض كلٌّ منهم يمد الآخر في اختصاصه، فالعالم الذي أنت أشرت إليه يمدك بما عنده مِن علم، ولكن ليس مفروضًا عليه أن يعلم ما عندك أنت مِن شكوى من سؤال من إشكال من من إلى آخره إلا إذا أفضيت بما في نفسك إليه، حينئذٍ وجب عليه أن يجيبك عملًا بقوله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فقمتَ والحالة هذه بالسؤال، وعملًا بقوله عليه الصلاة والسلام: مَن سُئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار فعلى العالم حينذاك أن يجيبك، وإجابته بلا شك ليس من الضروري أن تكون إيجابية، فنصف العلم لا أدري، وربنا عز وجل يقول: وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا وقد يحيلك إلى غيره شأن الأطباء يحيلون بعض مرضاهم إلى غيره الذي ليس هو متخصصًا في مرض المريض وهكذا.

Webiste