تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة الكلام حول قوله تعالى : (( فمن كان يرجو ل... - الالبانيالشيخ : لنعود إلى إكمال الكلام فيما يتعلق بالركيزة الثانية التي أشار إليها ربنا عز وجل في تمام الآية السابقة حيث قال :  فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل...
العالم
طريقة البحث
تتمة الكلام حول قوله تعالى : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) والمتضمن الحديث حول الركيزة الثانية وهي الإخلاص .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : لنعود إلى إكمال الكلام فيما يتعلق بالركيزة الثانية التي أشار إليها ربنا عز وجل في تمام الآية السابقة حيث قال : فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يُشرك بعبادة ربه أحدًا : فقد عرفنا كيف يكون العمل الصالح وهو ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام دون زيادة ما .
أما قوله عز وجل : فلا يشرك بعبادة ربه أحدًا فإنما يعني في هذه الآية أي ليكن من كان يرجو لقاء ربه في عمله الصالح مخلصًا لله عز وجل لا يُرائي ولا يرجو مِن وراء عمله الصالح سوى مرضاة الله تبارك وتعالى ، وقد جاءت في هذه المناسبة أحاديث كثيرة وكثيرةٌ جدًّا فيها ما يكفي لوعظ وإيقاظِ قلب المسلم مِن غفلته في بعض أعماله الصالحة التي قد تتغلب عليه نفسُه الأمارة بالسوء فتقلب عبادته التي على السنة تقلب عبادته وبالًا عليه ، ولماذا ؟! لأنه لم يخلص فيها لله تبارك وتعالى ، بل أشرك فيها معه غيره ، أي : أراد وجه غير الله عز وجل في عمله ، من تلك الأحاديث ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله تعالى عنه- : أنَّ رجلًا قال للنبي -عليه الصلاة والسلام- : الرجل منا يا رسول الله يقاتل شجاعة ، هل هو في سبيل الله ؟ قال : لا ، قال : الرجل منا يقاتل حمية هل هو في سبيل الله ؟ قال : لا ، الرجل يقاتل كذا وكذا هل هو في سبيل الله ؟ قال : لا في كل مرة لا لا ، قالوا : فمن في سبيل الله ؟ قال : مَن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله : ومعنى ذلك أنَّ من قاتل لغير إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى فليس في سبيل الله ، وإنما هو في سبيل الشيطان ، ولذلك فينبغي أن يراقب كلُّ مسلمٍ أعمالَه وبخاصة جهادَه الذي قد يعرض نفسه للموت ، فعليه أن يجعل جهاده خالصًا لوجه الله تبارك وتعالى كما قال -عليه الصلاة والسلام- في حديثٍ رواه الحاكم في *المستدرك* من حديث أُبي بن كعب -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : بشر هذه الأمة بالرفعة والسناء والمجد والتمكين في الأرض ، ومن عمل منهم عملاً للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب ، ومن عمل منهم عملاً من أعمال الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب .

Webiste