تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان ما ورد في السنة من أحاديث تحذر من الشرك ف... - الالبانيالشيخ : وإنَّ مِن أشد الأحاديث تخويفاً وترهيباً لِمن لا يخلص لله عز وجل في عمله ولو كان من أعلى الأعمال عند الله رِفعةً ومنزلةً ومع ذلك فينقلب عليه هذا ...
العالم
طريقة البحث
بيان ما ورد في السنة من أحاديث تحذر من الشرك في العمل .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وإنَّ مِن أشد الأحاديث تخويفاً وترهيباً لِمن لا يخلص لله عز وجل في عمله ولو كان من أعلى الأعمال عند الله رِفعةً ومنزلةً ومع ذلك فينقلب عليه هذا العمل وبالاً ، لأنه ما أخلص فيه لله تبارك وتعالى ، ذلك الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه مِن حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أوَّلُ مَن تُسعّر بهم النار يوم القيامة ثلاثة : عالمٌ ومجاهدٌ وغنيٌ انظروا خير الناس أعمالاً هم هؤلاء الثلاثة عالم ومجاهد وغني ، مع ذلك يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الصادق الأمين بأنَّ أول مَن تُشعل بهم النار وتُوقد بهم جهنم يوم القيامة هم هؤلاء الأجناس الثلاثة : العالم والمجاهد والغني ، يقول -عليه الصلاة والسلام- في تمام الحديث : يُؤتى بالعالم يوم القيامة فيقال له : ماذا عملتَ فيما علِمت ؟ فيقول : يا رب نشرته في سبيلك ، فيقال له : كذبتَ إنما علمت ليقول الناس فلان عالم وقد قيل ، خذوا به إلى النار أي : إنَّ ما سعى إليه من حب الشهرة والظهور قد وصل إليه بعلمه فليس له في الآخرة من نصيب كما تقدم في حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه .
ثم يُؤتى بالمجاهد فيقال له : ماذا علمتَ بما أنعمت عليك من قوة ؟ فيقول : يا رب قاتلت في سبيلك ، فيقال له : كذبتَ إنما جاهدت ليقال : فلان بطل فلان شجاع وقد قيل ، خذوا به إلى النار ، فيُلقى به إلى جهنم ، ثم يؤتى بالغني الذي أنفق أمواله في سبيل الله فيما يبدو للناس فالله يحاسبه ويسأله وهو أعلم بما في نفسه ماذا فعلتَ بما أنعمتُ عليك من مال ؟ فيقول : يا رب أنفقته في سبيلك ، فيقال له : كذبت إنما أنفقت ليقول الناس فلانٌ كريم وقد قيل ، خذوا به إلى النار ، قال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فأول من تسعر بهم النار يوم القيامة هؤلاء الثلاثة : العالم والمجاهد والغني :
ومن هنا نتلخص شيئاً هامّاً جدًّا هو ما أشار إليه ربنا عز وجل في الآية السابقة : فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً أي : على وجه السنة .
ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا أي : ليخلص في كل عبادة يأتي بها لله عز وجل لا يريد من الناس جزاء ولا شكورًا .
فنسأل الله عز وجل أن يعرفنا وأن يعلمنا العمل الذي كان عليه رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم وأن يُلهمنا الإخلاص فيه له وحده لا شريك له.

Webiste