تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما رأيكم في بعض الشباب الذين يتركون الدراسة وا... - الالبانيالسائل : يقول ما رأيكم في بعض الشباب الذين يتركون الدراسة والعمل بحجة وجود بعض المنكرات ، ويدَّعون أنهم أهل الحديث ، فهل عملهم هذا هو عمل أهل الحديث الس...
العالم
طريقة البحث
ما رأيكم في بعض الشباب الذين يتركون الدراسة والعمل بحجة وجود بعض المنكرات ويدعون أنهم أهل الحديث فهل عملهم هذا هو عمل أهل الحديث من السلف الصالح ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : يقول ما رأيكم في بعض الشباب الذين يتركون الدراسة والعمل بحجة وجود بعض المنكرات ، ويدَّعون أنهم أهل الحديث ، فهل عملهم هذا هو عمل أهل الحديث السلف الصالح ؟

الشيخ : في السؤال شيءٌ لم يظهر لي إلا إن كان يريد السائل أنَّ كُلَّ الدراسات التي تقام اليوم في كل المدارس وفي كل الجامعات فيها مخالفة شرعية هذا كلام مردود على صاحبه ، لأن الواقع والحمدلله لا يزال فيه خير كثير كما أشار إلى ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تزال طائفة من أُمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم مَن خالفهم حتى يأتيَ أمر الله ، وأما إن كان يريد السائل بكلامه هذا أو بِسؤاله الإشارة إلى ما هو موجودٌ في بعض الجامعات من اختلاط الجنسين النساء بالرجال والرجال بالنساء فهذا حقٌّ لا سبيل إلى إنكاره أنه منكرٌ ، لأن الفصل بين الرجال والنساء سنة تلقاها المسلمون عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلفاً عن سلفٍ ، فأنتم تعلمون قوله عليه الصلاة والسلام : خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها : فقد فصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفرَّق بين الرجال والنساء في خير البقاع ألا وهي المساجد ، كما جاء في الحديث الصحيح : أنه سُئل عليه الصلاة والسلام عن خير البقاع وشر البقاع ، فصبر حتى نزل عليه جبريل عليه السلام فقال : خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق : فإذا كان خير البقاع المساجد كما قال صلى الله عليه وآله وسلم ومع ذلك فقد فرّق فيها بين الرجال والنساء ، فلا شك أن مثل هذا التفريق ينبغي أن يكون في تلك الجامعات أولى وأولى لأنَّ تلك الجامعات أقل ما يقال فيها مهما كانت مستقيمة في برامجها وفي مناهجها فهي ليست خير البقاع ، لأن النبي قال : إنما خير البقاع المساجد ، فهي أولى أن يكون من برنامجها الفصل بين الرجال والنساء ، إن كان السائل يشير إلى هذا .
" فهذا هو الحق ما به خفاء *** فدعني عن بنيات الطريق " .
نعم .

السائل : ملاحظة في دراستنا هنا في المملكة لا يوجد هذا الاختلاط الذي ذكرتموه .

الشيخ : هذا مما ينكروه ، وهذا ما أشرتُ إليه أنَّ الأمة لا تزال في خير ، ولذلك فكان السؤال إما على ظاهره فهو خطأ ، وإما أن يكون في نفس السائل شيء لم يُحسن التعبير عنه ، ولذلك فالجواب في حدود ما سمعنا هو ما سمعتم .

السائل : كأني فهمتُ أنه غلو مِن بعض شباب هذه الصحوة ، تركوا العمل واتجهوا إلى بيت الله الحرام وقد لقيت بعضهم في بعض الرمضانات السابقة.

الشيخ : أي لا يدرسون في المساجد ؟

السائل : لا يدرسون ولا يعملون .

الشيخ : إي ، هذا انحرافٌ عن السنة الصحيحة التي منها قوله عليه الصلاة والسلام -أذكر الآن حديثين بهذه المناسبة- : أولهما قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله : في بيت من بيوت الله في مسجد من المساجد التي بنيت لله ، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده .
والحديث الآخر : أنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخوان ، أحدهما يطلب العلم والآخر يعمل للرزق ، فشكا هذا أخاه طالبَ العلم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً : إنه لا يعمل ، وإنما يطلب العلم فأدبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعبارة لطيفة حيث قال عليه السلام : وما يدريك لعلك تُرزق به :
وما يدريك أيها العامل الكاسِب بكد يمينك وعرق جبينك حيث تنكر على أخيك المسلم أنه لا يعمل كما تعمل ، لأنه مشغول بطلب العلم ، قال له عليه الصلاة والسلام : وما يدريك لعلك ترزق به : فإذاً طلب العلم كما ألمحنا في حديث سبق ذكره : من سلك طريقاً يطلب به علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة والآن أجيبوا المؤذن .

Webiste