سؤال عن حكم استقبال القبلة ببول أو غائط في البنيان ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : ... ؟
الشيخ : إي نعم ، لا يجوز استقبال القبلة فهو حرام ، نعم ، وهو قوله الموجَّه شريعة عامة للمسلمين ، لا سيما وأن راويه - وهو أبو أيوب الأنصاري - كان لما جاء إلى الشام فوجد المراحيض إلى القبلة ، فذكر هذا الحديث : إذا أتيتم الغائط ؛ فلا تستقبلوا القبلة ببول أو غائط ، ولكن شرِّقوا أو غرِّبوا ، قال : فنحن نستغفر الله ، لأن المراحيض تجاه القبلة ، وأنا في الواقع لاحظتُ هنا في الدار التي أسكنها الآن مخالفة لهذا الحديث ، هناك العديد من المراحيض ، أكثرها والحمد لله غير موجَّه إلى القبلة ، لكن المرحاض الأول هنا الذي يلي الباب هو إلى القبلة ، وأنا - مع الأسف - كنت حديث عهد بهذه الدار ، فانتبهت أنني أستقبل الجهة التي أصلِّي إليها في حالة التبوُّل أو التغوُّط ، فأبو أيوب الأنصاري الذي روى الحديث كان يفهم أن الحديث على المعنى العام ، ولذلك قال : نستغفر الله ، مع أنه لم يبن المرحاض هو بيده إلى القبلة ، لأن البيوت هناك كانت بيوت النصارى ، مع ذلك يقول : نحن نستغفر الله ، لأنه لا يستطيع أن يتغوَّط إلا في المكان الذي وُجِّه إلى القبلة ، فتساؤلك أن دعوة الخصوصية استقرَّ بالدليل ، هذا التساؤل في محلِّه وليس في ملحه ، هو في محله لأنه أصل ، ليس في محله لأنك نسبت الدافع إلى القول بأن هذا خصوصية ، فلذلك كان الأرجح ما ذهبنا إليه - تبعًا لكثير من علماء الفقه والحديث - أن استقبال القبلة لا يجوز سواء في الصحراء أو ... .
وعندي أدلة استنباطيَّة تقاوم هذه النظرية ، وتجعل المسلم لا يشك في صحَّتها أبدًا ، عندنا أحاديث تنهى المسلم عن أن يبصق إلى القبلة ، وعندنا حديث : " أن الرسول رأى رجلًا يبصق في المسجد تجاه القبلة فنهى ونهر عن ذلك " ، و إذا قام أحدكم يصلي ؛ فلا يبصق تجاه القبلة ، تجاه القبلة وهو يصلي ، يصلي في المسجد ، أو يصلي في البنيان ، وكل ذي عقلٍ ولبٍّ يعلم أو يعتقد معي أن البصق تجاه القبلة دون التغوط والتبول تجاه القبلة ، فإذا نهى الرسول - عليه السلام - عن أن يوجِّه المسلم بصاقه تجاه القبلة ؛ أفلا ينهى عن أن يوجه بوله أو غائطه تجاه القبلة ؟! لا شك أن هذا من باب : فلا تقل لهما أف أي : لا تضربهما بكفِّك من باب أولى ، هذا قياس أولوي ، وأن يقول فقيه يعلم ما يقوله : لا يجوز استقبال القبلة بالبصاق في البنيان ، ويجوز التبول والتغوط في البنيان لوجود هذا الحاجز من الجُدُر ؛ فهذه ظاهريَّة مقيتة من التفريق بين المتماثلات ، لا من التفريق بين القياس الصحيح والقياس المنكوس !فالقياس الصحيح هو القياس الأولوي الذي لا شك فيه ، فكيف نستطيع أن نُعمِلَ أحاديث النهي عن البصاق تجاه القبلة ، نعملها إعمالًا عامًّا ، ونطبقها تطبيقًا كاملًا ، لا نفرِّق بين البصق تجاه القبلة في البنيان ، وبين البصق تجاه القبلة ... . وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .
الشيخ : إي نعم ، لا يجوز استقبال القبلة فهو حرام ، نعم ، وهو قوله الموجَّه شريعة عامة للمسلمين ، لا سيما وأن راويه - وهو أبو أيوب الأنصاري - كان لما جاء إلى الشام فوجد المراحيض إلى القبلة ، فذكر هذا الحديث : إذا أتيتم الغائط ؛ فلا تستقبلوا القبلة ببول أو غائط ، ولكن شرِّقوا أو غرِّبوا ، قال : فنحن نستغفر الله ، لأن المراحيض تجاه القبلة ، وأنا في الواقع لاحظتُ هنا في الدار التي أسكنها الآن مخالفة لهذا الحديث ، هناك العديد من المراحيض ، أكثرها والحمد لله غير موجَّه إلى القبلة ، لكن المرحاض الأول هنا الذي يلي الباب هو إلى القبلة ، وأنا - مع الأسف - كنت حديث عهد بهذه الدار ، فانتبهت أنني أستقبل الجهة التي أصلِّي إليها في حالة التبوُّل أو التغوُّط ، فأبو أيوب الأنصاري الذي روى الحديث كان يفهم أن الحديث على المعنى العام ، ولذلك قال : نستغفر الله ، مع أنه لم يبن المرحاض هو بيده إلى القبلة ، لأن البيوت هناك كانت بيوت النصارى ، مع ذلك يقول : نحن نستغفر الله ، لأنه لا يستطيع أن يتغوَّط إلا في المكان الذي وُجِّه إلى القبلة ، فتساؤلك أن دعوة الخصوصية استقرَّ بالدليل ، هذا التساؤل في محلِّه وليس في ملحه ، هو في محله لأنه أصل ، ليس في محله لأنك نسبت الدافع إلى القول بأن هذا خصوصية ، فلذلك كان الأرجح ما ذهبنا إليه - تبعًا لكثير من علماء الفقه والحديث - أن استقبال القبلة لا يجوز سواء في الصحراء أو ... .
وعندي أدلة استنباطيَّة تقاوم هذه النظرية ، وتجعل المسلم لا يشك في صحَّتها أبدًا ، عندنا أحاديث تنهى المسلم عن أن يبصق إلى القبلة ، وعندنا حديث : " أن الرسول رأى رجلًا يبصق في المسجد تجاه القبلة فنهى ونهر عن ذلك " ، و إذا قام أحدكم يصلي ؛ فلا يبصق تجاه القبلة ، تجاه القبلة وهو يصلي ، يصلي في المسجد ، أو يصلي في البنيان ، وكل ذي عقلٍ ولبٍّ يعلم أو يعتقد معي أن البصق تجاه القبلة دون التغوط والتبول تجاه القبلة ، فإذا نهى الرسول - عليه السلام - عن أن يوجِّه المسلم بصاقه تجاه القبلة ؛ أفلا ينهى عن أن يوجه بوله أو غائطه تجاه القبلة ؟! لا شك أن هذا من باب : فلا تقل لهما أف أي : لا تضربهما بكفِّك من باب أولى ، هذا قياس أولوي ، وأن يقول فقيه يعلم ما يقوله : لا يجوز استقبال القبلة بالبصاق في البنيان ، ويجوز التبول والتغوط في البنيان لوجود هذا الحاجز من الجُدُر ؛ فهذه ظاهريَّة مقيتة من التفريق بين المتماثلات ، لا من التفريق بين القياس الصحيح والقياس المنكوس !فالقياس الصحيح هو القياس الأولوي الذي لا شك فيه ، فكيف نستطيع أن نُعمِلَ أحاديث النهي عن البصاق تجاه القبلة ، نعملها إعمالًا عامًّا ، ونطبقها تطبيقًا كاملًا ، لا نفرِّق بين البصق تجاه القبلة في البنيان ، وبين البصق تجاه القبلة ... . وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .
الفتاوى المشابهة
- شرح قول المصنف :" واستقبال النيرين ويحرم است... - ابن عثيمين
- كيف نوفق بين حديث : أن أحد الصحابة صعد على سطح... - الالباني
- حكم استقبال القبلة أواستدبارها عند قضاء الحاجة - ابن باز
- الكلام على نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الت... - الالباني
- عن حكم استقبال الغائط . - الالباني
- فوائد حديث : ( إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا ا... - الالباني
- حكم استقبال القبلة في البناء ببول أو غائط - ابن باز
- الكلام على استقبال القبلة ببول أو غائط. - ابن عثيمين
- هل هناك فرق بين الصحراء والبنيان في قضية استقب... - الالباني
- الكلام على حكم استقبال القبلة بالبول أو بالغائط . - الالباني
- سؤال عن حكم استقبال القبلة ببول أو غائط في الب... - الالباني