قول الله - تعالى - : ( ويعلم ما في الأرحام ) ، وفي هذه الأيام توصلوا إلى معرفة نوع الجنين بواسطة بعض الآلات ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : قال - تعالى - : إن الله عنده علم الساعة وينزِّل الغيث ويعلم ما في الأرحام ، هذه الآية تدلُّ على أنه لا يعلم ما في الأرحام إلا الله ، ولكن عندما تراجع المرأة الطبيبة تُدخل إلى الرَّحم جهاز تصوير ؛ فيتبيَّن نوع الجنين ؛ فما هو تفسير هذه الآية إذًا ؟
الشيخ : تفسير الآية لا علاقة له بالوسائل التي خلقها الله - عز وجل - ويسَّرها للبشر ، فما اطِّلاع الطبيبة اليوم على نوعية الجنين بواسطة آلة بأغرب من إخبار الفلكيِّين بكسوف الشمس وخسوف القمر قبل ذلك بسنين وليس بشهور أو أيام ، فالذي وصف الله - عز وجل - به إنما هو أنه بعلمه الذاتي الذي لا يُشاركه أحد في الاطلاع على ما في بطون الْـ على ما في الأرحام من الأجنَّة ؛ هذا أمر لا يُشاركه فيه حتى الأنبياء ولا الرسل ، فالله - عز وجل - قال في صريح القرآن : عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلا من ارتضى من رسول ، فلا يُظهر ؛ أي : لا يُطلع ، فلا أحد يعلم الغيب بذاته إلا الله - تبارك وتعالى - ؛ كما جاء في " صحيح البخاري " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مرَّ يومًا بجارية من الأنصار وهي تُغنِّي تقول : " وفينا نبيٌّ يعلم ما في غَدِ " ، فقال - عليه الصلاة والسلام - : لا يعلم الغيب إلا الله ، دَعِي هذا ، وقولي مثل ما كنت تقولين ، فلا أحد يعلم الغيب بذاته إلا الله - تبارك وتعالى - ، أما بالواسطة فيُمكن ذلك ، فالله - عز وجل - يُنبئ نبيَّه - عليه الصلاة والسلام - بواسطة جبريل أو بالإيحاء الذي هو الإلهام المعصوم عن الخطأ ؛ كما أنه أعلم بعض عباده بوسائل يتمكَّنون بها من معرفة ما غاب عن بعض الناس ، وليس ذلك من العلم بالغيب بسبيل .
وبعض الفلَّاحين والمفروض أن الفلاحين خاصَّة فيما مضى من الزمان حينما لم تكن الزراعة علمًا يُدرس ؛ كانوا يعلمون بتجاربهم الخاصة أن الشجرة حينما تُقطع فعمرها كذا سنة ، هذا ليس غيبًا ، وإنما هم عرفوا بالتجربة أن كل دائرة في جذع الشجرة تدل على أنها تمثِّل سنة من عمرها ، فإذا كان هناك ثلاث دوائر - وهذا ملاحظ إذا ما انتبهتم لذلك - فكل دائرة تدل على سنة ، هذا ليس له علاقة بعلم الغيب ، إنما الله - عز وجل - قدَّر هذه الدوائر وأعلمَ الناسَ الذين يُراقبونها بأن هذه الدائرة تدلُّ أن عمر الشجرة سنة أو سنتين إلى آخره .
كذلك هذه الآلات التي يكتشفون بها وجود مطر - مثلًا - بعد يوم أو يومين ، أو ما جاء في السؤال إدخال أنبوب أو شريط خاص له طبيعة خاصة ، وصُنِع صنعًا دقيقًا تستكشف الطبيبة ما إذا كان الجنين ذكرًا أو أنثى ، فيقال لها : بدون أن تستعملي هذه الوسيلة هل تستطيعين أن تعرفي ؟ كل البشر يقولون : لا ، لا نعلم ؛ فإذًا يجب أن نتصوَّر حقيقة الغيب الذي اختصَّ الله به فهو علم ذاتي لا يُشاركه فيه أحد من البشر ، أما استكشاف بعض المغيَّبات عن الناس بعامة أو بخاصة ببعض الوسائل التي يسَّرها الله - عز وجل - ، هذا ليس له علاقة إطلاقًا بعلم الغيب ؛ فلا يُشكلنَّ الأمر على أحد بعد هذا البيان .
الشيخ : تفسير الآية لا علاقة له بالوسائل التي خلقها الله - عز وجل - ويسَّرها للبشر ، فما اطِّلاع الطبيبة اليوم على نوعية الجنين بواسطة آلة بأغرب من إخبار الفلكيِّين بكسوف الشمس وخسوف القمر قبل ذلك بسنين وليس بشهور أو أيام ، فالذي وصف الله - عز وجل - به إنما هو أنه بعلمه الذاتي الذي لا يُشاركه أحد في الاطلاع على ما في بطون الْـ على ما في الأرحام من الأجنَّة ؛ هذا أمر لا يُشاركه فيه حتى الأنبياء ولا الرسل ، فالله - عز وجل - قال في صريح القرآن : عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلا من ارتضى من رسول ، فلا يُظهر ؛ أي : لا يُطلع ، فلا أحد يعلم الغيب بذاته إلا الله - تبارك وتعالى - ؛ كما جاء في " صحيح البخاري " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مرَّ يومًا بجارية من الأنصار وهي تُغنِّي تقول : " وفينا نبيٌّ يعلم ما في غَدِ " ، فقال - عليه الصلاة والسلام - : لا يعلم الغيب إلا الله ، دَعِي هذا ، وقولي مثل ما كنت تقولين ، فلا أحد يعلم الغيب بذاته إلا الله - تبارك وتعالى - ، أما بالواسطة فيُمكن ذلك ، فالله - عز وجل - يُنبئ نبيَّه - عليه الصلاة والسلام - بواسطة جبريل أو بالإيحاء الذي هو الإلهام المعصوم عن الخطأ ؛ كما أنه أعلم بعض عباده بوسائل يتمكَّنون بها من معرفة ما غاب عن بعض الناس ، وليس ذلك من العلم بالغيب بسبيل .
وبعض الفلَّاحين والمفروض أن الفلاحين خاصَّة فيما مضى من الزمان حينما لم تكن الزراعة علمًا يُدرس ؛ كانوا يعلمون بتجاربهم الخاصة أن الشجرة حينما تُقطع فعمرها كذا سنة ، هذا ليس غيبًا ، وإنما هم عرفوا بالتجربة أن كل دائرة في جذع الشجرة تدل على أنها تمثِّل سنة من عمرها ، فإذا كان هناك ثلاث دوائر - وهذا ملاحظ إذا ما انتبهتم لذلك - فكل دائرة تدل على سنة ، هذا ليس له علاقة بعلم الغيب ، إنما الله - عز وجل - قدَّر هذه الدوائر وأعلمَ الناسَ الذين يُراقبونها بأن هذه الدائرة تدلُّ أن عمر الشجرة سنة أو سنتين إلى آخره .
كذلك هذه الآلات التي يكتشفون بها وجود مطر - مثلًا - بعد يوم أو يومين ، أو ما جاء في السؤال إدخال أنبوب أو شريط خاص له طبيعة خاصة ، وصُنِع صنعًا دقيقًا تستكشف الطبيبة ما إذا كان الجنين ذكرًا أو أنثى ، فيقال لها : بدون أن تستعملي هذه الوسيلة هل تستطيعين أن تعرفي ؟ كل البشر يقولون : لا ، لا نعلم ؛ فإذًا يجب أن نتصوَّر حقيقة الغيب الذي اختصَّ الله به فهو علم ذاتي لا يُشاركه فيه أحد من البشر ، أما استكشاف بعض المغيَّبات عن الناس بعامة أو بخاصة ببعض الوسائل التي يسَّرها الله - عز وجل - ، هذا ليس له علاقة إطلاقًا بعلم الغيب ؛ فلا يُشكلنَّ الأمر على أحد بعد هذا البيان .
الفتاوى المشابهة
- توضيح الشيخ للوسائل التي يتخذها البشر الصالح م... - الالباني
- الله وحده هو الذي يعلم ما في الأرحام - اللجنة الدائمة
- بيان أنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى - ابن باز
- ما معنى علم الغيب الذي اختص الله به نفسه وهل م... - الالباني
- ما هو علم الغيب الذي اختص الله به نفسه وهل ما... - الالباني
- الجمع بين علم الغيب ومعرفة الأطباء نوع الجنين - ابن باز
- في قوله - تعالى - : (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ... - الالباني
- كيف نوفق بين قول الله تعالى : (( ويعلم ما في ا... - الالباني
- في قوله تعالى : (( إن الله عنده علم الساعة وين... - الالباني
- قول الله تعالى: (ويعلم ما في الأرحام) وفي هذه... - الالباني
- قول الله - تعالى - : ( ويعلم ما في الأرحام ) ،... - الالباني