هل المشي السَّريع سنة ؟ وهل تركه إسقاط سنة ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : فضيلة الشيخ - حفظك الله - ، هل المشي السريع سنة ؟ وهل تركه إسقاط سنة ؟ وخاصَّة أن بعض أهل العلم ادَّعى ... في المشي من البدع أرجو التوضيح ، وجزاك الله خيرًا ؟
الشيخ : لا شكَّ نعود لما ذكرناه في آخر الجواب السابق ، خير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، إن النبيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - كان سريعَ المشي فعلًا ، وكان أصحابه لا يكادون يلحقون به ، وإنهم لَيُجهدون أنفسهم وهو لا يلوي على شيء ، لكن هذا شيء والركض والسَّعي كذلك مما لا ينبغي أن يقعَ فيه المسلم ، وبخاصَّة إذا خرجَ إلى المسجد ، فكثير من الناس مَن يسعى ؛ أي : يركض ، والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قد قال فيما أخرجه الشيخان في " صحيحيهما " من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : إذا أتيتم الصلاة فَأْتوها وعليكم السكينة والوقار ، ولا تأتوها وأنتم تسعون أي : تركضون كما يفعل بعض الناس ؛ وبخاصَّة إذا دخل المسجد ووجد الإمام راكعًا أو وهو يركع ، فيركض فيُسمع له رجَّة أو ضجَّة في المسجد من سرعته في مشيته أو ركضه فيها ، فيقول الرسول - عليه السلام - : إذا أتيتم الصلاة فَأتوها وعليكم السكينة والوقار ، ولا تأتوها وأنتم تسعون ؛ فما أدركتم فصلُّوا ، وما فاتكم فأتمُّوا .
وبهذه المناسبة : لا يشكلنَّ على أحدٍ نهي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن السَّعي إلى الصلاة الذي قلنا إنه الركض والمشي غير الطَّبيعي للإنسان ، لا يشكلنَّ هذا الحديث بقوله - تبارك وتعالى - : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ فليس معنى السَّعي هنا هو نفس السَّعي المذكور بالحديث ؛ أي : إن السَّعي المذكور في الحديث المنهي عنه هو غير السَّعي المذكور في الآية المأمور به ، فلكلٍّ من لفظَي السَّعي في الآية والحديث معنى يتناسب مع السياق والسباق ؛ فحينما قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث : إذا أتيتم الصلاة فَأتوها وعليكم السكينة والوقار ، ولا تأتوها وأنتم تسعون ، كانت الجملة الأولى مفسِّرة للسَّعي المنهي عنه في الجملة التي تليها ، أما السَّعي المأمور به في الآية فهو كنايةٌ عن الاهتمام بالانطلاق إلى صلاة الجمعة ، وحينئذٍ فينبغي تفسير السَّعي هنا بمعنى لا يتناقض مع السَّعي المذكور في الحديث السابق ؛ أي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ؛ أي : انطلقوا جادِّين مُحرصين على أن تذهبوا إلى المسجد ، ولكن بغير ركض ، وإنما عليكم السكينة والوقار ، بهذا يمكن الجمع بين الآية وبين الحديث .
فمعنى السَّعي باختصار في الآية غير معنى السَّعي في الحديث ، السَّعي في الآية الاهتمام والانطلاق إلى المسجد ، ولكن كيف يمشي ؟ كما جاء في الحديث : إذا أتيتم الصلاة فَأْتوها وعليكم السكينة والوقار .
نعم .
الشيخ : لا شكَّ نعود لما ذكرناه في آخر الجواب السابق ، خير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، إن النبيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - كان سريعَ المشي فعلًا ، وكان أصحابه لا يكادون يلحقون به ، وإنهم لَيُجهدون أنفسهم وهو لا يلوي على شيء ، لكن هذا شيء والركض والسَّعي كذلك مما لا ينبغي أن يقعَ فيه المسلم ، وبخاصَّة إذا خرجَ إلى المسجد ، فكثير من الناس مَن يسعى ؛ أي : يركض ، والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قد قال فيما أخرجه الشيخان في " صحيحيهما " من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : إذا أتيتم الصلاة فَأْتوها وعليكم السكينة والوقار ، ولا تأتوها وأنتم تسعون أي : تركضون كما يفعل بعض الناس ؛ وبخاصَّة إذا دخل المسجد ووجد الإمام راكعًا أو وهو يركع ، فيركض فيُسمع له رجَّة أو ضجَّة في المسجد من سرعته في مشيته أو ركضه فيها ، فيقول الرسول - عليه السلام - : إذا أتيتم الصلاة فَأتوها وعليكم السكينة والوقار ، ولا تأتوها وأنتم تسعون ؛ فما أدركتم فصلُّوا ، وما فاتكم فأتمُّوا .
وبهذه المناسبة : لا يشكلنَّ على أحدٍ نهي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن السَّعي إلى الصلاة الذي قلنا إنه الركض والمشي غير الطَّبيعي للإنسان ، لا يشكلنَّ هذا الحديث بقوله - تبارك وتعالى - : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ فليس معنى السَّعي هنا هو نفس السَّعي المذكور بالحديث ؛ أي : إن السَّعي المذكور في الحديث المنهي عنه هو غير السَّعي المذكور في الآية المأمور به ، فلكلٍّ من لفظَي السَّعي في الآية والحديث معنى يتناسب مع السياق والسباق ؛ فحينما قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث : إذا أتيتم الصلاة فَأتوها وعليكم السكينة والوقار ، ولا تأتوها وأنتم تسعون ، كانت الجملة الأولى مفسِّرة للسَّعي المنهي عنه في الجملة التي تليها ، أما السَّعي المأمور به في الآية فهو كنايةٌ عن الاهتمام بالانطلاق إلى صلاة الجمعة ، وحينئذٍ فينبغي تفسير السَّعي هنا بمعنى لا يتناقض مع السَّعي المذكور في الحديث السابق ؛ أي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ؛ أي : انطلقوا جادِّين مُحرصين على أن تذهبوا إلى المسجد ، ولكن بغير ركض ، وإنما عليكم السكينة والوقار ، بهذا يمكن الجمع بين الآية وبين الحديث .
فمعنى السَّعي باختصار في الآية غير معنى السَّعي في الحديث ، السَّعي في الآية الاهتمام والانطلاق إلى المسجد ، ولكن كيف يمشي ؟ كما جاء في الحديث : إذا أتيتم الصلاة فَأْتوها وعليكم السكينة والوقار .
نعم .
الفتاوى المشابهة
- السنة أن يكون الطواف أولًا ثم السعي - ابن باز
- تفسير قول الله تعالى : (( فلما بلغ معه السعي... - ابن عثيمين
- باب : لا يسعى إلى الصلاة ، وليأت بالسكينة وا... - ابن عثيمين
- ترك السعي - اللجنة الدائمة
- ترك السعي جهلا - اللجنة الدائمة
- الركوع دون الصف والمشي إليه - اللجنة الدائمة
- ما حكم إسقاط الصلاة في الإسلام ؟ - الالباني
- إسقاط الحمل. - الفوزان
- ما حكم الحج على من لا يستطيع المشي؟ - ابن باز
- هل المشي السريع سنة ؟ وهل صحيح ما ذكره بعض أهل... - الالباني
- هل المشي السَّريع سنة ؟ وهل تركه إسقاط سنة ؟ - الالباني