السائل : أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يتبرك ... ... .

الشيخ : ... أن الصحابة كانوا يتبرَّكون بوضوء النبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - ، والقصة معروفة في صلح الحديبية ، ولا حاجة بنا إلى الإطالة ، والتبرك بآثار النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في قيد حياته شيء لا يمكن إنكاره من حيث قوَّة ثبوته ، ولكن هل يُشرع التبرك بشيء من آثار النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا كان شيء منها محفوظًا حتى هذا الزمان كما يُذكر في بعض البلاد الإسلامية أن هناك شعرةً من شعر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - محفوظة بقطعة من زجاجة يقدِّمونها في بعض البلاد كسوريا وكمصر في احتفالاتهم بمولد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ويُتبرَّك بشعره - عليه الصلاة والسلام - فهذا أمر لا نراه ... ولا جائزًا ؛ لأنه لم يكن ... عمل سلفنا الصالح ؛ ذلك مما جاء في أثر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كما رواه سعيد بن منصور في " سننه " وابن أبي شيبة في " مصنَّفه " أن عمر - رضي الله عنه - حجَّ في خلافته ، فنزل في مكانٍ فرأى واحدًا من الناس الذين معه قد يكونون من بعض الصحابة أو من التابعين ... فإنما أهلك من كان قبلكم اتباعهم آثار أنبيائهم ... لا يجوز التَّعظيم هذا بالنسبة للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو القائل : لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ، إنما أنا عبد ؛ فقولوا : عبد الله ورسوله ، فإذا كان التبرُّك بآثار النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وقع في حياته - صلى الله عليه وآله وسلم - فقد وقع من أناس تمكَّن التوحيد في قلوبهم ، ولم يُخشَ عليهم أن يصبح ذلك وسيلةً بأن ينحرفوا عن هذا التوحيد وأن يقعوا في هذا ... الذي وقعوا ... ... .