تم نسخ النصتم نسخ العنوان
إذا نظَّم المسلمون أنفسهم لجمع الأموال وإنشاء... - الالبانيالسائل : بارك الله فيكم ، يعني في هذا البلد بالذَّات وفي بلدان تقاربه تهتمُّ بأمور المسلمين ، تبني لهم المدارس والمساجد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...
العالم
طريقة البحث
إذا نظَّم المسلمون أنفسهم لجمع الأموال وإنشاء الجمعيات الخيرية وغيرها ؛ هل يُعدُّ هذا من التحزُّب الممنوع ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : بارك الله فيكم ، يعني في هذا البلد بالذَّات وفي بلدان تقاربه تهتمُّ بأمور المسلمين ، تبني لهم المدارس والمساجد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، تقوم بشيء من واجبات الإسلام ، لكن مثلًا خذ مثلًا إخواننا المسلمين في الهند ، الحكومة يعني تُقاوم الإسلام تريد إنهاءه في هذه القارة ، فيعني يضطرُّ المسلمون أن ينظموا أنفسهم ؛ يحافظوا على دينهم وكرامتهم ، فينظِّموا أنفسهم لجمع الأموال لبناء المساجد والمدارس ، إذا ما قاموا بمثل هذا ضاعوا تمامًا ، السلفيين عندهم خمول في التنظيم مثلًا ، عندهم شُبه ما ينظِّموا أنفسهم ، هؤلاء بارعين في التنظيم كل ما يُربي السلفيين جيل احتواها هذه التنظيمات ، تحتويه الشباب ويعمل طاقة لما يشغله ، ما يجد شيء أمامه ، عند السلفيين ما عندهم برامج ، فتأخذه هذه الجماعات وهذه الأحزاب ، تأخذه جيل أول والثاني والثالث فتأتيهم مثل هذه الشُّبهة ، فما الذي يمنعنا من النظام يعني ثماره طيبة بناء مساجد ، بناء مستشفيات ، بناء مدارس ، إذا ما نعمل هذا العمل ما تقوم لنا قائمة ولا يثبت لنا شباب ؛ فبماذا نجيبهم ؟

الشيخ : أنا أقول - بارك الله فيكم - سبب الفرق بين الفريقين أن الفريق الذي أثنيت عليه بتعاونهم بعضهم من بعض ليس عندهم شيء يُشغلهم عن ذلك ، فهذا هو شغلهم ، شأنهم كشأن النصارى ، ليس عندهم همٌّ إلا بالتبشير الذي يوافق هوى الناس وهوى المدعوِّين ، كذلك هؤلاء الناس المنظَّمين ، فهم متوجِّهون إلى هذا العمل ، ولا عمل آخر لديهم يُشغلهم عنه ، والعكس تمامًا ، السلفيون يُشغلهم شغل عظيم جدًّا ، وهو اهتمامهم بفهم - أولًا - الإسلام فهمًا صحيحًا ، وعلى منهج الكتاب والسنة والسلف الصالح ، ثم أن يُعنى كل فرد منهم في تطبيق هذا الذي يتعلَّمه على نفسه ، على زوجه ، على ولده ، هذا الاهتمام يُشغلهم عن القيام ببعض الواجبات الأخرى ، ذلك لأنَّ طاقة النفوس البشرية محدودة كما لا يخفى على الجميع ، فبقدر ما يهتمُّ الإنسان في جانب يقصر في جانب آخر ، فإن كان هذا التقصير في الجانب الآخر هو وإن كان واجبًا ، ولكنه دون الاهتمام بالأمر الأول ، فإن لُمناهم نلومهم بقدر ، أما أولئك فاللُّوم عليهم أكبر ؛ لأنهم لا يُعنون بهذا الأمر الأوجب ، وإنما يُعنون بما تعتني به النصارى الكفار المشركون ، فهم عندهم تنظيم بهذا المعنى أدق بكثير من تنظيمات الجماعات الإسلامية الأخرى ، صحيح أنه على السلفيين أن يأخذوا الإسلام كلًّا لا يتجزأ ، وهذه من دعوتنا كفكر ، ولكن هل بالمُستطاع أن يعمل العالم مثلًا المسلم في كل جوانب الحياة ؟ لا يمكنه أن يقوم بذلك ، لا يستطيع أن يكون العالم متخصِّصًا في علم التفسير ، متخصِّصًا في علم الحديث ، متخصِّصًا في الفقه المقارن ، متخصِّصًا في اللغة ونحو ذلك ، ولكن عليه أن يلمَّ بهذه العلوم بقدر ، ثم يتخصَّص بعلم واحد ، لكي تكون إفادته للناس أقوى وأشمل فيما هو متخصِّص فيه ، فلذلك فأنا لا أتعجَّب من - مثلًا - اهتمام جماعة التبليغ بهذا الخروج الذي سلب عقول بعض الخاصة فضلًا عن العامة ، لأنه لا شغل لهم ، نقول لهم اجلسوا ، ادرسوا العلم ، ونذكرهم بقوله - عليه السلام - : "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله" ما يفعلون ذلك ، ولو فعلوا لَما استطاعوا أن يخرجوا هذا الخروج ، وبخاصة أن في هذا الخروج تحقيق لشهوات خفية في النفوس ، هم يظنُّونها ديانة ، وأكاد أقول : إنه يكاد ينطبق عليهم قوله - تبارك وتعالى - في القرآن الكريم { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا } ، يخرجون جماعات بالعشرات والمئات ، وأكثرهم ما عرفوا التوحيد بعد ، اجلسوا يا جماعة في المساجد ، وتدارسوا كتاب الله وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلَأَن يتفقه أحدهم في دين الله يساوي هذا الخروج الذي يسمونه ظلمًا وجهلًا الخروج في سبيل الله ، طلب العلم في سبيل الله ، لماذا لا يطلبون العلم ؟ لأنه لا يوافق هوًى في نفوسهم ، هكذا الجماعات الأخرى يهتمُّون بأشياء فعلًا لا يهتم بها السلفيون ؛ لأنهم ليسوا بالمستطيعين من هذا الجانب ، لذلك أنا أقول كلمة قد يستغربها بعض إخواننا ، ولكنني أعتقد أنه الحق وهو : لا أرى مانعًا من أن يكون هناك جماعات متعدِّدة ، جماعات متعددة لكن ضمن منهج واحد ، إلا أن كل جماعة لها عملها الخاص بها ، بحيث أنه تجمعهم الدعوة الواحدة فلا يتباغضون .

السائل : والغاية الواحدة .

الشيخ : والغاية الواحدة وإلى آخره ، لكن اختصاص ، مثل الأفراد نقول في جماعات .

السائل : هذا الذي نريده .

الشيخ : إي هذا هو الذي نريده .

السائل : ... ولكن ينسب إلينا وإليكم أننا هذا ما يجوز عندنا .

الشيخ : هذا من الكذب الذي ينسب إلينا - بارك الله فيك - .

السائل : أنا أريد أن أسجِّل هذا الكلام - بارك الله فيك - .

الشيخ : هذا مُسجَّل - بارك الله فيك - ، وإخواننا يشهدون بذلك ، إي نعم .

السائل : نحن نقول الغاية واحدة ، وتكون مئات الجماعات ، وتنشئ المشاريع الخيرية في بناء المساجد والمدارس ؟

الشيخ : فليكن ، أنا أقول : حكم الجماعات كحكم الأفراد ، إذا واحد لا يعرف من الفقه سوى الشيء الضروري ولكن هو مهندس كهرباء ، مهندس بناء ، ونحو ذلك ، مادام معنا في القاعدة فجزاه الله خيرًا ، فهو يقوم بواجب ، نقول هذا في الأفراد ، ونطلقه على الجماعات - أيضًا - ، لكن أي الجماعات هذه ؟ هل هي الموجودة اليوم في الساحة ؟ المتباغضين المتباعدين المتدابرين ؟ مختلفين في المنهج الأساسي ؟ نقول لهم : قال الله قال رسول الله ، يقولون : هذا ليس الآن أوانه ، متى يكون أوانه ؟ حينما يحتل الكفر في أذهان المسلمين بدل الكافر المستعمر السابق ؟ الله المستعان ، نحن نقول هذا - بارك الله فيكم - منذ ثلاثين سنة في سوريا ، إي نعم .

السائل : والله ما سمعته منكم ، ولكن الحمد لله وصلنا إلى هذه النتيجة .

الشيخ : الحمد لله " وافق شنٌّ طبقة ، وافقه فعانقه " .

السائل : بارك الله فيك .

سائل آخر : هذه التنظيمات - يا شيخ - التي تعترض على المنهج السلفي ، وتتَّهمه بهذه التهم يقدِّمون ما يقدِّمون من مشاريع مدعومة كما تفضَّلتم أشهر ما تقوم به المشاريع التبشيرية على حساب ضياع أنفسهم وأهليهم ؟

الشيخ : وهذا الذي نقوله .

سائل آخر : قبل أيام في حادثة هنا في المدينة ، رجل وُجد أولاده في آخر الليل يُطاردهم بعض الفُسَّاق .

الشيخ : الله أكبر .

سائل آخر : فجاء الله بالشرطة وبالمسؤولين - جزاهم الله خير - فأنقذوا الأولاد ، فسألنا الأولاد لماذا ؟ ما الذي أخرجَكم في هذه الساعة ؟

الشيخ : أبوهم مشغول في الدعوة .

سائل آخر : قال : أبونا خرج منذ أربعة أشهر ولا ندري مصيره .

الشيخ : هذا هو .

سائل آخر : ولا ندري هو حي أو ميت ، وتركنا وأنا خرجت أذهب بأخي إلى المستوصف فاعترضني هذا الفاسق وطاردني .

الشيخ : الله أكبر .

سائل آخر : نعم ، وهذه حقيقة قبل أيام قليلة في شعبان حصلت .
أبو ليلى : أين ذهب والده ؟

السائل : ذهب مع جماعة التبليغ .

الشيخ : هي اللي كنا عم نحكي معك فيها .

سائل آخر : نعم هي التي تفضَّلتم ، وأنا قلته تأييدًا لكم .

الشيخ : إي نعم ، لا أقول لصاحبنا هنا قبل أن نأتي إلى هذه البلدة .
...

السائل : هناك من يقول إن الجماعات الحالية على واقعها الحالي بمناهجها الحالية أنها مكمِّلة بعضها لبعض ، وأن وجودها خير ، وينبغي أن نتعاون فيما بيننا ، وأن الخلاف كالخلاف بين المذاهب الأربعة ؟

الشيخ : هذا الكلام صحيح على ضوء ما سمعتم آنفًا ، لما يكون المنهج الواحد ، والعقيدة واحدة ، والمرجع هو الكتاب والسنة حينئذٍ يكمِّل بعضهم بعضًا ، أما أن نقول : { تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابا من دون الله } يقولون : هذا ليس أوانه ، هذا يكمِّل بعضه بعضًا ؟! هذا مستحيل .
أنا أقول لكم قصة لما كنت مدرسًا في الجامعة الإسلامية كنَّا مجتمعين في دار أحد إخواننا فيهم يومئذٍ - تذكره جيِّدًا - كان مدير المكتبة عمر الأشقر ، تذكره ؟

السائل : أذكره نعم .

الشيخ : طيب ، وفيه حسن الطَّفِّي تذكره جيدًا ؟ الحلبي ؟

السائل : نعم .

الشيخ : وناس من إخواننا ، الغرفة سعتها قريبة من هذه ، والإخوان حضروا جميعًا واستندوا إلى الجدران الأربعة ، لما دخل علينا رجل تعرفونه جيدًا لكن لا أحبُّ أن أسمِّي الأشخاص ، هو رئيس جماعة من الجماعات الإسلامية ، جهوريُّ الصوت خطيب ، ويدَّعي بأنه سلفي ، وأن له كتابًا في الصلاة ، دخل فما أحد منَّا قام له ، هذه أول صدمة بالنسبة إليه ، واتفق أنني كنت جالسًا عند عتبة الباب كما لو كنت هنا مكان الأخ هذا ، فهو بدأ يصافح واحدًا بعد واحد ، وأنا أتفرَّس في وجهه ، وأرى التلاميح تتغيَّر ، لما جاء إليَّ وصافحني آخر من صافح قلت له يا أستاذ ، " عزيز بدون قيام " ، هكذا يقولون في بلاد الشام ، فاندفع ليقول : يا أستاذ ، هذه مسائل تافهة ، ونحن مشغولين الآن بأمر أهمّ ، نحن يجب أن نشتغل بالأمور الأهمّ ، وندع هذه القشور وهذه الأشياء كما تعرفون ، يجب أن نُحارب الشيوعيين والبعثيين و و إلى آخره ، ولا نختلف في شيء ، قلت له : يا أستاذ ، هذا كلام خطير ، لا نختلف في شيء ، أنت تعلم أن المسلمين في هذا الزمان قد اختلفوا في تفسير كلمة النجاة من الخلود في النار ، الكلمة الطيبة " لا إله إلا الله " ، فقد وُجد شيخ عندنا في سوريا ألَّف رسالة وفسَّر لا إله إلا الله بمعنى لا رب إلا الله ، مش لا معبود بحق في الوجود إلا الله ، لا ربَّ إلا الله ، فإذًا الاختلاف موجود حتى في العقيدة ، فمعنى كلامك أنو نتوجَّه إلى محاربة البعثيين والشيوعيين والدهريين ونحو ذلك ، وندع قومنا المسلمين هؤلاء على ضلالهم يعمهون ؟ هكذا معنى كلامك ؟
قال : نعم ، يجب أن ندعَ كل خلاف ونتوجه إلى محاربة هؤلاء . يا شيخ ، تحاربهم بمن ؟ إذا كان هم مشركون حقيقة موحدون لفظًا ، ولما يدخل الإيمان في قلوبهم ، كيف تتمكَّن من محاربتهم ؟ هذا رئيس جماعة من الجماعات القائمة اليوم على وجه الأرض الإسلامية ، ولذلك فالكلمة التي ذكرتها أنُّو كل جماعة تتم الأخرى ، هذا كلام صحيح ، وهذا الذي نقوله ، حينما يكونون في منهج واحد ، وفي دعوة واحدة لا يختلفون ، يقول هذا حنفي ، وهذا شافعي ، هذا حزبي ، هذا تحريري ، هذا ما شابه ذلك ، أبدًا هذا كلام على خلاف الواقع تمامًا ، هذا يفرِّق المسلمين ، وواقعنا اليوم أكبر شاهد لكن حينما يستجيب المسلمون لنا ، ويكونون معنا في دعوة الحق الرجوع إلى الكتاب والسنة ، وعلى منهج السلف الصالح ، فكما قلت آنفًا أنا رجل أشتغل بالحديث ، فلان يشتغل بالفقه ، الآخر يشتغل بالتفسير ، آخر يشتغل بالهندسة ، بالفيزياء بالكيمياء ، بعلوم أخرى هي من الواجبات الكفائية ، فكل واحد منَّا يكمِّل جهد الآخر ؛ بشرط أن نكون على كلمة سواء ، هذا الشرط اليوم مفقود ، والذي قلناه في الأفراد نطبِّقه في الجماعات تمامًا ، فإذا اتَّحدوا على منهج واحد ، وتخصَّصت كل جماعة للقيام بواجب ؛ فيومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ، لكن هذه الدعوة هي من جملة تضليلات الجماعة لهذه الشعوب المسلمة ، الذين يريدون تضليل الناس عن دعوة الحق بمعنى أنو كل جماعة تكمل جهد الأخرى ، هذا كلام غير صحيح ، إذا ظلُّوا كما هم مستمرِّين متباعدين عن العمل بالكتاب والسنة ، وعن الخضوع لحكم الكتاب والسنة ، كيف هم يقولون أن الاشتغال الآن بتصحيح الأحاديث وبتضعيفها ، وبالقول بأن هذه سنة وهذه بدعة ، هذا كلُّه سابق لأوانه ؟! إيش الذي يجب أن نعمل في هذا الأوان ؟ هو أن نعمل لإقامة دولة الإسلام ، لكن كيف تقوم دولة الإسلام على العلم ؟ أم على الجهل ؟!
يعني الأمر عجيب ، وهو من المتناقضات ، الأمر الذي يضطرنا أن نقول أحيانًا أن كثيرًا من الحزبيين ليسوا مخلصين في دعوتهم إلى الإسلام ، ولو كان إسلامًا عامًّا ، ليسوا مخلصين لماذا ؟ لأنهم لا يهتمُّون بفهم الإسلام ، وإذا كان الله - عز وجل - قد يسَّر لهم مَن يُفهِّمهم الإسلام ، فيبغونه أن يكون منهم ، وقد سبق في دمشق أن بعض إخواننا قدَّم طلبًا للإخوان المسلمين باسمي أنا يريد أن ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين فرُفض ، لماذا ؟ لأن هذا رجل وهابي ، رجل وهابي يدعو إلى الكتاب و السنة ، وتقولون عنه رجل وهابي ، أنا أعرف السبب ، السبب أنني إذا دخلت في جماعة الإخوان المسلمين واعتُبرت منهم سيُصيب الجماعة انقلاب فكري عظيم جدًّا وخطير بالنسبة إليهم ، وهم يريدون التكتيل .
أنا أعرف أن رئيسًا من هؤلاء هو سلفي العقيدة في نفسه ، لكنه كان إذا لَقِيَ أحد الشيوخ الصوفيين يقبِّل يده ، كيف هذا ؟ السياسة تقتضي ذلك ، أما نحن فلا نريد للأخ المسلم أن يخضع هذا الخضوع ، وما أحسن كلمة ابن عبد البر - رحمه الله - حينما قال : " تقبيل اليد السجدة الصغرى " ، فنحن ما نريد من إخواننا المسلمين بعامَّة أن يسجدوا سجدة صغرى بطريق الخضوع هذا للرؤساء أو للكبراء أو نحو ذلك ، لهذا لا يقبلون ، وأنا أقول كلمة حق ، ولكن أكثر الناس لا يشعرون ، لا تجد في الإخوان المسلمين عالمًا ، لا تجد في الإخوان المسلمين عالمًا ، لماذا ؟ لأن هذا العالم سيدعو الناس إلى دعوة الحق ، ودعوة الحق تفرِّق الصف ، وهم يريدون أن يُكتِّلوا وأن يجمِّعوا !!
وكنا نقول ولا نزال نقول الفرق بين دعوتنا ودعوة غيرنا ، دعوتنا تقوم على أساس ثقِّف ثم كتِّل ، دعوة غيرنا تقوم على أساس كتِّل ثم ثقِّف ، ثم لا ثقافة ولا شيء بعد ذلك ، لأننا نجد مثلًا الإخوان المسلمين مضى عليهم نصف قرن من الزمان يعيش أحدهم ولا يعرف عقيدة الجارية ، عقيدة الجارية التي امتحنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله : "أين الله ؟ قالت : في السماء" ، اسأل من شئتم من رؤوس هذه الجماعات أين الله ؟ يقولون لقد قفَّ شعري مما قلت ، هذا سؤال لا يجوز شرعًا ، الله أكبر ! كيف يا شيخ ما يجوز ؟ والرسول هو الذي وجَّه مثل هذا السؤال ، وكان ذلك تعليمًا منه لنا ، كيف تقول أنت لا يجوز ؟!
طيب يا سيدي ، أنا أخطأت ! فعلت ما فعل الرسول مع الجارية ! لكني أخطأت فأريد الجواب ، ما هو الجواب ؟ الجواب : الله في كل مكان ، هذه عقيدة الاعتزال ، وعقيدة الأشاعرة التي خالفوا فيها أهل السنة والجماعة حقًّا ، إذًا ما فائدة هذا التكتُّل ؟ يمضي عليهم خمسون سنة وأكثر وهم لم يتعلَّموا شيئًا من الإسلام في تصحيح العقيدة على الأقل ، أما العبادات ، أما الصلاة فهنا يصلح بالنسبة إليهم الحديث الذي لا يصحُّ "عليكم بدين العجائز" .

السائل : العجائز ؟

الشيخ : العجائز نعم ، فهم يصلون كما وجدوا آباءهم وأجدادهم ، ما يتعرَّفون على صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، يحجُّ أحدهم لا يدري .

السائل : ... .

الشيخ : نعم ؟

السائل : ... .

الشيخ : يحج أحدهم لا يدري كيف يحج ؟ أإفرادًا أم قرانًا أم تمتعًا ؟ لماذا ؟ لأنه لم يدرس حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يدرس ما انتهى إليه الرسول - عليه السلام - في قوله في القصة المعروفة في السنة الصحيحة لما أمرهم بأن يتحلَّلوا ، قال : "يا أيها الناس ، تحلَّلوا ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لَما سُقتُ الهدي ، ولَجعلتُها عمرة ، فأحلُّوا أيُّها الناس ، فأحلوا جميعًا" ، ما يفعلون هكذا اليوم ، لأنهم لا يعلمون ، فإذا ما هي فائدة اللَّعلعة ورفع الصوت والهتاف بالجهاد ؟ وهو قائدنا ورسولنا و و إلى آخره ، ثم لا شيء لا تقدم في السياسة ، ولا تقدم في العقيدة ، ولا في العبادة ، ولا شيء إطلاقًا ، لأنه في الواقع أن الأمر كما قال - تعالى - في القرآن الكريم : { والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سبلنا } ، هؤلاء - والله أعلم - لا يجتهدون وهم يبتغون إعلاء كلمة الله - عز وجل - كما جاء في حديث أبي موسى في " الصحيحين " لما قال رجل : يا رسول الله ، الرجل منا يقاتل حمية ؛ هل هو في سبيل الله ؟ قال : "لا" . قال : الرجل منا يقاتل شجاعة ؛ هل هو في سبيل الله ؟ قال : "لا" . قال : الثالث والرابع ، وأخيرًا قالوا : فمن في سبيل الله ؟ قال - عليه الصلاة والسلام - : "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ؛ فهو في سبيل الله" . وأنا أعتقد أن هؤلاء يعملون فقط للسياسة ، وبالتالي - وبالعبارة الصحيحة - للوظيفة فقط ، ليكونوا رؤوسًا في الدولة ، ويجلسون على الكراسي ، ويتحكَّمون في رقاب الناس ، بماذا ؟

سائل آخر : السلام عليكم .

الشيخ : - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - ، بالإسلام الذي لا مفهوم له في صدورهم . تفضل .

Webiste