تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة مسألة أن وجه المرأة ليس بعورة . - الالبانيالشيخ : ... نقول ما دام أن الرسول منعَ الفضل أن ينظر إلى وجه المرأة دلَّ ذلك على أن وجه المرأة عورة ؛ يجب عليها أن تستر ، ولما نقول لك : لماذا لم يأمرها...
العالم
طريقة البحث
تتمة مسألة أن وجه المرأة ليس بعورة .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ... نقول ما دام أن الرسول منعَ الفضل أن ينظر إلى وجه المرأة دلَّ ذلك على أن وجه المرأة عورة ؛ يجب عليها أن تستر ، ولما نقول لك : لماذا لم يأمرها بأن تستر ؟ تقول لعلها تكون حديثة عهد بالإسلام !! ... .

السائل : قلت أخيرًا : أيضًا وهو - صلى الله عليه وسلم - لم يأمرها بغضِّ بصرها .

الشيخ : أنا سمحت لك بدل خمس دقائق سبع دقائق ... دقيقة ، فأنت - الحمد لله - انتهيت ... ، لكن ما كدت أنا أبدأ لألفت نظرك وإذا بك - أيضًا - تقطع الكلام ، إيش رأيك ناخد منك كم تسمح لي بأن أتكلَّم ؟

السائل : ... .

الشيخ : ... أراك عجلًا .

السائل : أنا أبيِّن لك أنني .

الشيخ : معليش ، بيِّن لي فيما بعد ، لا تقطع عليَّ الكلام .

السائل : حسبك .

الشيخ : أنا الآن ألخِّص في الحديث الذى جرى بيني وبينك ، قلت لك أخيرًا : أرجو أن تأتي بالدليل من الكتاب والسنة الذي يلزم كل واحد منَّا بالخضوع له ، في الأول قلت لك : الأصل في الأشياء الإباحة ، وأنت وافقت على هذا ، وأنه لا يجوز الخروج عن هذا الأصل إلا بدليل ينقلنا من الإباحة إلى التحريم ، فقلت لك : ما هو الدليل على تحريم كشف المرأة عن وجهها ؟ ما قلت لك : ما هو الدليل على تحريم نظر الرجل إلى وجه المرأة ؛ لأن هذا أمر متَّفق عليه بيننا ، فطالبتك بهذا ولم تصنع شيئًا ، ولكنك مررت مرًّا سريعًا بقوله - تعالى - : يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ، ثم سردت أو شردت إلى الكلام عن دعاة السفور وطاعة الأمير و و إلى آخره ؛ هذا ليس له علاقة ببحثنا ؛ لأن هذا الكلام لا يحرِّم ولا يحلِّل ؛ لأن عمل بعض الناس المترفين المسرفين اَلْـ اَلْـ إلى آخره ، فالآن أنا أعود وأطالبك بالدليل من الكتاب والسنة على أن وجه المرأة عورة لا يجوز لها أن تكشفه أمام الأجانب ؛ فهل عندك دليل ؟

السائل : ... أحسن الله إليك ، قوله - تعالى - : يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ، وما فسَّرها به علماء الإسلام ، ومنهم ابن مسعود وبقيَّة الأئمة الذين ذكرناهم ، وأيضًا حديث الخثعمية حينما غطَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - وجه الفضل ولوى عنقه - صلى الله عليه وسلم - لِيمنَعَه من النظر إليها ، قلنا بهذا أنه لأن وجهها عورة ، ولو لم يكن عورة ، أما لماذا لم يأمرها بتغطية وجهها ، فأيضًا كذلك لماذا لم يأمرها بأن تغضَّ بصرها ، والغضُّ واجب ، هذا كل ما عندي ... .

الشيخ : ... هذا إعادة كلام بارك الله فيك .

السائل : ما عندي إعادة كلام .

الشيخ : ما عندك إذًا ؟

السائل : ... .

سائل آخر : الآية الآية .

الشيخ : نعم .

سائل آخر : ذكر الآية يا شيخ .

الشيخ : ما يصح هذا ، يذكر الآية ولا يبيِّنها ، وإنما يقول الأئمة ، سؤال إذا سمحت ؛ هل المسألة متفق عليها بين الأئمة ؟ أي : هل أجمع علماء المسلمين من مفسِّرين ومحدِّثين وفقهاء الأئمة الأربعة وأتباعهم على أن وجه المرأة عورة ؟ هل أجمعوا على ذلك أم المسألة خلافية ؟

السائل : خلافية ، لكن هناك كلام ، هناك كبار من الأئمة .

الشيخ : أنا أسألك : خلافية أم إجماعية ؟

السائل : خلافية .

الشيخ : أريد أن أبني على هذا .

السائل : خلافية .

الشيخ : طيب ؛ خلافية ، هل قال بخلاف ما تذهب إليه أئمَّة محترمين أم لم يقولوا ؟

السائل : والله هذا يرجع إلى السَّندات .

الشيخ : ما أجبتني - أيضًا - .

السائل : ... في أقوال .

الشيخ : بارك الله فيك ، أعطني خلاصة هذه السندات ، أعطني الخلاصة ؛ هل هناك أئمة من السلف الصالح من الصحابة من المفسِّرين من الفقهاء قالوا بأن وجه المرأة ليس بعورة ، وقالوا في الوقت نفسه يحرم النظر إلى وجه المرأة ، تعرف هذا أم لا ؟

السائل : على القرآن .

الشيخ : ما أجبتني ، ما أجبتني -- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -- أرجوك أن تجيبني عن سؤالي ، ولا تقصِّر عليَّ وقتي ، هَيْ صارت الساعة سبعة وزيادة ، أنا سؤالي - بارك الله فيك - محدَّد ، أولًا : سألتك هل المسألة عليها إجماع أم مختلفة ؟ أجبت ... مُختلف فيها ، هل هناك علماء من السلف والأئمة قالوا بأن وجه المرأة ليس بعورة ؟ ولا يجوز النظر مع ذلك إلى هذا الوجه ؟ ما أجبتني ، ... تنظر في الأسانيد ، أنا أريد الخلاصة ؛ هل هناك - أكرِّر للمرة الثالثة - هل هناك علماء من الصحابة والأئمة المجتهدين قالوا بأن وجه المرأة ليس بعورة مع قولهم أنه لا يجوز للرجل أن ينظر إلى وجه المرأة ؛ يوجد هذا أم لا يوجد ؟

السائل : ... الإنصاف ، فأنا - إن شاء الله تعالى - ما أقصد إلا وجه الله ولا أتعصَّب إلى أيِّ إمام من الأئمة .

الشيخ : هذا - أيضًا - خروج عن الجواب .

السائل : إي نعم .

الشيخ : كلنا ذاك الرجل فيما نرجو .

السائل : لكن المسألة تحتمل - أحسن الله إليك - النظر ؛ موجودة في القرآن ؛ تسأل : هل مختلف فيها ؛ فهي آية في القرآن نص ؟

الشيخ : قلنا ليس البحث في هذا - بارك الله فيك - سبحان ربي ! سبحان ربي ! قلت : ألا تعلم أن هناك علماء من الصحابة والأئمة يقولون بالأمرين ؛ وهما وجه المرأة ليس بعورة ، ومع ذلك لا يجوز للرجل أن ينظر إلى هذا الوجه ؛ هل تعلم هذا أم لا ؟ أنت تقول الآية وما الآية ؛ ليس البحث الآن في الاستدلال ؟

السائل : الذي أعلمه حقيقة وأعرفه حسب ما قرأت في التفاسير ؛ قرأت بأن ابن مسعود يثبت أنه عورة ، وأن ابن عباس - رحمه الله - قالوا أنه يرى .

الشيخ : إيش يرى ؟

السائل : أن وجهها ليس بعورة ، ثم قالوا : وذلك في أوَّل الأمرين .

الشيخ : من الذي قال ؟

السائل : قال الأئمة .

الشيخ : لا ، نحن نريد الرواية ، وين الرواية عن ابن عباس أنه في أول الأمر قال أنَّ وجه المرأة ليس بعورة ، ثم رجع فنسفَ قوله هذا فقال بأن وجه المرأة ليس بعورة ، هذا لا أصل له إطلاقًا .

سائل آخر : هذا كتاب ... .

الشيخ : هي الكتاب الذي طلبتَه ، هذا هو الكتاب .

سائل آخر : ... قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .

السائل : ... .

سائل آخر : فقال محمد بن سيرين : سألت عبيدة السلماني عن قول الله - عز وجل - : يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ فغَّطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى ، قال عكرمة : تغطِّي ثغر نحرها بجلبابها تدنيه عليها . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبد الله الظهراني فيما كتب إليَّ ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن ابن خثيم ، عن صفية بنت شيبة ، عن أم سلمة قالت : لما نزلت هذه الآية : يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ خرج نساء الأنصار كأنَّ على رؤوسهنَّ الغربان من السكينة ، وعليهنَّ أغطية سود يلبسْنَها .

الشيخ : هذا مش شاهد ، بدنا نحن بدنا النَّصّ ... .

السائل : ... .

الشيخ : والله فُوجئت اليوم قبل الفجر بنحو نصف ساعة قمت لقضاء حاجة ، ثم عدت إلى الفراش ، بماذا تكنى حضرة الشيخ ؟

السائل : أبو علي .

الشيخ : يا أبا علي ، أنا أقول لك : لا تتعب نفسك ؛ لأن هذه المسألة أنا هضمتُها هضمًا جيِّدًا ، ولا يوجد هناك رواية فيما قلت مطلقًا ، وإنما هو قول يقوله بعض العلماء في سبيل التَّوفيق بين بعض الآثار المختلفة ، وما زلت أنت مطمئن إلى أن المسألة لا إجماع فيها ، وأن العلماء اختلفوا فيها ، أنت معي ولَّا لست معي ؟

السائل : نعم .

الشيخ : وأنت تعلم قوله - تعالى - : مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ، فأقول : ما دمت أنك تعتقد معنا أن المسألة خلافية ، وأن هناك من قال بأن وجه المرأة ليس بعورة ، وأدندن حتى ما تعود إلى موضوع النظر ، الذين يقولون بأن وجه المرأة ليس بعورة لا يعني أنه يجوز للرجل أن ينظر إليها ، بل هم يجمعون بين السلب والايجاب ، يقولون : ليس وجه المرأة عورة ؛ هذا هو السلب ، والإيجاب يجب على الرجل ألا ينظر إلى المرأة ؛ لأن هذه النظرة محرَّمة بنصِّ القرآن كما ذكرنا آنفًا ، ولفتُّ نظرك أن قوله - تعالى - : وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ لا يعني أن وجه الرجل بالنسبة للمرأة عورة ، لكن تعني هذه الآية أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى وجه الرجل وهذا الوجه ليس بعورة ، كذلك قال - تعالى - : قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ لا يعني أن وجه المرأة عورة ، وإنما يعني أنه لا يجوز النظر إلى هذا الوجه ، في هذا قال بعض بل جمهور العلماء كما نقلت ذلك بالأرقام والصفحات والمجلدات في " حجاب المرأة المسلمة " فجمهور العلماء يقولون : وجه المرأة ليس بعورة ، وفي الوقت نفسه يقولون : لا يجوز النظر إلى هذا الوجه ، أما أنت يا أبا علي ، فتستلزم من تحريم النظر إلى الشيء أنه عورة ، وهذا لا يقول به مسلم .
قال العلماء في تفاصيلهم أنُّو إذا كان هناك شاب أمرد جميل الوجه ؛ فهذا لا يجوز النظر إليه ؛ لأنه مظنة فتنة ، لكن لا يعني أن وجهه عورة ، أنت تسلتزم من كون الشيء فتنة أنه عورة ، لا تلازم بين الأمرين ؛ لذلك رجوتك مرارًا وتكرارًا ما هو الدليل المُلزم للمسلم الذي يخضع لقول الله ولحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن وجه المرأة عورة ؛ بغضِّ النظر أنه لا يجوز النظر هذا أمر متفق عليه ، فأتيت بالآية : يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ، ثم مررت سريعًا عنها ، ما هو وجه الاستدلال بهذه الآية ؟ والآية تقول : يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ، ما معني يدنين بارك الله فيك ؟

السائل : يغطين .

الشيخ : يغطين ؛ طيب ؛ غطِّ وجهك الآن أنت بهذا الخمار ، غطِّ ، تستطيع أن تمشي ؟

السائل : بعين واحدة ، وأستطيع نعم .

الشيخ : لا ما تستطيع ، شوف الآن يا أبا علي ، أنت - ولا تؤاخذني - عندك شيء من العَجَب ؛ أولًا : تقول : تستطيع ، والتجربة ستثبت لك أن المرأة إذا غطَّت وجهها بالجلباب . هذا ليس جلبابًا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : آ ، كيف تقول تستطيع ؟ وسواء هربت من قولك هذا وقلت تكشف عن عين واحدة ، من أين جئت بالعين الواحدة ؟

السائل : هذا قول السلف .

الشيخ : أنو سلف ؟

السائل : ابن مسعود وغيره .

الشيخ : لأ ، ما في ابن مسعود .

السائل : أقصده - إن شاء الله - .

الشيخ : بس ؛ إذًا انتهى الوقت .

السائل : لأ ، بغير هذا الوقت .

الشيخ : معذرة أنا بقول : انتهى الوقت نحن على ... ، لكن أنا أقول لك - بارك الله فيك - : بالنسبة للعين الواحدة أو العينين عن ابن مسعود لا تجد شيئًا ، احفظ هذا عني ثم ابحث ، تجد عن ابن عباس والرواية ضعيفة ، تجد عن عبيدة السليماني وعبيدة ليس صحابيًّا ، عبيدة السلماني لو روى ذلك عن الرسول - عليه السلام - لَكان الحديث مرسلًا منقطعًا ؛ فكيف وهو مقطوع ؟ مقطوع يعني موقوف عليه .

السائل : ما قال عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بيَّن حال السلف . نعم .

سائل آخر : ... .

الشيخ : أنا عارف ، لكن بقول : إنها مقطوعة موقوفة عليه ، فلو رفعها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كان مرسلًا ؛ كان ليس بحجة ، فأنا أطمئن بالَ أبي علي بأنه لا يوجد رواية صحيحة عن أحد من الصحابة أنه يجوز للمرأة أن تكشف عن عين واحدة أو عن عينتين ، وحينئذٍ هو يقول : عندهم ... ، نفترض هذا ؛ فقد خالفت تفسيرك للآية ؛ لأنه يجب على المرأة أن تغطي وجهها ؛ لأن الوجه يبدأ من منبت شعر الرأس إلى أسفل الذقن ، بينما أنت تقول : تكشف عن عين أو عن عينتين ، فالذي يقول كشف عن عين أو عينتين ممكن كمان تكشف عن أنفها !! فما الدليل على هذا التفصيل ؟ نرجع إلى رواية ابن عباس وهي ضعيفة منقطعة ، وتدور على أبي صالح كاتب الليث وهو ضعيف ، إذا ... إلى عبيدة فهذه الرواية مقطوعة لا حجة فيها ، عن ابن مسعود لا تجد إلا أنه تغطِّي بدنها ، أما ذكر عين أو عينتين عن ابن مسعود هذا لم يرو عنه إطلاقًا ، ثم لماذا نُهدر أقوال ابن عباس ؟ زُيِّن لك ذلك القول الذي قال لك : كان يقول من قبل بأن وجه المرأة ليس بعورة ثم رجع عن ذلك ، وماذا تقول عما روي عن ابن عمر وبالسند الصحيح ؟ أن رقعة وجه المرأة وكفاها ليس بعورة ، ها نسلم لك فرضًا وجدلًا أن ابن عباس كان يقول من قبل بأن وجه المرأة عورة ثم رجع ، لكن عندك رواية عن ابن عمر صحيحة في " مصنف ابن أبي شيبة " يقول : بأن رقعة الوجه والكفين ليس بعورة .

السائل : في أيِّ وقت ؟ قد يكون في الصلاة .

الشيخ : قفزتَ قفزتَ كعادتك ، الآن كلمة ابن عمر مطلقة أم مقيدة ؟

السائل : أنا أسأل .

الشيخ : أنا رويت لك ، يقول هكذا : رقعة وجه المرأة وكفَّاها ليس بعورة ، أنت تسألني في أيِّ وقت ، أنا ما أتكلم الآن عن رأيي ، أنا سأقول لك في كل وقت ، لكن لسنا في هذا الصدد ، نحن الآن في صدد ما موقفك أنت ممَّا صح عن ابن عمر في هذا الذي ذكرته لك ؟ هل تقول أن هذا - مثلًا - خطأ ؟ فحينئذٍ نقول : ما دليلك ؟ لم تأت بدليل ! جئت بالآية : يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ثم خالفتها ؛ لأنك أبحت لها أن تكشف عن عين أو عينتين وهذا من الوجه .

السائل : لكن ابن عمر - رضي الله عنه - قد قال عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس وجه المرأة بعورة .

الشيخ : يا شيخ - بارك الله فيك - ، الله يهدينا وإياكم ، أنا بقول : قال : قال رسول الله ؟

السائل : لا .

الشيخ : أنا بحجّك الآن ، أنت تقول : ابن عباس كان يرى أنَّ وجه المرأة ليس بعورة ، هل يحقُّ لي أن أسألك : هل رفع ذلك إلى الرسول ؟

السائل : لا .

الشيخ : ما يحق لي أن أسالك هذا السؤال ؛ لأنك أنت تتكلم عن رأي ابن عباس ، وأنا الآن أتكلم عن رأي ابن عمر ، فلما جئناك برواية ابن عباس قلت : قال بعضهم ، أو قالوا : كان نعم يرى ابن عباس في أول الأمر أن وجه المرأة ليس بعورة ثم رجع ، هذا الكلام لا وجود له رواية عنه ، أرجوك أن تصبر عليَّ .

السائل :

الشيخ : أرجوك أن تصبر عليَّ ، تركنا هذا لأن فيه قولين عندك ، قديمًا كان يقول بأنه ليس بعورة ، وأخيرًا قال : إنه عورة ، هذا لا أصل له عن ابن عباس ، المروي عن ابن عباس وبالسند الصحيح أنه لا اختلاف عنه ، وجه المرأة ليس بعورة ، لكن أنت عندك شبهة قرأتها من كلام ابن تيمية أو غيره نحن نعرف هذا .

السائل : ابن تيمية .

الشيخ : لكن لا رواية ، أنا بقول لك : أنا أعرف هذا ، لكن هذا لا يُلزمني أن آخذ بأيِّ قول لا برهان عليه ، لكن من باب اختصار الموضوع تركنا الرواية عن ابن عباس على افتراض أنها مضطربة ، مرَّة قال بأن الوجه ليس بعورة ، وأخيرًا قال بأنه عورة ، تركنا هذه الرواية ، جئنا إلى ما ثبت عن ابن عمر أن الوجه والكفَّين ليس بعورة ، ترجع وتسألني : هل رفع ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ إيش معنى هذا السؤال ؟ نحن نتكلم في الآثار الموقوفة ، فماذا نقول إذا واحد اتبع قول ابن عمر جائز أنه لا يجد لا في كتاب الله ولا في حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ما يفرض عليه أن يخالفَ ابن عمر وأن يخالف - أيضًا - ابن عباس في الرواية الصحيحة عنه ، فإذًا المسألة فيها شيء من التوسعة ، ما ينبغي أن تتعصبوا برأي عشْتُم عليه ولا دليل عندكم من كتاب ولا من سنَّة ، تأتي بالآية ثم تخالفها : يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ تفسِّرون ذلك بالتغطية ، هذا خطأ ، وإن أجمعتم عليه ؛ لأن الإدناء في اللغة - كلكم يعرف - الإدناء هو التقريب ، هذا الغطاء - مثلًا - اللي هو الجلباب هذا معناه الإدناء ، فهذا الإدناء إما أن يكون بحيث يغطِّي الوجه كله ويعمِّي عليها الطريق أو يغطي شيئًا من الوجه ؛ هذا كلُّه داخل في احتمال في ملاحظة معنى الإدناء ، إذا قلت لمن بجانبك : ادنُ مني ؛ معناه اقترب ، مش معناه غطِّ !! فـ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ أي : يغطِّين ، وإذا رجعنا إلى أقوال المفسرين في سبب نزول هذه الآية أو الآية الأخرى التي تقول : وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ أنُّو كانت المرأة في الجاهلية تلقي الجلباب على رأسها ، ثم تمشي هكذا في الطريق يبدو عنقها يبدو شيء من شعرها ، فقال - تعالى - : يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ .
ما جاء الشيخ محمد ؟ صاحب الدار ، تأخَّرنا يا جماعة .

السائل : ... .

الشيخ : أنت فهمت عليَّ ما أقول وتعود إلى المصادر التي رجعت إليها لتتأكد مما سمعتَ وسمعتُ .
...

السائل : ... وإنما ... هذا شيء وجدناه في كتب الأئمة ، فإن القضية .

الشيخ : لكن ... الطرف الثاني ، لا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ ، وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ .

السائل : أعوذ بالله !

الشيخ : ... الطرف الثاني .

السائل : والله يا شيخ ، والله لو ظهر لنا الحقُّ بغير شبهة والله لنقبلنَّه .

الشيخ : معليش ، كلنا ذاك الرجل ، هل تظنُّ أنت فيَّ أني إذا ظهر لي الحق في رأيكم هذا لا أتَّبعه ؟! كلُّنا ذاك الرجل .

السائل : ... .

الشيخ : ... بارك الله ، بارك الله ، لذلك أقول : أنت بتقول هذا فيَّ ، وأنا بقول هذا فيك ، لكن المسألة تحتاج إلى شيء من رحابة الصدر وسعة الاطلاع والعلم ، ومعرفة ما صح عن السلف وما لم يصح ، ثم استخلاص الحق مما اختلف فيه الناس ، وأنت تعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان من دعائه في قيام الليل في دعاء الاستفتاح : اللهم اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ، فنسأل الله أن يهدينا إلى الحقِّ ما اختلف فيه الناس .

السائل : والله إننا نحبك ... لا نحبك إلا لله ... .

الشيخ : ... .

السائل : نرى أنَّنا هذه المسألة ... لكن محبَّتك في الله على الطريق الذي مشى عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - والطريق السلفي ... .

الشيخ : أعتقد لو تأمَّلت في الموضوع لست أقول على ضوء ما جاء في كتابي " حجاب المرأة " ؛ لو تأملت في الموضوع على هذه الكلمات القليلات التي ذكرناها آنفًا لَتبيَّن لك وجه الحق ، وأكرر لا يسلم من كون لا يجوز شرعًا النظر إلى الوجه أن يكون هذا الوجه عورة ، لا تلازم بين الأمرين ، هذا إن تذكَّرته ثم بحثْتَ ستجده كما نقول ؛ لا دليل على أن وجه المرأة عورة ، لكن هناك أدلة على تحريم النظر إلى هذا الوجه ؛ فلا تلازم بين الأمرين ، والدليل واضح جدًّا ؛ لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى وجه الرجل ووجه الرجل ليس بعورة ؛ إذًا قولوا بأنه يجب على الرجال - أيضًا - أن يتبرقعوا وأن يتمندلوا حتى لا تنظرَ المرأة إلى وجه الرجل ، لا قائل بهذا !! لا قائل بهذا !
-- السائل : ... .

الشيخ : لأنُّو إيه ؟

السائل : ... .

الشيخ : أهلًا وسهلًا .

السائل : حفظك الله .

الشيخ : بارك الله فيك .

السائل : السلام عليكم ، أحسن الله إليك .

الشيخ : وعليكم السلام .

السائل : الله يجمعنا وإياك ... .

الشيخ : اللهم آمين يا رب العالمين .

السائل : ... --

الشيخ : ... أما أن نسكِّر عن عين وعينتين ما يصح ... .

السائل : ... .

الشيخ : ... ليس بحثًا ، أن تبحث المسألة جذريًّا ، أنا الآن - مثلًا - عندي كتاب " حجاب المرأة المسلمة " ، هل يمكن أن أسحب هذا الكتاب من السوق وأنا في صدد إعادة طبعه ؟ لأن في بعض البلاد كبلادكم هذه كما تقولون في مصلحة عدم نشر هذا الرأي ولو كان صوابًا ! لا يمكنني أن أسحب هذا الكتاب ، وأنا قلت بما فيه وكنا جاء رد عليه ... وأنا أحاول ما استطعت أن أكون حكيمًا ، وأنا لا أثير هذه القضية ، وهذا المسألة الآن ، هذا الرجل بعث خبر أنه يريد أن يناورني في هذه المسألة ، ووجب عليَّ وقلت له : ما عندي مانع ، لكن هذا الكلام سيُسجَّل وسيشاع وسيذاع ؛ فمن المسؤول يا ترى ؟ هذا الرجل الألباني الغريب من طرف البلاد بعد نحو كذا سنة ولَّا هؤلاء الذين يتحرَّشون به ويريدون أن ... الخلاف ؟ إذًا أهل البلاد هم يصدون ، وإلَّا أنا ما أستطيع أن أنافق ولا أن أداهن ، وإنَّما أقدم رأيي بكل وضوح ، وأدافع عن رأيي بكل حق إلى آخره ، أما أن يقال والله مصلحة البلاد أهل مكة أدرى بشعابها ، صاحب الدار أدرى بما فيها ، لكن هذا لا يعني أنُّو أنا أكتم العلم وما أبينه ؛ لأن البلاد الاسلامية ليست فقط - والحمد لله - هذه البلاد ، هناك بلاد أخرى ، انظر الآن أنا كيف أنظر للموضوع ، هناك بلاد وهذا نحن نعرفه جيدًا مثل سوريا ومثل الأردن ومثل مصر .
أنا ذهبت إلى مصر قبل 15 سنة تقريبًا ، ذهبت مرَّتين ، وكان السفور القاسمي قاسم أمين كان منتشرًا في تلك البلاد المصرية والسورية و ... إلى آخره ، لكن أنا الآن أرى ظاهرة الحجاب يمشي ولو بشيء من التحرر ، لكن : " حنانيك بعض الشر أهون من بعض " ، كانت المرأة تخرج بشعرها برقبتها بذراعيها إلى آخره ، أما الآن في سوريا في الأردن حتى في لبنان قبل الحرب هذه الأهلية عندهم كنت أرى في الشوارع فتاة فتاتين ما بين العشرات السافرات ، الآن في الوقت اللي مثل هذه البلاد - مثلًا - يحافظون على الحجاب الكامل ، وأنا أؤيِّد هذا ولا أحاربه ، لعلكم تذكرون ذلك ، لكن لا أريد أن أقول حرام ، شايف ؟ كشف الوجه حرام ؛ لأن الأدلة عندي ... في هذا التحريم ، ثم لا أريد أن أشدِّد بالنسبة للبلاد الاخرى هاللي وصلت المرأة معنا إلى الحجاب الكامل إلا الوجه والكفين نقول : جزاهم الله خير ، وجزى الله خير اللي سعوا إلى إيصال المجتمع النسائي إلى هذه المرحلة ، فتأتي مرحلة أخرى الأفضل أن تستري وجهك وكفيك بحيث لا يُرى ؛ فإذًا ليس من المصلحة كتمان العلم أو إخفاؤه ، هنا المسألة ؛ ليس من المصلحة كتمان العلم وبخاصَّة أن وسائل نشر العلم اليوم ما هي محصورة ببلد دون بلد آخر ، فهذا الذي أدين الله به يجب أن يذهب إلى كل البلاد ، أما أن بعض البلاد أو بعض الحُكَّام أو الأمراء يستغلون الحق في سبيل تأييد الباطل هذه سنَّة الله في خلقه ، فالنصارى يستغلون بعض الآيات القرآنية في تأييد ألوهية عيسى ، ألا تعلمون ذلك ؟ النصارى في نصارى ألَّفوا رسائل في تأييد ألوهية عيسى ببعض الآيات القرآنية مع تصريح القرآن بقوله : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ، المهم الذي يريد أن يصطاد في الماء العكر لا يمنعه شيء ، وهو يكابر ويضلِّل و و إلى آخره ، فأنا لا أرى إذًا أن يكتم العلم وإن كنت أعلم أنه قد يُستغل العلم وأهله - أيضًا - في بعض الأحيان .
فخلاصة القول : الأولى أن نتناقش في هذه المسألة و ... لعلنا نسمع شيئًا جديدًا من كلٍّ من الطرفين ، ويقرِّبنا إلى التقارب في وجهة النظر في هذه ؛ هذا أولى من تقديم اقتراحات ... لأن بلد آخر قد يقتضي الأمر العكس تمامًا .

السائل : لكل بلد ما يناسبه .

الشيخ : هو هذا ، ورأينا يناسب البلدين ، لعلكم تذكرون أن من عناوين كتابي : مشروعية ستر الوجه ، رددت فيه على ناس أعرفهم إلى الآن أحياء في لبنان وفي طرابلس ... خاصَّة يرون أن ستر المرأة لوجهها بدعة ، فأنا رددت عليهم وقلت هذا ليس من البدعة ؛ لأن الصحابيات كثيرات منهنَّ كنَّ يتشبَّهن بأمهات المؤمنين اللاتي لما كنَّا يكشفن عن وجوههنَّ ، فإذًا مثل هذا المجتمع الذي فيه مَن يقول أن ستر المراة لوجهها بدعة هذا ليس من السهل إقناعه بأنه فرض ، لكن الأصل أن يُقال : أخطأت ، كيف بدعة وهذه آثار كثيرة وأحاديث وروايات صحيحة أنُّو ستر الوجه كان معروفًا في عهد الرسول ، ويكفي في ذلك قوله : لا تنتقب المرأة المحرمة ، ولا تلبس القفازين ؛ لأن مفهوم الحديث حينَ ذاك ... المرأة محرمة تنتقب ، فكيف يُقال هذا بدعة ؟ فإذًا : " خير الأمور الوسط ، وحبُّ التناهي غلط " ، ألقِ كلمة الحق ثم لا تبالِ ، أما والله أهل البلد لهم موقف خاص فأهل مكة أدرى بشعابها ، لعل يمكن أن نسمع وجهة نظرك في المسألة من الناحية الشرعية والأدلة الواردة فيها إن شئت ولا أحرِّج عليك .

السائل : ... في الموضوع حديث عائشة لما أتت ... فقالت : " وكان يعرفني قبل نزول الحجاب " ، فالأدلة الأخرى التي فيها جواز كشف الوجه أكثرها يحتمل أن يكون قبل نزول الحجاب ، فيه بعض الروايات ليست صريحة بأنها تفيد ... .

الشيخ : ... هل أدلة القائلين بأن ستر الوجه ... فرض وأن الوجه عورة ما تحتمل ، هي قاطعة على ذلك ؟

السائل : هي عندهم قاطعة .

الشيخ : كيف ؟

السائل : هي عندهم .

الشيخ : أنا ما أبحث معهم ، أبحث مع ... هل هي قاطعة عندك ؟

السائل : أنا ذكرت في البداية أنه .

الشيخ : لأن - بارك الله فيك - ما تؤاخذني أنا على هذا عشت ؛ فلذلك فبقدر ما لي محبين كثر أمثالكم يوجد هناك مغرضون كثيرون ، هذا الأسلوب ليس هو الأسلوب العلمي ، وهو ... الاحتمال على أدلَّة الخصم ؛ لأن هذا الخصم سيُقابلك بالمثل ، وحينئذٍ يجب أن تُثبت أن أدلتك خاطئة ، وهذا لا سبيل إليه ، وين الدليل القاطع أن وجه المرأة عورة ؟ وأذكِّر مع أنه يحرم النظر إليه ؛ لكن لا يجوز لها أن تكشف عن وجهها ، أين الدليل القاطع في هذا ، لذلك المسألة حقيقة بدها إعادة نظر دون التأثُّر بالجو الإقليمي الذي يعيشه ... ؛ لأنُّو أنت تعرف جيدًا - إن شاء الله - أن البيئة كما تؤثِّر في الصحة البدنية تؤثِّر - أيضًا - في الصحة العقلية ؛ أترى هذا معي ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ؛ فالناس الذين يعيشون في الأجواء الممتلئة بـ ... . =

سائل آخر : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام .
= قد يقولون نقلناه آنفًا عن ذاك اللبناني أنُّو بدعة ، والناس الذي يعيشون في أجواء أخرى يقولون حرام ، فإذًا هناك شيء يُسمَّى بالعصر الحاضر وهذا ليس بالأمر السهل أن الباحث يجب أن يتجرَّد عن كلِّ المؤثرات البيئية ، ويدرس القضية على الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ويستسلم لها ؛ فأينما ... صار معها ، وهذا قليل من الناس .

السائل : ... في أمور يستطيع الإنسان أن يفهم بوضوح تام ، أما بعض القضايا لا يستطيع إلا بعد البحث والتحرِّي الطويل ؛ كمثل القضية هذه ، ليست بمجرَّد جلسة واحدة أو جلستين يستطيع الإنسان أن يقول هذا هو الحق ، وكل فريق لديه له أدلة فمثل ما ذكرت فبعضها قد يكون قاطع ، وبعضها ليس بقاطع ؛ لماذا ... من البداية أن نحن ... ؟

الشيخ : إي نعم ، لكن قلت بعدما قلت أتبعتَ بقولك أنُّو الأدلة التي تقول بأن الوجه ليس بعورة ما هي قاطعة محتملة ، ... وحينما عرفت لم تثبت على قولك ... قلت قاطعة .

السائل : نعيدها ... " الجميع يضحك " .

الشيخ : قلت لك البحث ليس معه هم غير موجودين ، البحث مع الشُّطَّار ، على كل حال أنا غرضي يعني أنت لا تؤاخذني أنا ما جئت والكتاب معي حتى ... تكون المناقشة يفرضها إخواننا عليَّ ، لكن أنا متشبع ... منذ سنين عديدة جدًّا ، وعارف ... وما يرد عليها وما يجيبون عنها و و إلى آخره ، أقول هذا - بارك الله فيك - هذا رجل طيب وعنده حرارة وحماس ، لكن ما عنده ذاك الاطلاع الذي يعني يمكن أن نستفيد منه شيئًا ربما يحمِلُنا على تعديل رأينا .

السائل : فيها الكتب اللي أُلِّفت كثيرًا في هذا الموضوع ؛ كـ " محمد بن إسماعيل المقدَّم " .

الشيخ : مثل ؟

السائل : كـ " محمد بن إسماعيل المقدم " " عودة الحجاب " ، الجزء الثالث خصَّصه لمناقشة الأدلة ؛ ما أدري اطلعتم عليه ؟

الشيخ : الذي صدر في مجلدات أجزاء ؟

السائل : نعم أجزاء ، الجزأين الأولين ليس ... .

الشيخ : كان عندي الجزأين الأولين ، وقبل مجيئي بشهور حصَّلت الجزء الثالث وليس فيه شيء جديد ، كله ترداد لما ينقله الشيخ التويجري في ... .

السائل : ... .

الشيخ : ... إي نعم -- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -- ، وفي رجل من المصريين - أيضًا - سمَّاه " قضية الحجاب والنقاب " .

سائل آخر : ... .

الشيخ : " اللباب في فرضية النقاب " .

السائل : هذا مصطفى العدوي ؟

الشيخ : لأ لأ لأ ، لمصطفى العدوي رسالة اسمه " الحجاب " ، الرجل جاء للموضوع من أقرب باب ، لكن ما جاء بشيء جديد ، المشايخ هنا على الاستدلال في آية : يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ أنها تقوم على أن وجه المرأة عورة ، ثم سرعان ما يتراجعون عن ذلك ، فيريدون الروايتين المقطوعة والمنقطعة والضعيفة ، فالمقطوعة الموقوفة على عبيدة ، والمنقطعة والضعيفة ابن عباس ، من هنا يقولون : الآية تأمر المرأة بالستر ... ؛ أي : بجلبابها ، ثم يستثنون من ذلك كشف العين الواحدة جزاهم الله خيرًا ، فأباحوا لها أن ترى الطريق بكشف العين الواحدة أو العينتين كلتيهما .

السائل : فتنة واقعة يا شيخ ... .

الشيخ : لذلك عمُّوها بقى .

السائل : ... في مناقشة هذا الموضوع . نعم .

الشيخ : هل تسمح لهم ؟

السائل : آ ؟

الشيخ : هل تسمح لهم ؟

السائل : لأ ، نحن آثرنا عدم إثارة الموضوع " الجميع يضحك ! " ، فبعضهم ... مناقشة الموضوع ألَّف فيه رسالة وإلى الآن ما أخرجها ، وقد ذكر ... وأُثني عليه ... .

الشيخ : كيف يعني ؟

السائل : كلَّمك في الأردن .

الشيخ : كلَّمني في الأردن ؟

السائل : إي نعم .

الشيخ : هو من الأردن ؟

السائل : لا من ... ، حكى بعض الأدلَّة ... .

الشيخ : هو ماذا فعل هو ؟

السائل : ... .

الشيخ : يعني إذا كان هذا الخبر صحيحًا كما أرجو ، في عندي بعض الأمثال ؛ في مثل عامي بالشام بيقولوا : " اللي ما داق المغراية ما يعرف شو الحكاية " ، المغراية الوعاء اللي كانوا النَّجَّارين قديمًا ، وأنا اشتغلت بالنجارة سنتين لما تخرجت من المدرسة الابتدائية ، وعاء مثل الـ بيسمُّوه سطل ، وعاء اللي له مقبض ؟ إيش بتسمُّونه هنا ... ؟ سطل ؟ طيب ؛ مثل سطل صغير كان ... عبارة عن قطع مثل البلاستيك ليِّن يحطوه في الماء ويحطوه ع النار يتحلَّل يذوب ، وإيدو من خشب ... بعضه في بعض ، الوعاء هاد بيسمُّوه المغراية ، هادا لما ... ما يذوب إلا بالحرارة الشديدة ، فبيقولوا : " اللي ما داق المغراية ما يعرف شو الحكاية " ، وخير من هذا مثل مثل عربي قديم ، قال الحائط للوتد : لم تشقُّني ؟ قال : سَلْ من يدقُّني .

سائل آخر : ... .

الشيخ : فبعض الناس يتصوَّرون أن الشيخ الألباني جالس يترقَّب الأسئلة والمجادلة بالهاتف ، ... يلف ويدور وإلى آخره ، وأنا بقول له رأيي وهو لا يقنع ، وهو يستمر وأنا لا أنكر هذه الحقيقة ، فأنا لا أجد لي حيلة إلا أن أسكِّر في وجهه بالهاتف ، لكن هو ما يعرف شو الحكاية ، أنا في عمان منكب ليلًا نهارًا على البحث والتحقيق والتحرير و و إلى آخره ، ولكثرة الأسئلة التي تتوجَّه إليَّ وهذا من فضل الله ... من كل بلاد الإسلام من أوروبا من أمريكا فضلًا عن المملكة إلى آخره ، فاضطررت أن أحدِّد كل يوم بعد صلاة العشاء ، يأتني سائل يسألني في غير هذا الوقت وأنا منكب على البحث والتحقيق ، أقول : من فضلك اتصل بي بعد صلاة العشاء ، يقول : أستطيع أو لا أستطيع ... ، إما أن أخضع لطلبه فأقول : تفضل ؛ وإذا به يدخل في محاضرة في مناقشة ... أنا لا أستعبد وإن كنت أعرف التفاصيل ، ولو عُرفت التفاصيل فالأمر كما قيل : إذا عُرف السبب بطل العجب .
ثم أنتم ترون يعني الشاهد يرى ما لا ... عليه الرأي ؛ فنحن بفضل الله - تبارك وتعالى - ربنا امتنَّ علينا بالصبر والأناة وإلى آخره ، ولكن لكل شيء حدٌّ ، فإذا واحد مثلًا أنا عملت بغير عادتي لكن هذه ليست عادتي ! نسأل عن السبب هو لا ينظر بقى في السبب ، ينظر فيما حصل ، إي نعم ، وعلى كل حال ليس هناك إنسان لا يخطئ .

Webiste