تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة مناقشة مسألة كشف وجه المرأة وهل من مصلحة... - الالبانيالسائل : ... ولا يعاب على ...الشيخ : أليس الأحسن أن تبحث المسألة جذريًّا، أنا الآن مثلًا عندي كتاب في * حجاب المرأة المسلمة * هل يمكن أن أسحب هذا الكتاب...
العالم
طريقة البحث
تتمة مناقشة مسألة كشف وجه المرأة وهل من مصلحة البلاد عدم نشر كتاب جلباب المرأة المسلمة.
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : ... ولا يعاب على ...

الشيخ : أليس الأحسن أن تبحث المسألة جذريًّا، أنا الآن مثلًا عندي كتاب في * حجاب المرأة المسلمة * هل يمكن أن أسحب هذا الكتاب من السوق وأنا في صدد إعادة طبعه، لأن في بعض البلاد كبلادكم هذه كما تقولون: في مصلحة عدم نشر هذا الرأي ولو كان صوابًا، لا يمكنني أن أسحب هذا الكتاب، وأنا أُفتي بما فيه وكلما جاء رد عليه ازددت إيمانًا به، وأنا أُحاول ما استطعت أن أكون حكيمًا فأنا لا أُثير هذه القضية، وهذه المناسبة الآن، هذا الرجل بعث خبر أنه يريد أن يناظرني في هذه المسألة وجاء الجماعة وبلغوني، وقلت لهم: ما عندي مانع، لكن هذا الكلام سيُسجل وسيشاع وسيذاع فمن المسؤول يا ترى، هذا الرجل الألباني الغريب الذي ترك البلاد بعد نحو كذا سنة ولا هؤلاء الذين يتحرشون به، ويوجهون إليه هذه الأسئلة، إذن هم أهل هذه البلاد هم المسؤولون، وأنا ما أستطيع أن أنافق أو أداهن، وإنما أقدم رأيي بكل وضوح وأدافع عن رأيي بكل حق إلى آخره.
أما أن يقال: والله مصلحة البلاد " أهل مكة أدرى بشعابها " ، " صاحب الدار أدرى بمن فيها "، لكن هذا لا يعني أني أنا أكتم العلم وما أبينه لأن البلاد الاسلامية ليست فقط والحمد لله هذه البلاد وإنما هناك بلاد أخرى، انظر الآن كيف أنظر للموضوع، هناك بلاد وهذا نحن نعرفه جيدًا مثل سوريا ومثل الأردن ومثل مصر، أنا ذهبت لمصر قبل خمسة عشرة سنة تقريبًا، ذهبت مرتين وكان السفور القاسمي، قاسم أمين كان منتشرًا في تلك البلاد المصرية والسورية والأردنية وإلى آخره، لكن أنا الآن أرى ظاهرة الحجاب يمشي ولو بشيء من التحرج، لكن حنانيك بعض الشر أهون من بعض، كانت المرأة سابقاً تخرج بشعرها برقبتها بذراعيها إلى آخره، أما الآن في سوريا والأردن حتى في لبنان قبل الحرب الأهلية عندهم كنت أرى في الشوارع فتاة فتاتين ما بين عشرات السافرات، فالآن في الوقت الذي في مثل هذه البلاد مثلًا يحافظون على الحجاب الكامل وأنا أؤيد هذا ولا أحاربه لعلكم تذكرون ذلك، لكن لا أريد أن أقول: حرام، كشف الوجه حرام لأنه الأدلة عندي ما تنهض لهذا التحريم.
ثم لا أريد أن أشدد بالنسبة للبلاد الأخرى التي إذا وصلت المرأة معنا إلى الحجاب الكامل إلى الوجه والكفين نقول: جزاهم الله خير وجزى الله خير الذين سعوا إلى إيصال المجتمع النسائي إلى هذه المرحلة.
تأتي مرحلة أخرى الأفضل أن تستري وجهك وكفيك بحيث لا يرى، فإذن ليس من المصلحة كتمان العلم يا أستاذ ولا المسألة، وبخاصة أن وسائل نشر العلم اليوم ما هي محصورة في بلد دون بلد آخر، فهذا الذي أدين الله به يجب أن يذهب إلى كل البلاد، أما أن بعض البلاد أو بعض الحكام أو الأمراء يستغلون الحق في سبيل تأييد الباطل هذه سُنة الله في خلقه، فالنصارى يستغلون بعض الآيات القرآنية في تأييد أُلوهية عيسى، ألا تعلمون ذلك ؟!
في النصاري ألَّفوا رسائل في تأييد ألوهية عيسى ببعض الآيات القرآنية مع تصريح القرآن بقوله: { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة } المهم الذي يريد أن يصطاد في الماء العكر لا يمنعه شيء وهو يكابر ويضلل ووإلى آخره، فأنا لا أرى إذن أن يُكتم العلم وإن كنت أعلم أنه قد يُستغل العلم وأهله أيضًا في بعض الأحيان.
خلاصة القول:
الأولى أن نتناقش في هذه المسألة ونتناظر لعلنا نسمع شيئًا جديدًا من كل من الطرفين، ويقربنا إلى التقارب في وجهة النظر في هذه، هذا أولى من تقديم اقتراحات أدبية إقليمية، لأنه في بلد آخر قد يقتضي الأمر العكس تمامًا.

السائل : لكل بلد ما يناسبه.

الشيخ : هو هذا، ورأينا يناسب البلدين، لعلكم تذكرون أن مِن عناوين كتابي * مشروعية ستر الوجه * رددتُ فيه على ناس أعرفهم إلى الآن أحياء في لبنان وفي طرابلس الشام خاصة يرون أن ستر المرأة لوجهها بدعة، فأنا رددت عليهم وقلت: هذا ليس من البدعة، لأن الصحابيات كثيرات منهن كنَّ يتشبهن بأمهات المؤمنين اللاتي ما كنَّ يكشفن عن وجوههن.
فإذن مثل هذا المجتمع الذي فيه من يقول: أن ستر المرأة لوجهها من البدعة هذا ليس من السهل إقناعه بأنه فرض، لكن الأصل أن يقال: أخطأت كيف بدعة وهذه آثار كثيرة وأحاديث وروايات صحيحة عن أن ستر الوجه كان معروفًا في عهد الرسول ويكفي في ذلك قوله: "لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين"، لأن مفهوم الحديث حينذاك أن غير المرأة المحرمة تنتقب فكيف يقال هذا بدعة؟!
فإذن " خير الأمور الوسط وحب التناهي غلط "، ألق كلمة الحق ثم لا تبالي، أما أهل البلد والله لهم موقف خاص فأهل مكة أدرى بشعابها، فهل ممكن أن نسمع وجهة نظر في المسألة من ناحية شرعية والأدلة الواردة فيها إن شئت ولا أحرِّج عليك.

السائل : أنا الذي أعرفه في الموضوع حديث عائشة لما أتى صفوان قالت: "كان يعرفني قبل نزول الحجاب"، والأدلة الأخرى التي فيها جواز كشف الوجه أكثرها يحتمل أن يكون قبل نزول الحجاب، فيه بعض الروايات ليست صريحة بأنها تفيد نسخ هذا الأمر فعلاً.

الشيخ : كلمة إنصاف بارك الله فيك:
هل أدلة القائلين بأن ستر الوجه وجه المرأة فرض وأن الوجه عورة ما تحتمل هي قاطعة يعني؟

السائل : هي عندهم قاطعة.

الشيخ : كيف؟

السائل : هي عندهم.

الشيخ : أنا ما أبحث معهم، أبحث مع السلطان، هل هي قاطعة عندك ؟

السائل : أنا ذكرت لك في البداية.

الشيخ : لأنه بارك الله فيك ولا تؤاخذني أنا على هذا عشتُ، ولذلك بقدر ما لي محبين كثر أمثالكم يوجد لي مبغضون كثيرون، هذا الأسلوب ليس أسلوب العلم وهو تطريق الاحتمال على أدلة الخصم، لأن هذا الخصم سيقابلك بالمثل وحينئذ يجب أن تثبت أن أدلتك قاطعة وهذا لا سبيل إليه، أين الدليل القاطع على أن وجه المرأة عورة، وأذكر مع أنه يحرم النظر إليه لكن لا يجوز لها أن تكشف عن وجهها، أين الدليل القاطع في هذا ؟!
لذلك المسألة الحقيقة بدها إعادة نظر دون التأثر بالجو الإقليمي الذي يعيش فيه الإنسان، لأنك تعرف جيدًا إن شاء الله أن البيئة كما تؤثر في الصحة البدنية تؤثر أيضًا في الصحة العقلية أترى هذا معي ؟

السائل : نعم.

الشيخ : فالناس الذين يعيشون في الأجواء الممتلئة بالصخور قد يقولون ما نقلناه لك آنفًا عن ذاك اللبناني أنه بدعة، والناس الذي يعيشون في أجواء أخرى يقولون حرام، فإذن هناك شيء يسمى بالعصر الحاضر وهذا ليس بالأمر السهل أن الباحث يجب أن يتجرد عن كل المؤثرات البيئية ويدرس القضية على الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ويستسلم لها، فأينما أوصلته صار معها وهذا قليل من الناس.

السائل : وهذا سلمك الله في أمور يستطيع الإنسان أن يصفها بوضوح تام، أما بعض القضايا لا يستطيع إلا بعد البحث والتحري الطويل، فمثل القضية هذه ليست من مجرد جلسة واحدة أو جلستين يستطيع الإنسان أن يقول إن هذا هو الحق، لأن كل فريق له أدلة فمثل ما ذكرتم بعضها قد يكون قاطع وبعضها ليس بقاطع لهذا قلت من البداية أنا محل تردد.

الشيخ : أي نعم لكن بعدما قلت أتبعت بقولك: أن الأدلة التي تقول أن الوجه ليس بعورة يعني ما هي قاطعة محتملة فعورضت، فيحنما عورضت لم تثبت على قولك فيها تردد قلتَ: قاطعة.

السائل : عندهم.

الشيخ : هههه، البحث ليس معهم، هم غير موجودين، البحث مع السلطان، على كل حال أنا غرضي أنت لا تؤاخذني أنا ما جئت بالكتاب معي حتى أهيئ نفسي لكل مناقشة يفرضها إخواننا علي، لكن أنا متشبع بالفكرة منذ سنين عديدة جدًّا، وعارف أنَّ الأدلة وما يرد عليها وما يجيبون عنها ووإلى آخره، وأخونا هذا بارك الله فيه رجل طيب وعنده حرارة وحماس لكن ما عنده ذاك الاطلاع الذي يمكن أن أستفيد منه شيئًا ربما يحملنا على تعديل رأينا.

Webiste