السائل : شيخ ، أقول هناك رواية الحديث بالمعنى .

الشيخ : الحديث ؟

السائل : بالمعنى ، شيخ ، تعلمون أن جمهور المحدثين على جوازه ، واشترطوا بنفس الشرط وهو كون الراوي الذي يروي بالمعنى أن يكون عالمًا بدلالة الألفاظ وما يحيل معانيها ، وذكر الحافظ بن حجر - رحمه الله - أن ثقة الضبط تكفي في .

الشيخ : ... .

السائل : الضبط في الراوي ، تكفي في أعني الشرط في هذا الراوي ؛ لأنه يكون فيها ضبط اللفظ وضبط المعنى ، لكن يا شيخ أشكل عليَّ وهو أن بعض الألفاظ تعني تكون دقيقة جدًّا يستعملها النبي - صلى الله عليه وسلم - وتؤدِّي بهذه الدقة إلى معنى معين أو حكم معين ، فيأتي بعض الرواة ممكن حتى الصحابة - رضي الله عنهم - ... في نقل الحديث ويمر ... بمعنى ، ويُقبل على شروط المحدثين لكون الراوي ضابط وعارف بما يحيل المعاني ، ويمر هذا و ... ممكن يعني يدخل مثال قريب لهذا ما ذكرتم في حديث وائل ابن حجر أنه كان ... يضع يده اليمنى على اليسرى وهو قائم للصلاة في نص القيام كما ذكرتم أن هذا اللفظ صدر من غير ... ، وقد لا يكون دقيق ؛ فكيف يا شيخ الضابط في معرفة هذه الأمور قبول المقبول ورفض المرفوض ؟

الشيخ : على كل حال لكل رواية كهذه الرواية دراسة خاصَّة ، نحن نقول أن هذا حديث حديث وائل الذي ذكرته مثلًا ذكره وائل حتمًا بمناسبة قضية كان يتحدَّث بها ، فاقتضاه الواقع أن يستدلَّ بجملة من حديثه الذي رواه مفصَّلًا ؛ كما كنا ذكرنا في بعض الزيادات في " صحيح مسلم " ، ولما جاءت المناسبة ذكر من ذاك الحديث هذه القطعة ، الذين حضروا فهموا منه المقصود منه تمامًا ، لكن الذين بعدوا عن حديثه كإخوانا اليوم قد وقع في سوء فهم إذا لم نكن قد أحطنا بالأحاديث الأخرى ، فإذا كان الموضوع يتعلق بالرواية كما قلت فهو لم يخطئ ؛ لأنه أعطى الحكم الخاص في المسألة المطروحة مفصولًا عن سياق الحديث الذي هو بالعادة يرويه بتمامه ، لكن الخطأ يأتي من المتأخِّرين الذين لا يجمعون بين أصل حديثه ... وهذه الجملة التي قُطعت منه بمناسبة أوجبت عليه هذا الاقتطاع ، ومن هنا يأتي الجهل ليس من المحدث ؛ هو من الذي يسمع الحديث ... ومن لم يحضر الجلسة ، أما الذين حضروا الجلسة فلا يفهمون إلا الفهم الصحيح ؛ لذلك نحن نقول لا يجوز نحن أن نأتي الآن بفهم جديد نشرِّع به ... ، ثم لم يجُزْ العمل إطلاقًا ... ، فهذا هو الجواب عما سألت .