السائل : أليس كذلك - أيضًا - أن من هنا اسم موصول بمعنى الذي وقيل بمعنى على ... ؟

الشيخ : نحن نقول أن اللغة واسعة جدًّا يقول علماء اللغة بأن حروف الجر يقوم بعضها مقام بعض قل سيروا أو سيحوا في الأرض في الأرض مش مقصود يعني في داخل الأرض إنما على الأرض كذلك ما حكاه الله عن فرعون أنه هدد السحرة بقوله : وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ لا يعني أنه أنا بفتح الجذوع وبحطهم جوا إنما هو علي كذلك قوله - عليه السلام - في الحديث الصحيح الذي أنكره بعض المعطلة في العصر الحاضر لأنه قاصمة ظهر المعطلة ألا وهو قوله - عليه السلام - : الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا مَن في الأرض ؛ يرحَمْكم مَن في السماء ارحموا من في الأرض يعني الديدان لا ارحموا من في الأرض سواء من البشر اللي هم أقرب الناس إليكم ثم الدواب التي سخَّرَها الله لكم كما قال - عليه السلام - في الحديث الصحيح : والشاة إن رَحِمْتَها رَحِمَك الله ؛ فارحموا من في الأرض ليس المقصود في جوف الأرض ، وإنما مَن على الأرض ؛ فإذًا : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ من على السماء ليس في جوف السماء ؛ ولذلك لا يفسر بأن الله بذاته في السماء وإنما الله بذاته على العرش استوى لأنه فوق العرش ليس هناك ظرف ليس هناك خلق يحيط بالله - عز وجل - من هنا جاء عن إمام من أئمة المسلمين ألا وهو عبد الله بن المبارك العالم المجاهد الذي جمع أوصاف كثيرة جدًّا قال : " الله - تبارك وتعالى - فوق عرشه بذاته بائن من خلقه وهو معهم بعلمه " ثلاث جمل ثلاث فقرات جمعت الآيات كلها التي تتعلق بصفة الله أنه هو العلي الكبير الله - تبارك وتعالى - فوق عرشه بذاته لأن الخلف يفسرون الفوقية أو المكان بالمكانة بالشرف ونحو ذلك وإلا هم يقولون الله موجود في كل مكان الله - تبارك وتعالى - فوق عرشه بذاته بائن من خلقه ضرب للقائلين بوحدة الوجود إن الله هو المخلوق هو كل شيء كما قال قائلهم : " كل ما تراه بعينك فهو الله " لا بائن من خلقه يعني هو متميز عنهم لكن لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء قال : " وهو معهم بعلمه " الله - تبارك وتعالى - فوق عرشه بذاته بائن من خلقه وهو معهم بعلمه والحمد لله رب العالمين .