شرح حديث عبد الله بن شداد : فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثًا ، فخرج فيه أحدهم فاستشهد .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : بعد ذاك الحديث حديث آخر ، وهو صحيح - أيضًا - ، وفيه شيء من الزيادة والتفصيل على الحديث السابق .
قال المؤلف : وعن عبد الله بن شداد أنَّ نفرًا من بني عُذْرة ثلاثة ، أتوا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فأسلموا ، قال : فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : مَن يكفيهم ؟ . قال طلحة - هو الذي سبق ذكره في الحديث الأول ابن عبيد الله - : أنا . قال : فكانوا عند طلحة ، فبعث النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعثًا ، فخرج فيه أحدهم فاستشهد ، - يمكن يكون هذا هو الرجل المذكور في الحديث السابق ، وهو الأقرب ، ويمكن أن يكون رجلًا آخر - ، ثم بعث بعثًا ، فخرج فيه آخر فاستشهد ، ثم مات الثالث على فراشه ، قال طلحة : فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة ، فرأيت الميِّت على فراشه أمامهم ، ورأيت الذي استشهد أخيرًا يليه ، ورأيت أوَّلهم آخرهم ، قال : فداخَلَني من ذلك ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فذكرت ذلك له ، فقال : وما أنكرت من ذلك ؟ ليس أحدٌ أفضلَ عند الله - عز وجل - من مؤمن يُعَمَّر في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله . رواه أحمد وأبو يعلى ، ورواتهما رواة الصحيح ، وفي أوَّله عند أحمد إرسال كما مرَّ ، ووصله أبو يعلى بذكر طلحة فيه .
كما مرَّ فيه من الغموض ؛ لأنه لم يمرَّ شيء صراحةً من الإرسال الذي يُشير إليه ، لكن هذا في الواقع يظهر لِمَن عرف تراجم رواة الحديث ؛ لأنَّ هذا الحديث ابتدَأَه من عند عبد الله بن شدَّاد أنَّ نفرًا من بني عُذْرة ، فإذا عرفنا أن عبد الله بن شداد هذا - وهو ابن الهاد - تابعي ظهر الإرسال في الحديث ؛ لأنه قال : أن نفرًا من بني عُذرة أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعبد الله بن شداد ما دام أنه تابعي فهو إذًا لم يدرك الحادثة أو القصة ، ومن هنا كان الحديث مرسلًا ، فحينما قال المصنِّف - رحمه الله - في تخريجه : " وفي أوله عند أحمد إرسال " يشير إلى هذه الناحية ؛ أي : كأنه يقول : وعبد الله بن شداد تابعي ؛ فهو لم يدرك القصة ، فالحديث مرسل ؛ لذلك يستدرك فيقول - بعد قوله كما مرَّ - : ووصله أبو يعلى بذكر طلحة فيه .
فهذه القصة - كما قلنا - يحتمل أن تكونَ هي السابقة ؛ إلا أنها فيها شيء من التفصيل ، ويمكن أن تكون قصَّة أخرى ، والأول هو الأقرب ؛ ففيه كيف أنَّ المسلم كلَّما تأخر كلما كان آجر له وأكثر ثوابًا ؛ بدليل أن الشهيد الذي استُشهد بعد الأول كان متقدِّمًا على الأول ، وهذا الثالث الذي لم يستشهد كان متقدِّمًا على الاثنين الشهيدين ؛ ولذلك فحياة المسلم مهما طالت حياته ما دام أنه يعيش في دائرة الإسلام ويجاهد نفسه وهواها ؛ فكلَّما طالت حياته كلَّما كان ذلك خيرًا له .
ونسأل الله - عز وجل - أن يُطيلَ أعمارنا ، وأن يُحسِنَ أعمالنا ، وفي هذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .
قال المؤلف : وعن عبد الله بن شداد أنَّ نفرًا من بني عُذْرة ثلاثة ، أتوا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فأسلموا ، قال : فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : مَن يكفيهم ؟ . قال طلحة - هو الذي سبق ذكره في الحديث الأول ابن عبيد الله - : أنا . قال : فكانوا عند طلحة ، فبعث النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعثًا ، فخرج فيه أحدهم فاستشهد ، - يمكن يكون هذا هو الرجل المذكور في الحديث السابق ، وهو الأقرب ، ويمكن أن يكون رجلًا آخر - ، ثم بعث بعثًا ، فخرج فيه آخر فاستشهد ، ثم مات الثالث على فراشه ، قال طلحة : فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة ، فرأيت الميِّت على فراشه أمامهم ، ورأيت الذي استشهد أخيرًا يليه ، ورأيت أوَّلهم آخرهم ، قال : فداخَلَني من ذلك ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فذكرت ذلك له ، فقال : وما أنكرت من ذلك ؟ ليس أحدٌ أفضلَ عند الله - عز وجل - من مؤمن يُعَمَّر في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله . رواه أحمد وأبو يعلى ، ورواتهما رواة الصحيح ، وفي أوَّله عند أحمد إرسال كما مرَّ ، ووصله أبو يعلى بذكر طلحة فيه .
كما مرَّ فيه من الغموض ؛ لأنه لم يمرَّ شيء صراحةً من الإرسال الذي يُشير إليه ، لكن هذا في الواقع يظهر لِمَن عرف تراجم رواة الحديث ؛ لأنَّ هذا الحديث ابتدَأَه من عند عبد الله بن شدَّاد أنَّ نفرًا من بني عُذْرة ، فإذا عرفنا أن عبد الله بن شداد هذا - وهو ابن الهاد - تابعي ظهر الإرسال في الحديث ؛ لأنه قال : أن نفرًا من بني عُذرة أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعبد الله بن شداد ما دام أنه تابعي فهو إذًا لم يدرك الحادثة أو القصة ، ومن هنا كان الحديث مرسلًا ، فحينما قال المصنِّف - رحمه الله - في تخريجه : " وفي أوله عند أحمد إرسال " يشير إلى هذه الناحية ؛ أي : كأنه يقول : وعبد الله بن شداد تابعي ؛ فهو لم يدرك القصة ، فالحديث مرسل ؛ لذلك يستدرك فيقول - بعد قوله كما مرَّ - : ووصله أبو يعلى بذكر طلحة فيه .
فهذه القصة - كما قلنا - يحتمل أن تكونَ هي السابقة ؛ إلا أنها فيها شيء من التفصيل ، ويمكن أن تكون قصَّة أخرى ، والأول هو الأقرب ؛ ففيه كيف أنَّ المسلم كلَّما تأخر كلما كان آجر له وأكثر ثوابًا ؛ بدليل أن الشهيد الذي استُشهد بعد الأول كان متقدِّمًا على الأول ، وهذا الثالث الذي لم يستشهد كان متقدِّمًا على الاثنين الشهيدين ؛ ولذلك فحياة المسلم مهما طالت حياته ما دام أنه يعيش في دائرة الإسلام ويجاهد نفسه وهواها ؛ فكلَّما طالت حياته كلَّما كان ذلك خيرًا له .
ونسأل الله - عز وجل - أن يُطيلَ أعمارنا ، وأن يُحسِنَ أعمالنا ، وفي هذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .
الفتاوى المشابهة
- حديث خلقت أول الأنبياء وبعث آخرهم - اللجنة الدائمة
- هل في الحديث أن الإنسان يبعث على ما مات عليه.؟ - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وبنينا فوقكم سبعا شدادا) - ابن عثيمين
- فوائد حديث معاذ رضي الله عنه قال : " بعثني ر... - ابن عثيمين
- حديث إن الله يبعث على رأس مائة - اللجنة الدائمة
- حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : كان رجلا... - الالباني
- شرح حديث أبي هريرة رقم ( 45 ) : كان رجلان من ب... - الالباني
- حديث عبد الله بن شداد أن نفرًا من بني عُذْرة ث... - الالباني
- وعن عبد الله بن شداد أن نفرا من بني عذرة ثلاثة... - الالباني
- شرح حديث عبد الله بن شداد أن نفرا من بني عذرة... - الالباني
- شرح حديث عبد الله بن شداد : فبعث النبي - صلى ا... - الالباني