تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة الكلام على بقية خصال الحديث ، وهي إخلاص ا... - الالبانيالشيخ : ثم بعد هذه الجملة التي هي الدُّعاء للمبلِّغين لحديثه بالرحمة أخبر الرسول - عليه الصلاة والسلام - فقال :  ثلاثٌ  ، أي : ثلاث خِصال  لا يَغُلُّ عل...
العالم
طريقة البحث
تتمة الكلام على بقية خصال الحديث ، وهي إخلاص العمل لله - عز وجل - والنصح للمسلمين .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ثم بعد هذه الجملة التي هي الدُّعاء للمبلِّغين لحديثه بالرحمة أخبر الرسول - عليه الصلاة والسلام - فقال : ثلاثٌ ، أي : ثلاث خِصال لا يَغُلُّ عليهنَّ قلبُ امرئٍ مسلم ؛ أي : لا يحقد ، من الغلِّ وهو الحقد ، لا يجوز النطق بهذا الفعل لا يُغِلُّ - أيضًا - ، وحينئذٍ المعنى يختلف ؛ بمعنى خان ، أَغَلَّ بمعنى خان ، غَلَّ بمعنى حسد وحقد ، ثم يقول : لا يَغُلُّ ، أو لا يُغِلُّ عليهنَّ قلبُ امرئٍ مسلم ؛ أي : إن قلب امرئٍ مسلم لا يمكن أن يجد غِلًّا أو حقدًا وحسدًا في قلبه على المسلمين إذا توفَّر في قلبه هذه الخِصال الثلاث الآتية :
قال : أوَّلًا : إخلاص العمل لله - عز وجل - ، إخلاص العمل لله - عز وجل - أمرٌ لا يحتاج إلى كثير بيان ، وقد كنَّا قد تكلمنا في درسٍ مضى أن العمل المقبول عند الله - عز وجل - يُشترط فيه أمران اثنان إذا اختلَّ فيه أحدُهما لم يكُنْ مقبولًا عند الله - عز وجل - ؛ أحدهما أن يكون خالصًا لوجه الله ، إخلاص العمل لله أن يكون القائم بهذا العمل قد أخلص فيه لله - عز وجل - لا يبتغي من وراء ذلك أجرًا في الدنيا أو ظهورًا أو سمعة أو رياءً أو نحو ذلك ممَّا يُنافي وجه الله - تبارك وتعالى - ، فهذه الخصلة الأولى التي إذا توفَّرت وتحقَّقت في قلب مسلم مع بقيَّة الخِصال الثلاث لا يجد في نفسه غِلًّا وحقدًا على إخوانه المسلمين ، الخصلة الأولى العمل لله - عز وجل - خالصًا له .
والثانية : النُّصح لأئمة المسلمين ؛ أي : للحاكمين فيهم بما شرعَ الله من كتاب الله ومن حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ هؤلاء الأئمة يجب النُّصح لهم ، وذلك من الدين من تمام الدين كما في " صحيح مسلم " عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنَّه قال : الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة . قالوا : لِمَن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامَّتهم .
والمسلم إذا أخلص للإمام المسلم الحاكم فيهم بشرع الإسلام فهذا بطبيعة الحال سوف يتحقَّق في الخصلة الأولى والأخيرة المعطوفة على قوله - عليه السلام - : وأئمَّة المسلمين . قال : وعامَّتهم ؛ أي : كل المسلمين غير الأئمة ، الدين ليس فقط أن تنصحَ لله وتنصح فقط لكتابه وتنصح فقط لرسوله وتنصح فقط لأئمة المسلمين ؛ وإنما - أيضًا - لعامة المسلمين .
فهذه الخصلة إذا توفَّرت في قلب المسلم مع الخصلة الأولى وهي إخلاص العمل لله الخصلة الثانية الإخلاص والنصح للمسلمين .

Webiste