أما ذاك الذي أتى بهذا الفرض وأشرك فيه مع الله ولم يخلِصْ فيه لله فيعذَّب ضعفَين ؛ الضِّعف الأول لأنه ما أدَّى الفرض ، فإذا أدَّى الفرض وأرادَ به غير وجه الله فلم يؤدِّ الفرض ، والضِّعف الآخر أنه أشرك مع الله ؛ فهو إذًا يُعذَّب على إضاعته للفرض ، ويعذَّب على إشراكه مع الله في هذا الفرض ، من أجل ذلك كان الذي لم يأتِ بهذا الفرض أقلَّ سوءًا من ذاك الذي جاء بالفرض وأشرك فيه مع الله ولم يخلص فيه لله ، وأما إن كان نفلًا غير مفروض فذاك الذي جاء به غير مخلص فيه يُعذَّب بسبب عدم إخلاصه ، بسبب إشراكه غير الله في عبادته ، أما الذي لم يأتِ بهذا النفل فلا له ولا عليه ؛ لأنه لم يضاهِ فرضًا ولا أتى إثمًا بسبب عدم الإخلاص ، هذا ما يقع في هذا الإثم ، بينما الذي أتى بالنافلة وبالتطوُّع من العبادة وأشرك فيها مع الله ؛ فهو مأزور غير مأجور عند الله - تبارك وتعالى - يوم القيامة .