السائل : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا ، مَن يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله .
شيخنا ، جاءنا من بعض الإخوة أو من الأخوات في دبي ... بعض إخواننا خاصَّة هذه الأسئلة حتى تُسجَّل وترسل إليهم ، فمن هذه الأسئلة كاتبتها فتاة مجتهدة هناك كما ذكر لي بعض الإخوة ، تقول : قرأت لك كتابًا عن التصوير ؛ أنَّ التصوير سواء كان بالآلة أو رسمًا باليد فهو حرام ، وسمعت أنك قلْتَ في لُعَبِ الأطفال أنَّ ما صُنع منها باليد فهو حلال ، وما كان صُنع بالآلة فهو حرام ؛ فما الفرق بين الاثنين ؛ أرجو توضيح ذلك ؟

الشيخ : أنا لا أقول هذا الكلام ، وإنما هذا سوء فهم من بعض الناس فيما أقوله دائمًا وأبدًا ، هناك قاعدة علميَّة أنه إذا كان هناك نصوص تحرِّم شيئًا ما ، ثم جاء نصٌّ يستثني من هذا الشيء جنسًا منه ؛ فنقف عند هذا المُستثنى ولا نزيد عليه بالنظر والقياس ، فالأحاديث الصحيحة كلها متتابعة في تحريم التصوير مطلقًا ؛ سواء ما كان منها مجسَّمًا أو ما كان منها غير مجسَّم ، ثم جاءت بعض الأحاديث تُبيح لُعَب الأطفال ؛ أي : اللعب التي كانت تُصنع في زمن النبوة والرسالة صنعًا بيتيًّا لإلهاء الأطفال ولتمرينهم كلُعَب السيدة عائشة - رضي الله عنها - ؛ فهذا النوع من اللُّعَب نقول : إقرار الرسول - عليه السلام - إياه دليل أنه مُستثنى من القاعدة السابقة الذكر ؛ أَلَا وهي التحريم .
وإذا جاءت لُعَب من الدول الأوروبية نحن نحرِّمها لا لأنها صُنعت بالآلة أو باليد ، وإنما لأنها داخلة في القاعدة العامة في التحريم ، وليست هذه اللُّعَب المستوردة هي التي أقرَّها الرسول - عليه السلام - وأباحها كلُعَب السيدة عائشة ، هذا الذي نقوله وندين الله به لا أكثر من ذلك ما فَهِمَ السَّائل .