تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما صحة حديث : ( اقرؤوا على موتاكم سورة ياسين ) ؟ - الالبانيالسائل : ملاحظة - أستاذي الكريم - في عدم استفادة الميت من قراءة القرآن الكريم ، وما صحة حديث - ما معناه - :  سورة يس اقرؤوها على موتاكم  أو بالمعنى ؟الش...
العالم
طريقة البحث
ما صحة حديث : ( اقرؤوا على موتاكم سورة ياسين ) ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : ملاحظة - أستاذي الكريم - في عدم استفادة الميت من قراءة القرآن الكريم ، وما صحة حديث - ما معناه - : سورة يس اقرؤوها على موتاكم أو بالمعنى ؟

الشيخ : اقرؤوا على موتاكم سورة يس ، هذا حديث لا يصح ، وفيه ثلاث علل عند المحدَّثين ، وهي الجهالة والإرسال وجهالة أخرى ، ثم لو صحَّ فهو بمعنى الحديث الصحيح : لقِّنوا موتاكم لا إله إلا الله ، هذا حديث صحيح رواه الإمام مسلم في " صحيحه " ، والمقصود عند العلماء هنا موتاكم يعني المحتضرين ؛ أي : مَن أشرف على الموت ، فلو صح هذا الحديث الأول كان فهمه وتفسيره على ضوء الحديث الثاني الصحيح : لقِّنوا موتاكم لا إله إلا الله ، اقرؤوا على موتاكم سورة يس ، وهذا المعنى معنى جميل جدًّا ؛ لماذا ؟ لأنُّو يمكن هذا المُحتَضَر إذا ما لُقِّنَ كلمة التوحيد أو أُسمِعَ بعض الآيات من القرآن الكريم ربَّما تكون سبب هدايته ولو في آخر لحظة من حياته ؛ كما جاء في " صحيح البخاري " من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : " كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - غلام من اليهود يخدمه ، فمرض هذا الغلام ، فعادَه - عليه الصلاة والسلام - فوجده في مرض الموت " . فقال له : يا غلام ، قل : لا إله إلا الله . كان عند الغلام والده اليهودي ، والغلام بلا شك بسبب قيامه بخدمة الرسول - عليه السلام - وهو يهودي لا شك أنَّه استضاء بنوره - عليه السلام - واستفاد من أخلاقه ، فكان قلبه متفتِّح لمثل تلقِّي هذه الكلمة الطيبة ، لكن فوق رأسه أبوه ، وهو لا يدري قد يأمل في الحياة فيما بعد فما بدو يزعج أبوه ، فما كان منه إلا أن رفع بصره إلى أبيه ؛ كأنه يستشيره إيش رأيك في قول محمد - عليه السلام - ؟ الخبيث قال له : " أطِعْ محمدًا " ، وهذا يدلنا ويؤكد لنا أن اليهود ما كفروا بالرسول - عليه السلام - إلا عنادًا ، وكما قال - تعالى - في القرآن الكريم : يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ، وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ، ولكن شو معنى هذا اليهودي يقول لابنه : أطِعْ أبا القاسم ؟ معناه أنُّو يعرف أن أبا القاسم على الهدى وعلى الصواب ، فلما قال له : " أطع أبا القاسم " قال : " أشهد أن لا إله إلا الله " ، وكانت آخر كلمة ومات ، فقال - عليه السلام - : الحمد لله الذي نجَّاه بي من النار .
فهذا التلقين قد يفيد ، أما مات الميت صار مثل هالخشبة هذه ، لقِّنْ هذه الخشبة ، اقرأ عليها ختمات ليلًا نهارًا ما رح تستفيد منك شيئًا إطلاقًا ، والميت هكذا ؛ ولذلك قال - عليه السلام - : إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقةٍ جاريةٍ ، أو علمٍ يُنتفع به ، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له . فإذًا حديثك الأول : اقرؤوا على موتاكم سورة يس بدنا نعرضه على الميزان السابق الصحيح الثابت عن الرسول - عليه السلام - ولَّا لا ؟ الجواب بعد دراسة إسناده من علماء الحديث تبيَّن أنه غير صحيح ؛ لذلك ... .

Webiste