هل سيظهر المهدي المنتظر على خلافة ممكَّنة أم هو الذي سَيُقيم الخلافة ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : هل سيظهر المهدي المنتظر على خلافة ممكَّنة أم هو الذي سَيُقيم الخلافة ؟
الشيخ : هذا علمه عند ربِّي ، إي نعم ، لكن الذي لا أشك فيه أن المهدي لا يخرج في المسلمين إذا كانوا كوضعنا الآن ؛ ليه ؟ لأنُّو كما قلت لكم آنفًا إصلاح الوضع المسلمين اليوم يحتاج إلى زمن طويل ، والمهدي يمكث كما جاء في الحديث ما بين السِّتِّ سنوات إلى ثمانية سنوات ، ست سنوات سبع سنوات شو بدو يصلح من حال المسلمين هدول هاللي بدهم تصفية وبدهم تربية ، متى بدو يصفِّي المهدي ومتى بدو يربي المهدي ؟
أنا بتصوَّر حينما ينزل المهدي حينما يخرج المهدي ثم يتبَعُه عيسى بنزوله يكون المسلمون قد قاموا بهالمقدِّمة التي أنا أعبِّر عنها بـ " التصفية والتربية " ؛ قاموا بذلك بس ينقصهم النبي لو كان بعد الرسول نبي إذًا ينقصهم مَن هو على قدم النبي ؛ حتى إيش ؟ يتولَّى قيادتهم وتوجيههم إلى ما فيه صالح دينهم ودنياهم ؛ ولهذا قلت أنا اليوم كان حديثنا مع بعض الإخوان أنُّو بعض العلماء المصلحين حقًّا مثل " محمد عبده " وتلميذه اللي هو أعلم من شيخه " سيد رشيد رضا " كانوا ينكرون أحاديث نزول عيسى وخروج المهدي في آخر الزمان ؛ لأنهم أصابَهم في الواقع ما أصاب المعتزلة في عقيدة من العقائد الإسلامية الصحيحة ، تعلمون أن المعتزلة أنكروا عقيدة الإيمان بالقدر ، وقالوا : الأمر أنف ؛ يعني حادث جديد . قالوا هذا ردًّا على الجبرية الذي يمثِّل مذهبهم قولُ الشاعر الذي يصف فيه علاقة العبد مع الرَّبِّ ، وكيف أن الرَّبَّ يجبِرُه على المعصية ، قال الشاعر :
" ألقاهُ في اليمِّ مكتوفًا ثم قالَ لهُ *** إيَّاك إيَّاك أن تبتلَّ بالماءِ "
رماه في البحر مغلب وبعدين شو يقول له ؟ اصح تنبل ، هذا مذهب الجبرية مذهب باطل بداهةً ؛ فضلًا عن الشرع ، إي لما رأى المعتزلة قول الجبرية ؛ قالوا : الجبر باطل . من أين جاء الجبر ؟ قالوا : من الإيمان بالقدر . إذًا لا قدر !! زعموا أن الإصلاح بإنكار القدر ، فوقعوا في نفس المنكر أو مثل المنكر الذي وقع فيه خصومُهم ، أولئك غلوا في الإيمان بالقدر فوقعوا في الجبر الباطل ، وهؤلاء غلوا في إثبات الإرادة والحرية للإنسان فأنكروا القدر ، وكلاهما على طرفَي نقيض ؛ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ . هذا ما أصاب هؤلاء المصلحين تمامًا ؛ شاركوا ، فاتني أن أقول شيئًا بالنسبة للمعتزلة ؛ شارك المعتزلةُ الجبريةَ في فهم الجبرية من القدر الجبرَ ؛ شاركوهم في هذا الفهم ؛ أي : لسان حالهم قال : صحيح ؛ النصوص الواردة في إثبات القدر تفيد الجبر ، لكن الجبر باطل ؛ إذًا هذه النصوص باطلة في نفسها ؛ فلا قدر ! واستراحوا !!
أيضًا هؤلاء المصلحون كـ " السيد رشيد رضا " شاركوا عامة المسلمين في فهمهم للأحاديث المبشِّرة بنزول عيسى وخروج المهدي ، ما في خلاص للمسلمين هدول ما لهم نهضة ، ما لهم عزَّة ، ما لهم قوَّة ، ما لهم منعة إلا حتى ينزل عيسى - عليه السلام - ويخرج المهدي ، ليه العمل بقى ؟ ننتظر ، نلتهي بقى بدنيانا عن آخرتنا وعن دولتنا وعن إلى آخره ؛ فأودى هذا الفهم الخاطئ ... الأحاديث الصحيحة إلى التواكل وليس التوكل ، نظر أولئك المصلحون قالوا : هذا الفهم يعني صحيح ؛ أنُّو نزول عيسى خروج المهدي بيعطي هذا الفهم ؛ إذًا ما العلاج ؟ بنخلص الأمة من الإيمان بنزول عيسى وخروج المهدي حتى يعملوا لأنفسهم وتعود إليهم قوَّتهم ومَنَعَتهم ، فيعود قولي السابق .
" أورَدَها سعدٌ وسعدٌ مشتَمِلْ *** ما هكذا - يا سعدُ - تُورَدُ الإبِلْ "
يا جماعة ، هذه أحاديث مبشِّرة ، هذه أحاديث مبشِّرة أن عيسى - عليه السلام - والمهدي يقودون الأمة إلى عزِّهم وقوَّتهم ، وبيقاتلوا النصارى الروم ، وبيقاتلوا اليهود ، وهذا شيء معروف لديكم ، لكن من أين هذا الفهم الذي فَهِمَه عامة الناس وأقرَّهم عليه هؤلاء المدَّعون للإصلاح ؟ من أين فهموا أنُّو ما في خواص أن ننهض إلا إذا نزل المهدي ، نزل عيسى أو جاء المهدي ؟ بل من أين لهم أن المهدي يحاول أن يُصلح كما قال ذا الشاعر :
" وهل يصلح العطَّار ما أفسد الدهر ؟! " هذا الفساد هاللي من قرون طويلة كيف يُصلَح بين عشية وضحاها ؟ لا يمكن ؛ فإذًا أنا أتخذ هذه الأحاديث على عكس ما فهم العامة وأيَّدهم الخاصة مع فارق كبير ؛ أنُّو أنكروا هالأحاديث ؛ مشان إراحتهم من هذا الفهم الخاطئ . أنا أقول بالعكس هذه الأحاديث تعطينا نحن إذا فهمناها فهمًا صحيحًا أنه يجب علينا أن نعمل للإسلام ، نعمل للإسلام وإعادة حكم الإسلام على هذه الأرض ؛ فإن نجحنا وأعَدْنا الخلافة فَبِهَا ونعمت ، وإن لم نستطع فإذا نزل عيسى وخرج المهدي يجد الأرض مهيَّأة ، ما تحتاج إلا زَرَّاع ماهر يعرف كيف يزرع فيجد الأرض مستعدَّة ، فما يحتاج إلا وقيادة صالحة . هذا الذي أعتقده بخصوص أحاديث نزول عيسى - عليه السلام - وخروج المهدي .
نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : آ ؟ نستريح ؟ سبحانك اللهم وبحمدك .
السائل : في ممكن تعليق معليش .
الشيخ : أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
تفضل .
الشيخ : هذا علمه عند ربِّي ، إي نعم ، لكن الذي لا أشك فيه أن المهدي لا يخرج في المسلمين إذا كانوا كوضعنا الآن ؛ ليه ؟ لأنُّو كما قلت لكم آنفًا إصلاح الوضع المسلمين اليوم يحتاج إلى زمن طويل ، والمهدي يمكث كما جاء في الحديث ما بين السِّتِّ سنوات إلى ثمانية سنوات ، ست سنوات سبع سنوات شو بدو يصلح من حال المسلمين هدول هاللي بدهم تصفية وبدهم تربية ، متى بدو يصفِّي المهدي ومتى بدو يربي المهدي ؟
أنا بتصوَّر حينما ينزل المهدي حينما يخرج المهدي ثم يتبَعُه عيسى بنزوله يكون المسلمون قد قاموا بهالمقدِّمة التي أنا أعبِّر عنها بـ " التصفية والتربية " ؛ قاموا بذلك بس ينقصهم النبي لو كان بعد الرسول نبي إذًا ينقصهم مَن هو على قدم النبي ؛ حتى إيش ؟ يتولَّى قيادتهم وتوجيههم إلى ما فيه صالح دينهم ودنياهم ؛ ولهذا قلت أنا اليوم كان حديثنا مع بعض الإخوان أنُّو بعض العلماء المصلحين حقًّا مثل " محمد عبده " وتلميذه اللي هو أعلم من شيخه " سيد رشيد رضا " كانوا ينكرون أحاديث نزول عيسى وخروج المهدي في آخر الزمان ؛ لأنهم أصابَهم في الواقع ما أصاب المعتزلة في عقيدة من العقائد الإسلامية الصحيحة ، تعلمون أن المعتزلة أنكروا عقيدة الإيمان بالقدر ، وقالوا : الأمر أنف ؛ يعني حادث جديد . قالوا هذا ردًّا على الجبرية الذي يمثِّل مذهبهم قولُ الشاعر الذي يصف فيه علاقة العبد مع الرَّبِّ ، وكيف أن الرَّبَّ يجبِرُه على المعصية ، قال الشاعر :
" ألقاهُ في اليمِّ مكتوفًا ثم قالَ لهُ *** إيَّاك إيَّاك أن تبتلَّ بالماءِ "
رماه في البحر مغلب وبعدين شو يقول له ؟ اصح تنبل ، هذا مذهب الجبرية مذهب باطل بداهةً ؛ فضلًا عن الشرع ، إي لما رأى المعتزلة قول الجبرية ؛ قالوا : الجبر باطل . من أين جاء الجبر ؟ قالوا : من الإيمان بالقدر . إذًا لا قدر !! زعموا أن الإصلاح بإنكار القدر ، فوقعوا في نفس المنكر أو مثل المنكر الذي وقع فيه خصومُهم ، أولئك غلوا في الإيمان بالقدر فوقعوا في الجبر الباطل ، وهؤلاء غلوا في إثبات الإرادة والحرية للإنسان فأنكروا القدر ، وكلاهما على طرفَي نقيض ؛ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ . هذا ما أصاب هؤلاء المصلحين تمامًا ؛ شاركوا ، فاتني أن أقول شيئًا بالنسبة للمعتزلة ؛ شارك المعتزلةُ الجبريةَ في فهم الجبرية من القدر الجبرَ ؛ شاركوهم في هذا الفهم ؛ أي : لسان حالهم قال : صحيح ؛ النصوص الواردة في إثبات القدر تفيد الجبر ، لكن الجبر باطل ؛ إذًا هذه النصوص باطلة في نفسها ؛ فلا قدر ! واستراحوا !!
أيضًا هؤلاء المصلحون كـ " السيد رشيد رضا " شاركوا عامة المسلمين في فهمهم للأحاديث المبشِّرة بنزول عيسى وخروج المهدي ، ما في خلاص للمسلمين هدول ما لهم نهضة ، ما لهم عزَّة ، ما لهم قوَّة ، ما لهم منعة إلا حتى ينزل عيسى - عليه السلام - ويخرج المهدي ، ليه العمل بقى ؟ ننتظر ، نلتهي بقى بدنيانا عن آخرتنا وعن دولتنا وعن إلى آخره ؛ فأودى هذا الفهم الخاطئ ... الأحاديث الصحيحة إلى التواكل وليس التوكل ، نظر أولئك المصلحون قالوا : هذا الفهم يعني صحيح ؛ أنُّو نزول عيسى خروج المهدي بيعطي هذا الفهم ؛ إذًا ما العلاج ؟ بنخلص الأمة من الإيمان بنزول عيسى وخروج المهدي حتى يعملوا لأنفسهم وتعود إليهم قوَّتهم ومَنَعَتهم ، فيعود قولي السابق .
" أورَدَها سعدٌ وسعدٌ مشتَمِلْ *** ما هكذا - يا سعدُ - تُورَدُ الإبِلْ "
يا جماعة ، هذه أحاديث مبشِّرة ، هذه أحاديث مبشِّرة أن عيسى - عليه السلام - والمهدي يقودون الأمة إلى عزِّهم وقوَّتهم ، وبيقاتلوا النصارى الروم ، وبيقاتلوا اليهود ، وهذا شيء معروف لديكم ، لكن من أين هذا الفهم الذي فَهِمَه عامة الناس وأقرَّهم عليه هؤلاء المدَّعون للإصلاح ؟ من أين فهموا أنُّو ما في خواص أن ننهض إلا إذا نزل المهدي ، نزل عيسى أو جاء المهدي ؟ بل من أين لهم أن المهدي يحاول أن يُصلح كما قال ذا الشاعر :
" وهل يصلح العطَّار ما أفسد الدهر ؟! " هذا الفساد هاللي من قرون طويلة كيف يُصلَح بين عشية وضحاها ؟ لا يمكن ؛ فإذًا أنا أتخذ هذه الأحاديث على عكس ما فهم العامة وأيَّدهم الخاصة مع فارق كبير ؛ أنُّو أنكروا هالأحاديث ؛ مشان إراحتهم من هذا الفهم الخاطئ . أنا أقول بالعكس هذه الأحاديث تعطينا نحن إذا فهمناها فهمًا صحيحًا أنه يجب علينا أن نعمل للإسلام ، نعمل للإسلام وإعادة حكم الإسلام على هذه الأرض ؛ فإن نجحنا وأعَدْنا الخلافة فَبِهَا ونعمت ، وإن لم نستطع فإذا نزل عيسى وخرج المهدي يجد الأرض مهيَّأة ، ما تحتاج إلا زَرَّاع ماهر يعرف كيف يزرع فيجد الأرض مستعدَّة ، فما يحتاج إلا وقيادة صالحة . هذا الذي أعتقده بخصوص أحاديث نزول عيسى - عليه السلام - وخروج المهدي .
نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : آ ؟ نستريح ؟ سبحانك اللهم وبحمدك .
السائل : في ممكن تعليق معليش .
الشيخ : أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
تفضل .
الفتاوى المشابهة
- من المهدي؟ - اللجنة الدائمة
- الخبر في المهدي المنتظر ونزول عيسى عليه... - اللجنة الدائمة
- المهدية - اللجنة الدائمة
- حكم سؤال الله أن يخرج المهدي - ابن عثيمين
- الأحاديث الواردة حول خروج المهدي المنتظر . - الالباني
- هل يجوز لنا أن نسأل الله أن يخرج فينا المهدي... - ابن عثيمين
- ثبوت ظهور المهدي المنتظر عند أهل السنة - ابن باز
- من هو المهدي المنتظر.؟ (والكلام على مهدي الشيعة) - الالباني
- هل صح أحاديث في المهدي المنتظر ؟ - الالباني
- هل سيظهر المهدي المنتظر على خلافة ممكنة أم هو... - الالباني
- هل سيظهر المهدي المنتظر على خلافة ممكَّنة أم ه... - الالباني