تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل يجوز لنا أن نسأل الله أن يخرج فينا المهدي... - ابن عثيمينالسائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .فضيلة الشيخ : جاءت الأحاديث في السنة متواترة وتواترت تواتراً معن...
العالم
طريقة البحث
هل يجوز لنا أن نسأل الله أن يخرج فينا المهدي وما أصل كلمة المنتظر .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
فضيلة الشيخ : جاءت الأحاديث في السنة متواترة وتواترت تواتراً معنوياً تذكر المهدي، ولكن سؤالي من شقين حول المهدي الحقيقة: هل يجوز لنا سؤال الله سبحانه وتعالى أن يخرج فينا المهدي؟ هذا الشق الأول من السؤال .
الشق الثاني: كلمة "المتنظر" جاءت في كتابات الإسلامين المتأخرين تذكر المنتظر المهدي المنتظر، المهدي المنتظر فهل لهذا أصل تاريخي كلمة المنتظر بعد المهدي؟

الشيخ : المهدي وردت فيه أحاديث انقسمت إلى أربعة أقسام: أحاديث موضوعة مكذوبة على الرسول عليه الصلاة والسلام، وأحاديث ضعيفة، وأحاديث حسنة، وأحاديث صحيحة بغيرها.
والصحيح أنه سيخرج ولكن متى يخرج ؟ يخرج إذا اقتضت حكمة الله عز وجل خروجه، حين تملأ الأرض جوراً وظلماً، وانتبهوا لكلمة : تملأ الأرض، يعني: لا يبقى عدل ولا إحسان، فإذا مُلئت الأرض جوراً وظلماً ولم يبق عدل ولا إحسان حينئذٍ يبعث الله سبحانه وتعالى المهدي، يبين للناس الحق ويدعوهم إليه، ويهديهم الله عز وجل على يديه، هذا هو الصحيح المعتقد عندنا، وللشيخ عبد المحسن العباد محاضرة في مجلة الجامعة الإسلامية أيام كان الشيخ عبد العزيز بن باز رئيساً للجامعة، وهي محاضرة قيمة أحيل الأخ السائل عليها، حتى يتبين له حكم خروج المهدي.
أما كلمة " المهدي المنتظر" فهذا هو مهدي الرافضة الذي يدعون أنه في سرداب في العراق، وأنه حي، وأنه ينتظر الفرج، وأنه سوف يخرج، وجهالهم كما نقل عنهم السفاريني رحمه الله يخرجون في صباح كل يوم عند هذا السرداب ومعهم فرس ورمح وماء وعسل وخبز، كل يوم يقولون: ننتظر خروجه في هذا الصباح من أجل أن يفطر بالخبز والعسل والماء، ثم يركب الفرس برمحه ويخرج إلى الناس يقاتل الظلمة، لأن عندهم أو عند كثير منهم أن كل الناس ظالمين أن كل الناس ظالمون، حتى أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ظلمة في رأيهم، يقولون: إنهم ظلموا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأخذوا منه الخلافة واغتصبوها منه، فهم ظلمة وليسوا خلفاء، الخليفة المستحق للخلافة هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ومن العجب أن رأيت للشهرستاني في كتاب الملل والنحل قولاً عجباً قال: إن أبا بكر وعمر ظلمة، وإن علياً ظالم أيضاً، لأنه لم يأخذ بالثأر لنفسه، نسأل الله العافية! صار هؤلاء وهؤلاء عند الشرذمة ظلمة! لكن عامة الرافضة لا يقولون بهذا، يقولون: إن أبا بكر وعمر كانا ظالمين مغتصبين للخلافة، وأن علي بن أبي طالب هو الخليفة.
ولا شك أن قولهم هذا مرفوض بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فإنه صح عنه بالنقل المتواتر أنه قال على منبر الكوفة: " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر " يعلنها رضي الله عنه وهذا هو تمام الإنصاف وتمام الحق والعدل منه رضي الله عنه، لكن من يدعون أنهم أتباعه خالفوا طريقه في هذا، وهو قد بايع لأبي بكر وبايع عمر ووازرهما، وكان معهما، بل قد بايع لعثمان بن عفان رضي الله عنه، وهذا معروف في السير والتاريخ، فإرداف كلمة المنتظر بكلمة المهدي هذه مأخوذة عن الرافضة.
ونحن نقول: إن هذا المهدي سوف يخرج إذا اقتضت حكمة الله تعالى ذلك، بحيث تملأ الأرض ظلماً وجوراً، والذي يقول: اللهم أخرجه، فيه رائحة من الرفض، لأنه يعتقد الآن أن الأرض مملوءة ظلماً وجوراً، والأرض ولله الحمد ليست مملوءة ظلماً وجوراً، الأرض الآن والحمد لله فيها أناس يحكمون بالعدل، ويقضون بالحق، ويقيمون الشريعة بحسب المستطاع، سواء كانوا من أفراد الشعوب أو من حكام الشعوب، وهذا أمر يعرفه كل واحد، بل إن الناس اليوم ولا سيما الشعوب خير منهم بالأمس.
ظهر ولله الحمد فئات متعددة في البلاد الإسلامية كلها تنادي بالإسلام وتناضل من أجله، وتطبق من الإسلام ما استطاعت، فالإسلام ولله الحمد في مستقبل خير، الآن حتى في الأمم الكافرة كـأمريكا وفرنسا وانجلترا وغيرها، فيها فئات كثيرة مسلمة تدعوا إلى للإسلام، والآن الإسلام له وزنه حتى بأمريكا، حتى بأمريكا للإسلام وزنه في الوقت الحاضر والحمد لله، وحتى كما يذكر إن رئيس أمريكا هنأ مسلمي أمريكا بعيد الفطر هذا العام ومسلمي جميع العالم، وهذا يدل على أن الإسلام الآن أصبح له وزنه، وما ذكر من هؤلاء الطغاة أعني: من طغاة الكفرة أن الإسلام يهدد البشرية، فهذا من وحي الشيطان، الإسلام يهدي البشرية ولا يهدد البشرية، أيُّ نظام أحسن من دين الله؟! أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ انتهى الجواب فهمت الآن؟ طيب.

السائل : نعم يا شيخ ، المتقدمين ذكروا المنتظر؟
لشيخ : لا يصح هذا، أبداً لا يصح ولا نعرفه، نقول: المهدي كما جاء في الحديث فقط، ولا نقول: المنتظر.

Webiste