تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان أن التشريع من توحيد الحاكمية وهو إفراد ال... - الالبانيالشيخ : والله - عز وجل - يأمرنا أن نوحِّده في عبادته وفي تشريعه ، فيقول - مثلًا - في كتابه :  فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ...
العالم
طريقة البحث
بيان أن التشريع من توحيد الحاكمية وهو إفراد الله في التشريع ونحوه ، والتنبيه على خطأ فهم كثير من الشباب لذلك .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : والله - عز وجل - يأمرنا أن نوحِّده في عبادته وفي تشريعه ، فيقول - مثلًا - في كتابه : فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، أندادًا في كل شيء ، من ذلك في التشريع ، ومن هنا يظهر لكم معشر الشباب المسلم الواعي المثقَّف الذي انفتح له الطريق إلى التعرُّف على الإسلام الصحيح من المفتاح لا إله إلا الله ، وهذا التوحيد الذي يستلزم كما بيَّن ذلك بعض العلماء قديمًا وشرحوا ذلك شرحًا بيِّنًا ، ثم تَبِعَهم بعض الكُتَّاب المعاصرين أن هذا التوحيد يستلزم إفراد الله - عز وجل - بالتشريع ، يستلزم ألَّا يشرِّع أحد مع الله - عز وجل - أمرًا ما سواء كان صغيرًا أم كبيرًا ، ذليلًا أم حقيرًا ؛ لأن القضية ليست بالنظر إلى الحكم هو صغير أم كبير ، وإنما إلى الدافع إلى هذا التشريع ؛ فإن كان هذا التشريع صَدَرَ من الله تقرَّبنا به إلى الله ، إن كان صدر من غير الله - عز وجل - نَبَذْناه وشرعته نبذ النواة ، ولم يجُزْ للمسلم أن يتقرَّبَ إلى الله - عز وجل - بشيء من ذلك ، وأولى وأولى ألَّا يجوز للذي شرع ذلك أن يشرِّعَه وأن يستمرَّ على ذلك وأن يستحسنه .
هذا النوع من إفراد الله - عز وجل - بالعبادة ، عفوًا ؛ هذا النوع من إفراد الله - عز وجل - بالتشريع هو الذي اصطلح عليه اليوم بعضُ الكُتَّاب الإسلاميين بتسميته بأن الحاكمية لله - عز وجل - وحده ، لكن - مع الأسف الشديد - أخَذَ شبابنا هذه الكلمة كلمة ليست مبيَّنةً مفصَّلة لا تشمل كلَّ شرعة أو كلَّ أمر أُدخِلَ في الإسلام وليس من الإسلام في شيء أنَّ هذا الذي أدخل قد شارك الله - عز وجل - في هذه الخصوصية ولم يوحِّد الله - عز وجل - في تشريعه ؛ ذلك لأن السبب في ما أعتقد لعدم وضوح هذا المعنى الواسع بجملة أن الحاكمية لله - عز وجل - هو أن الذين كتبوا حول هذا الموضوع أقولها - مع الأسف الشديد - ما كتبوا ذلك إلا وهم قد نُبِّهوا بالضغوط الكافرة التي ترد علينا بهذه التشريعات وهذه القوانين من بلاد الكفر وبلاد الضلال ؛ ولذلك فَهُم حينما دَعَوا المسلمين وحاضروا وكتبوا دائمًا وأبدًا حول هذه الكلمة الحقَّة ؛ وهي أن الحاكمية لله - عز وجل - وحده ؛ كان كلامهم دائمًا ينصبُّ ويدور حول رفض هذه القوانين الأجنبية التي تَرِدُ إلينا من بلاد الكفر كما قلنا ؛ لأن ذلك إدخال في الشرع ما لم يشرَعْه الله - عز وجل - .
هذا كلام حق لا شك ولا ريب ، ولكن قصدي أن ألفت نظركم أن هذه القاعدة الهامة وهي أن الحاكمية لله - عز وجل - لا تنحصر فقط برفض هذه القوانين التي تَرِدُ إلينا من بلاد الكفر ، بل تشمل هذه الجملة هذه الكلمة الحق كلَّ شيء دخل في الإسلام ؛ سواء كان وافدًا إلينا أو نابعًا منَّا ؛ ما دام أنه ليس من الإسلام في شيء ، هذه النقطة بالذات هي التي يجب أن نتنبَّه لها وألَّا نتحمَّس فقط لجانب هو هذه القوانين الأجنبية فقط وكفرها واضح جدًّا ؛ نتنبَّه لهذا فقط بينما دخل الكفر في المسلمين منذ قرون طويلة وعديدة جدًّا ، والناس في غفلة من هذه الحقيقة فضلًا عن هذه المسائل التي يعتبرونها طفيفة ؛ لذلك فهذا الاحتفال يكفي أن تعرفوا أنه مُحدَث ليس من الإسلام في شيء .

Webiste