تم نسخ النصتم نسخ العنوان
إبطال دعوى أن هذه الصور المنهي عنها هي التماثي... - الالبانيالشيخ : ولذلك فإن قرأتم أو سمعتم أن هذه الأحاديث التي فيها هذا الترهيب الشديد من التصوير إنما يُراد بها الذين كانوا يصنعون الأصنام والتي تُعبد من دون ال...
العالم
طريقة البحث
إبطال دعوى أن هذه الصور المنهي عنها هي التماثيل ، وحمل الأحاديث على ذلك .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ولذلك فإن قرأتم أو سمعتم أن هذه الأحاديث التي فيها هذا الترهيب الشديد من التصوير إنما يُراد بها الذين كانوا يصنعون الأصنام والتي تُعبد من دون الله ؛ حملُ الحديث على هذه التماثيل باطل ؛ لأن الرسول - عليه السلام - إنما يشير إلى الصور التي كانت في قرام السيدة عائشة ، ونحن نعلم بالضرورة أن هذه الصور أوَّلًا ليست أصنامًا مجسَّمة ، وثانيًا لم تأتِ السيدة عائشة بهذا القرام بهذه الستارة التي فيها صور لتعظِّمها أو تعبدها من دون الله - عز وجل - ، حاشا لها من ذلك ؛ إذًا فتأويل هذه الأحاديث وحملُها على الأصنام التي كانت تُعبد من دون الله ، ونتيجة ذلك أن التصوير المحرَّم انقضى زمنه كما ينعق أقولها صراحةً بعضهم بهذا الكلام ، انقضى زمنه ؛ لأنُّو كان هذا النهي كمساعد للقضاء على الشرك والوثنية ، وانتهى أمر الشرك والوثنية ؛ ولذلك فتعاطي الصور لا سيَّما إذا كانت غير مجسَّمة لا بأس بها عند هؤلاء الذين يتأوَّلون الأحاديث على المعاني التي تدل الأحاديث على خلافها كما سمعتم في قصة السيدة عائشة - رضي الله عنها - التي سمعتموها الآن .
وفي رواية أخرى عن السيدة عائشة ، ويبدو أنها قصة أخرى ؛ لأن هذه الرواية تقول : إنها اشترت نمرقة ، وهي المخدَّة ، القصة الأولى بروايتَيها تدور حول الستارة ، فالرسول - عليه السلام - في تلك القصة أنكَرَ التصاوير وهي على الستارة ، وتأكيدًا لتحريم استعمالها مزَّقَ الستارة كما سمعتم . الآن قصة أخرى تقول السيدة عائشة أنها اشترت نمرقة ، وهي المخدَّة ، وتلاحظون شيئًا في القصة الآتية نستطيع بها أن نفسر طرفًا من القصة السابقة ، ففي هذه القصة السابقة سمعتم بأن الرسول - عليه السلام - بعد أن هَتَكَ الستارة ماذا صنعت السيدة عائشة بهذه الستارة ؟ قطَّعَتها واتَّخذت منها وسادتين ؛ أي : نمرقتين ، فهنا يقول البعض بأن الصور كانت ظاهرة على الوسادتين اللتين اتَّخذَتْهما السيدة عائشة من الستارة التي هَتَكَها الرسول - عليه السلام - ، فإن سُلِّم بهذا التفسير - أي : كانت الصور ظاهرة على الوسادتين - نقول : هذا يمكن أن يكون قبل القصة الآتية التي فيها إنكار الرسول - عليه السلام - على السيدة عائشة شراءها النمرقة الوسادة وفيها الصور ؛ فكيف يمكن أن نجمع بين إقرار الرسول - عليه السلام - للوسادتين وعليهما الصور بهذا التأويل الذي تأوَّله البعض وبين إنكار الرسول - عليه السلام - على السيدة عائشة حين اشترت النمرقة وعليها الصور كما سترون ؟
فإن سُلِّم بأن الصور كانت ظاهرة في الوسادتين وهذا خلاف ما يبدو لنا لأنه مقطَّع ؛ فنقول : هذا كان كمرحلة من مراحل التدرُّج في التشريع ، فحينما هَتَكَ الستارة أنكر تعليق الصور ، فلما اتَّخذت من الستارة وسادتين وعليها الصور جدلًا أقرَّ ذلك مبدئيًّا ، ثم في مرحلة أخرى أنكر - أيضًا - حتى الصور التي على الوسادة ، وينتج من هذا أنه لا يجوز أن يكون في البيت صورة ؛ سواء كانت معلَّقة - يعني محترمة - ، أو كانت موطوءة - يعني مُهانة - ؛ لا فرق حين ذاك ؛ فكما تُمنع تلك المعلَّقة تُمنع هذه الموطوءة بالأقدام بدليل قصة عائشة الآتية .

Webiste