تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان سبب ضلال الفرق كلها بسبب تركهم الدعامة ال... - الالبانيالشيخ : الشاهد : أن سبب ضلال الفرق كلها قديمًا وحديثًا هو عدم التمسُّك بهذه الدعامة الثالثة ؛ أن نفهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح .المعتزلة المر...
العالم
طريقة البحث
بيان سبب ضلال الفرق كلها بسبب تركهم الدعامة الثالثة وهي فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ، وضرب بعض الأمثلة من نصوص الصفات تبيِّن ضلالهم .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : الشاهد : أن سبب ضلال الفرق كلها قديمًا وحديثًا هو عدم التمسُّك بهذه الدعامة الثالثة ؛ أن نفهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح .
المعتزلة المرجئة القدرية الأشعرية والماتريدية وما في هذه الطوائف كلها من انحرافات سببها أنهم لا يتمسَّكون بما كان عليه السلف الصالح ؛ لذلك قال العلماء المحقِّقون :
" وكلُّ خيرٍ في اتِّباع مَن سَلَفْ ، وكلُّ شرٍّ في ابتداع مَن خَلَفْ "
هذا ليس شعر ، هذا كلام مأخوذ من الكتاب والسنة ، وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ، لماذا قال : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ كان يستطيع ربنا أن يقول : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيَّن له الهدى نولِّه ما تولَّى ونصله جهنَّم وساءت مصيرًا . فَلِمَ قال : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ؟
حتى لا يركب رأسه ولا يقول : أنا فهمت القرآن هكذا ، وفهمت السنة هكذا . يقال له : يجب أن تفهم القرآن والسنة على طريقة السلف المؤمنين الأولين السابقين . أيَّدَ هذا النَّصَّ من القرآن نصوص من أحاديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - كحديث الفرق قال : كلها في النار إلا واحدة . قالوا : مَن هي يا رسول الله ؟ في رواية : الجماعة . في أخرى : ما أنا عليه وأصحابي . لماذا وَصَفَ الفرقة الناجية بأن تكون على ما كانت عليه الجماعة وهي جماعة الرسول - عليه السلام - ؟ لكي يسدَّ الطريق على المؤوِّلين على المتلاعبين بالنصوص . وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ نصٌّ صريح في القرآن أن الله - عز وجل - يمتنُّ على عباده المؤمنين يوم القيامة فيرون وجهه الكريم كما قال الفقيه الشاعر السلفي :
" يراه المؤمنين بغيرِ كيفٍ *** وتشبيهٍ وضربٍ من مثالِ "
قال المعتزلة : لا ، لا يمكن للعبد أن يرى ربَّه لا في الدنيا ولا في الآخرة . طيب ؛ أين تذهبون بالآية ؟ قال : الآية معناها : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا إلى نعيم ربِّها نَاظِرَةٌ .
طيب ؛ تأويل " إلى نعيم ربِّها " ، ربنا قال : إِلَى رَبِّهَا ، من أين جئت بهذه ؟ قال : هذا مجاز بالحذف . من هنا أنكر ابن تيمية المجاز في القرآن ؛ لأنه كان معولًا من أعظم وأقوى المعاول هدمًا للعقيدة الإسلامية ، هذا النَّصُّ يثبت لله - عز وجل - نعمةً منه على عباده أن يروه يوم القيامة ، يقول هؤلاء : لا يمكن !!
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، لا ؛ ليس سميعًا بصيرًا ؛ لِمَ ؟ لأننا إذا قلنا : سميع بصير شبَّهناه بأنفسنا . إذًا ما معنى سميع بصير ؟ يعني عليم . سميع لفظتان عربيَّتان سميع بصير يساوي عندهم عليم بس !!
طيب ؛ هل خلصنا من المشكلة ؟ وفلان العليم اليوم يُقال عن الدكتور في اللغة العربية عليم ، تعبير لا بأس فيه ، ويجوز أن نقول عن الإنسان عليم ؛ يعني مبالغة في الوصف ، هل يجوز أن نقول : فلان عليم ؟ نعم . إذًا ما نقول : الله عليم ؛ لأنُّو صار فيه تشبيه لله بعبد الله ، وهكذا عطَّلوا صفات الله - عز وجل - ، ووصل به الأمر أن أنكروا وجود الله ؛ سواء اعترفوا أو ما اعترفوا ؛ فذلك يلزمهم ، ورحم الله ابن القيم حين يقول : " المجسِّم يعبد صنمًا ، والمعطِّل - يعني المؤوِّل - يعبد عدمًا " ؛ ولذلك يقولون - هؤلاء المؤوِّلة الذين لم يلتزموا منهج السلف الصالح في آيات الصفات وأحاديث الصفات - يقولون : الله لا فوق . هل تجدون في القرآن : الله لا فوق ؟ نجد في القرآن يصف عبادَه : يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ هم يقولون : لا فوق !!
تجدون في القرآن : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ، إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ إلى آخر ذلك .
الله لا فوق . لَكان ؟ تحت ؟ لا تحت . إذًا يمين ؟ لا ، لا يمين ، لا يسار ، لا أمام ، لا خلف ، لا داخل العالم ، لا خارجه ، شو بقي ؟ لوجود الله شو بقي ؟ العدم .
هذا هو العلم الذي تورَّط فيه كلُّ علماء الكلام بدون استثناء إلا مَن كان على منهج السلف الصالح ، كل علماء الكلام لا أستثني لا أشاعرة ولا ماتريدية إلا أفراد منهم آمنوا بما كان عليه السلف الصالح كما قال صاحب قصيدة " بدء الأمالي " :
" وربُّ العرشِ فوقَ العرشِ لكِنْ *** بلا وصفِ التمكُّنِ واتصالِ "
يعني لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، الله وصف نفسه على العرش استوى .
" وربُّ العرشِ فوقَ العرشِ لكِنْ *** بلا وصفِ التمكُّنِ واتصالِ " .

Webiste