تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان منهج السلف في أسماء الله وصفاته . - الالبانيالشيخ : فالذي ينبغي أن نُلاحِظَه بالنسبة لهذه المشكلة التي أثارَها ذلك المحاضر المشار إليه هي الوقوف عند نصوص الكتاب والسنة على الوجه الذي فَهِمَه السلف...
العالم
طريقة البحث
بيان منهج السلف في أسماء الله وصفاته .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فالذي ينبغي أن نُلاحِظَه بالنسبة لهذه المشكلة التي أثارَها ذلك المحاضر المشار إليه هي الوقوف عند نصوص الكتاب والسنة على الوجه الذي فَهِمَه السلف الصالح - رضي الله عنهم - أم على الوجه الذي فَهِمَه الخَلَف ؟ إن هذا المُحاضر لا يقول قولًا لم يسبقه إليه في ما أعتقد وأجزم به رجلٌ من علماء السلف ولا من علماء الخَلَف ؛ ذلك لأنَّ الفريقين كلاهما متَّفقٌ على أن آيات الله - تبارك وتعالى - يجب أن نفهمها سواء ما كان منها متعلِّقًا بالله - تبارك وتعالى - أسمائه وصفاته أو ما كان منها متعلِّقًا بأحكامه وآياته ، أو غير ذلك من أمور الشَّريعة التي اجتمعت في كتاب الله وفي حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - . ليس هناك من أهل العلم مَن يقول بأنه ينبغي ألَّا نفهم آيةً من آيات الله ، كيف وربُّنا - عز وجل - يقول : أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ، فإنَّ محاولة فهم القرآن وبالتالي فهم سنة الرسول - عليه الصلاة والسلام - أمرٌ لا خلاف فيه بين الفريقين السلف منهم والخلف ، وإنما الخلاف هل تُفهم نصوص الكتاب والسنة على ظاهرها دون تأويلٍ وتشبيه ، أم تُفهم على طريق التأويل مع التَّنزيه المُجمَع عليه بني الفريقين ؟
هذا هو الخلاف ؛ ولذلك فالرجل حينما يقول ما أشار إليه حضرة السائل إنما يقول قولًا لم يقُلْه من قبله رجلٌ عالمٌ مسلم ، وحسبه في اعتقادي وعيدًا قول ربنا - تبارك وتعالى - : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا . هذا الوعيد الشديد ينصبُّ على كلِّ من يسلك سبيلًا في الشَّرع يخالف سبيل المؤمنين ، ولا شك أن سبيل المؤمنين هذا هو سبيل السلف الصالح ، بإجماع الأمة على أن السلف الصالح هم الذين أثنى الله - تبارك وتعالى - ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - عليهم بالخيريَّة ؛ ولذلك هؤلاء السلف جبلوا على فهم آيات الله وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلها ، ومن ذلك ما يتعلَّق بصفات الله - عز وجل - وأسمائه الحسنى . أما أنَّ السلف هم خير القرون ما أظنُّ أنَّ أحدًا بحاجة إلى أن يُذكَّر بشيء من ذلك ، ولكني أريد أن أذكِّر بأن السلف الصالح - رضي الله عنهم - قد فَهِمُوا الآيات والأحاديث الواردة في أسماء الله وصفاته كما يفهمها معشر السلفيين الذين ينتمون إلى هذا السلف الصالح ، فسَّروها وفَهِمُوها على ظاهرها مع التَّنزيه الذي يفرِضُه ربنا - عز وجل - في مثل قوله : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ .كلُّ أحدٍ يعلم أن هذه السورة وفيها هذه الآيات القصار المباركة الطَّيِّبة فيها توحيد لله - عز وجل - في أسمائه وفي صفاته .

Webiste