شرح حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( يقول العبد : مالي مالي ، وإنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلَى ، أو أعطى فأقنى ، وما سوى ذلك فهو ذاهبٌ وتاركه للناس ) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : الحديث الذي بعده وهو - أيضًا - صحيح وعن أبي هريرة - أيضًا - - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : يقول . =
-- ... --
= قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : يقول العبد : مالي مالي ، وإنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلَى ، أو أعطى فأقنى ، وما سوى ذلك فهو ذاهبٌ وتاركه للناس . هذا - أيضًا - .
السائل : فاقتنى ولَّا فأقنى ؟ ... .
الشيخ : فأقنى ؛ أي : أرضى .
أيضًا هذا الحديث يؤكِّد الموضوع الذي دندن حوله الأحاديث السابقة ، فهو يصوِّر لنا اهتمام الإنسان بصفته إنسانًا مطبوعًا على حبِّ المال والتَّكالب عليه كما أشار ربُّنا - عز وجل - إلى ذلك في القرآن ... القرآن بقوله : وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ، يصوِّر لنا الرسول - عليه الصلاة والسلام - جنس الإنسان وجنس العبد ، فيقول - عليه الصلاة والسلام - : يقول العبد : مالي مالي ، يهتمُّ بماله ، لكن ما المقدار الذي له من ماله ؟ أَلَهُ المال كله ؟ لا ، ليس له من ماله إلا هذه الصُّور التي صوَّرَها الرسول - عليه الصلاة والسلام - .
الصورة الأولى قوله : ما أكل فأفنى ؛ أي : له من ماله ما لا بد منه ليعيش ويحيا ويقوم بحقِّ الله - عز وجل - الذي من أجله خَلَقَه ؛ ألا وهو توحيده - تبارك وتعالى - وعبادته كما قال - عز وجل - : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، فله من ماله ما أكل فأفنى .
أو لبس فأبلى الأشياء التي لا بد منها .
زيادة على ذلك يتطوَّع فيعمل خيرًا ، وهو قوله : أو أعطى فأقنى ؛ أي : تصدَّق بماله وأعطى ذويه ، فأرضَى هؤلاء الذين تصدَّق عليهم أو وَهَبَهم أو مَنَحَهم ، فإلى هنا إذًا المال الذي للعبد من ماله الكثير الكثير هو المقدار الذي يأكله ، والمقدار الذي يلبسه ؛ هذا ليحيا وليعيش ، لكن هذا ليس مقصودًا لذاته ، وإنما يعيش ليقوم بواجب عبادة الله كما قلنا آنفًا .
ونوع ثاني مما له ؛ أي : يعود الفائدة إليه وليس فقط يتعب بجمعه حوله ؛ هو أنه يُعطي غيره فيُرضيه ، يعطي من ماله وليس هذا بالذي يقتصر على إخراج الزكاة المفروضة فقط ، وإنما يتعدَّاها - أيضًا - إلى الزَّكوات غير المفروضة كما شرحنا ذلك فيما أذكر في درس مضى .
ثم بيَّنَ - عليه الصلاة والسلام - نتيجة ما بَقِيَ من بعد هذه التصريفات أو التصرُّفات منه في ماله ، فيقول : وما سوى ذلك فهو ذاهبٌ وتاركه للناس . علاقة هذا الحديث بما قبله إذًا لماذا يتعب الناس لجمع المال وهذا هو حقيقة المال ؟ لا يستفيد منه إلا بمقدار ما يأكل ويشرب ويلبس ، وإلا بالمقدار الذي ينفع به الناس ، ثم ما سوى ذلك فهو يتركه ويبقى للناس الذين يرثونه .
-- ... --
= قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : يقول العبد : مالي مالي ، وإنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلَى ، أو أعطى فأقنى ، وما سوى ذلك فهو ذاهبٌ وتاركه للناس . هذا - أيضًا - .
السائل : فاقتنى ولَّا فأقنى ؟ ... .
الشيخ : فأقنى ؛ أي : أرضى .
أيضًا هذا الحديث يؤكِّد الموضوع الذي دندن حوله الأحاديث السابقة ، فهو يصوِّر لنا اهتمام الإنسان بصفته إنسانًا مطبوعًا على حبِّ المال والتَّكالب عليه كما أشار ربُّنا - عز وجل - إلى ذلك في القرآن ... القرآن بقوله : وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ، يصوِّر لنا الرسول - عليه الصلاة والسلام - جنس الإنسان وجنس العبد ، فيقول - عليه الصلاة والسلام - : يقول العبد : مالي مالي ، يهتمُّ بماله ، لكن ما المقدار الذي له من ماله ؟ أَلَهُ المال كله ؟ لا ، ليس له من ماله إلا هذه الصُّور التي صوَّرَها الرسول - عليه الصلاة والسلام - .
الصورة الأولى قوله : ما أكل فأفنى ؛ أي : له من ماله ما لا بد منه ليعيش ويحيا ويقوم بحقِّ الله - عز وجل - الذي من أجله خَلَقَه ؛ ألا وهو توحيده - تبارك وتعالى - وعبادته كما قال - عز وجل - : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، فله من ماله ما أكل فأفنى .
أو لبس فأبلى الأشياء التي لا بد منها .
زيادة على ذلك يتطوَّع فيعمل خيرًا ، وهو قوله : أو أعطى فأقنى ؛ أي : تصدَّق بماله وأعطى ذويه ، فأرضَى هؤلاء الذين تصدَّق عليهم أو وَهَبَهم أو مَنَحَهم ، فإلى هنا إذًا المال الذي للعبد من ماله الكثير الكثير هو المقدار الذي يأكله ، والمقدار الذي يلبسه ؛ هذا ليحيا وليعيش ، لكن هذا ليس مقصودًا لذاته ، وإنما يعيش ليقوم بواجب عبادة الله كما قلنا آنفًا .
ونوع ثاني مما له ؛ أي : يعود الفائدة إليه وليس فقط يتعب بجمعه حوله ؛ هو أنه يُعطي غيره فيُرضيه ، يعطي من ماله وليس هذا بالذي يقتصر على إخراج الزكاة المفروضة فقط ، وإنما يتعدَّاها - أيضًا - إلى الزَّكوات غير المفروضة كما شرحنا ذلك فيما أذكر في درس مضى .
ثم بيَّنَ - عليه الصلاة والسلام - نتيجة ما بَقِيَ من بعد هذه التصريفات أو التصرُّفات منه في ماله ، فيقول : وما سوى ذلك فهو ذاهبٌ وتاركه للناس . علاقة هذا الحديث بما قبله إذًا لماذا يتعب الناس لجمع المال وهذا هو حقيقة المال ؟ لا يستفيد منه إلا بمقدار ما يأكل ويشرب ويلبس ، وإلا بالمقدار الذي ينفع به الناس ، ثم ما سوى ذلك فهو يتركه ويبقى للناس الذين يرثونه .
الفتاوى المشابهة
- شرح قول المصنف رحمه الله : " وروي عن أنس بن ما... - الالباني
- حديث :( من باع عبدا له مال ) أليس فيه أن الم... - ابن عثيمين
- شرح البيت الأول من ألفية ابن مالك وهو قوله:... - ابن عثيمين
- حدثني عمر بن حفص حدثني أبي حدثنا الأعمش قال... - ابن عثيمين
- من أعطي له مالا وهو في عمله بدون طلب منه... - اللجنة الدائمة
- هل المال الذي يؤديه الرسول صلى الله عليه وسل... - ابن عثيمين
- تتمة شرح " ... وعن أبي هريرة رضي الله عنه قا... - ابن عثيمين
- شرح الحديث التالي وهو عن عبد الله بن الشخير قا... - الالباني
- شرح حديث عبد الله بن الشِّخِّير - رضي الله عنه... - الالباني
- شرح الحديث التالي عن أبي هريرة عن النبي صلى ال... - الالباني
- شرح حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي -... - الالباني