تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول قول الإمام النووي رحمه الله تعالى في... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم : قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  لا يؤمن أحدكم ح...
العالم
طريقة البحث
شرح قول قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) متفق عليه . وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( انصر أخاك ظلما أو مظلوما فقال: رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أرأيت إن كان ظالما كيف أنصره ؟ قال: تحجزه - أو تمنعه - من الظلم فإن ذلك نصره ) رواه البخاري ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه ، لا يؤمن : يعني لا يكون مؤمناً حقاً تام الإيمان إلا بهذا الشرط : أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير ، وما يحب لنفسه مِن ترك الشر ، يعني ويكره لأخيه ما يكره لنفسه ، هذا هو المؤمن حقاً، وإذا كان الإنسان يعامل إخوانه هذه المعاملة فإنه لا يمكن أن يغشهم ولا يخونهم ، ولا يكذب عليهم ، ولا يعتدي عليهم، كما أنه لا يحب أن يُفعل به مثل ذلك.
وهذا الحديث يدل على أن مَن كره لأخيه ما يحبه لنفسه أو أحب لأخيه ما يكرهه لنفسه فليس بؤمن ، يعني ليس بمؤمن كامل الإيمان.
ويدل على أن ذلك من كبائر الذنوب ، إذا أحببت لأخيك ما تكره لنفسك، أو كرهت له ما تحب لنفسك ، وعلى هذا فيجب عليك أخي المسلم أن تربي نفسك على هذا ، على أن تحب لإخوانك ما تحب لنفسك حتى تحقق الإيمان ، وصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : مَن أحب أن يزحزح عن النار ويُدخل الجنة ، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس ما يُؤتى إليه : الأول حق الله، والثاني حق العباد، تأتيك المنية وأنت تؤمن بالله واليوم الآخر -نسأل الله أن يجعلنا وإياكم كذلك- وأن تأتي لأخيك ما تحب أن يُؤتى إليك.
وأما حديث أنس الثاني فهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً النصر : بمعنى الدفاع عن الغير ، أي دفع ما يضره ، انصر أخاك أي : ادفع ما يضره، سواء كان ظالماً أو مظلوماً ، فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن كان ظالماً فكيف أنصره؟ ، ولم يقل : فلا أنصره ، قال: كيف أنصره؟ يعني سأنصره ولكن أخبرني كيف أنصره، قال: تمنعه -أو قال تحجزه- من الظلم فذلك نصره : إذا رأيت هذا الرجل يريد أن يعتدي على الناس فتمنعه ، هذا نصره ، أن تمنعه ، أما إذا كان مظلوماً فنصره أن تدافع عنه الظالم .
وفي هذا دليلٌ على وجوب نصر المظلوم ، وعلى وجوب نصر الظالم على هذا الوجه الذي ذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

Webiste