تفسير قوله تعالى: (ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
[تفسير قوله تعالى: (ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون)]
قال تعالى: ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ [الذاريات:١٤] :- ذُوقُوا هذه جملة مقولٍ لقولٍ محذوفٍ، التقدير: يقال لهم: ذوقوا فتنتكم.
و ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذا أمر إهانةٍ وإذلالٍ، أي: ذوقوا احتراقكم في النار التي كنتم تنكرونها.
هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ لأنهم يقولون: مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [يونس:٤٨] فيستعجلون بالقيامة استبعاداً لها، كما قال تعالى: يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ [الشورى:١٨] فيقال لهؤلاء: ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ، ويقال لهم: أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ * اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [الطور:١٥-١٦] .
أنا أسألكم الآن: يفتنون على النار فيحترقون بها ويقال: ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ماذا تفهمون من هذا؟ أتفهمون أن في هذا عذاباً بدنياً وقلبياً؟ نعم؛ لأن الاحتراق عذابٌ بدنيٌ، كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا .
ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ هذا توبيخٌ وإهانةٌ وإذلالٌ يكون به العذاب القلبي، فيُجمع لهم -والعياذ بالله- بين العذاب البدني، والعذاب القلبي، فتجده في أعلى ما يكون من الحسرة، فيتحسرون ويقولون: يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنعام:٢٧] .
ثم كان القرآن الكريم مثاني تُثَنَّى فيه المعاني الشرعية والخبرية، إذا ذكر الشيء ذكر ضده.
قال تعالى: ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ [الذاريات:١٤] :- ذُوقُوا هذه جملة مقولٍ لقولٍ محذوفٍ، التقدير: يقال لهم: ذوقوا فتنتكم.
و ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذا أمر إهانةٍ وإذلالٍ، أي: ذوقوا احتراقكم في النار التي كنتم تنكرونها.
هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ لأنهم يقولون: مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [يونس:٤٨] فيستعجلون بالقيامة استبعاداً لها، كما قال تعالى: يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ [الشورى:١٨] فيقال لهؤلاء: ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ، ويقال لهم: أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ * اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [الطور:١٥-١٦] .
أنا أسألكم الآن: يفتنون على النار فيحترقون بها ويقال: ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ماذا تفهمون من هذا؟ أتفهمون أن في هذا عذاباً بدنياً وقلبياً؟ نعم؛ لأن الاحتراق عذابٌ بدنيٌ، كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا .
ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ هذا توبيخٌ وإهانةٌ وإذلالٌ يكون به العذاب القلبي، فيُجمع لهم -والعياذ بالله- بين العذاب البدني، والعذاب القلبي، فتجده في أعلى ما يكون من الحسرة، فيتحسرون ويقولون: يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنعام:٢٧] .
ثم كان القرآن الكريم مثاني تُثَنَّى فيه المعاني الشرعية والخبرية، إذا ذكر الشيء ذكر ضده.
الفتاوى المشابهة
- تفسير قول الله تعالى: [ إن جهنم كانت مرصادا... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى:{ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل... - الالباني
- تفسير قول الله تعالى : (( ويقولون متى هذا ال... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى ".... هذا ما كنزتم لأنفسكم... - ابن عثيمين
- الآية أتى أمر الله فلا تستعجلوه - اللجنة الدائمة
- ألا يجوز أن يكون قوله سبحانه وتعالى : (( إنه... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (لا يذوقون فيها بردا ولا ش... - ابن عثيمين
- تفسير سورة الذاريات الآيات (10- 14) وآيات اخ... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا) - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( فاليوم لا يملك بعض... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنت... - ابن عثيمين