تفسير قوله تعالى: (ثم قفينا على آثارهم برسلنا.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير قوله تعالى: (ثم قفينا على آثارهم برسلنا)
قال تعالى: ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ [الحديد:٢٧] (قفينا) بمعنى: أتبعنا، مأخوذ من القفاء؛ لأن من يمشي من قفاك هو تابع لك.
عَلَى آثَارِهِمْ أي: آثار نوح وإبراهيم ومن كان من الرسل الآخرين.
بِرُسُلِنَا أي: التابعين لهم.
وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ نص عليه لأنه عليه السلام ليس بينه وبين محمد صلى الله عليه وعلى آله سلم رسول، بل ولا نبي أيضاً، ليس بينهما رسول ولا نبي، وما يقال عن خالد بن معدان وغيره: لهم نبوة.
فكله كذب.
وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ هو كتاب أنزله الله عز وجل على عيسى، ويعتبر مكملاً للتوراة؛ لأن التوراة هي أم الكتب في بني إسرائيل.
قوله: وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا .
ثلاثة أشياء جعلها الله في قلوب النصارى الذين اتبعوا عيسى رحمة، فهم من أرق الناس لما كانوا على شريعة عيسى، من أرق الناس قلوباً وأرحمهم بالخلق، لكن بعد أن كفروا بمحمد صاروا من أغلظ الناس، كما تعلمون ما جرى بين المسلمين وبين النصارى في الحروب الصليبية وغيرها.
(رَأْفَةً) الرأفة أرق من الرحمة وأبلغ منها، فهي من نوع الرحمة لكنها أرق وألطف.
(وَرَهْبَانِيَّةً) هي الانقطاع عن الدنيا للعبادة.
(ابْتَدَعُوهَا) أي: من عند أنفسهم، كما فعل بعض فرق المسلمين ابتدعوا رهبانية ما أنزل الله بها من سلطان، لكن معهم رقة ورحمة.
قوله: مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَاّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا أي: أننا لم نفرضها عليهم ولكنهم طلبوا رضوان الله، ولهذا نقول: إِلَاّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ استثناء منقطع، ولكن مع ذلك مع كونهم ابتدعوها واختاروها لأنفسهم ما رعوها حق رعايتها أي: ما قاموا برعايتها الرعاية الواجبة من إحسان هذه الرهبانية التي ابتدعوها وإنما تصرفوا فيها كما يشاءون.
قوله: فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ .
فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ أي: ثوابهم.
وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ كثير من هؤلاء النصارى فاسق، أي: خارج عن طاعة الله عز وجل.
وفي هذا دليل على أن الإنسان إذا ابتدع بدعة فإنه لا يوفق لإقامتها، فيكون ضالاً في الأصل وضالاً في الفرع، حتى لو اجتهد حتى خشع.
إنك تجد بعض الناس الذين ابتدعوا أذكاراً أو صلوات أو أدعية أو ما أشبه ذلك تجدهم خاشعين، قلوبهم باكية، قلوبهم خاشعة لكن لا ينفعهم ذلك، لأنهم على ضلال، نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية.
قال تعالى: ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ [الحديد:٢٧] (قفينا) بمعنى: أتبعنا، مأخوذ من القفاء؛ لأن من يمشي من قفاك هو تابع لك.
عَلَى آثَارِهِمْ أي: آثار نوح وإبراهيم ومن كان من الرسل الآخرين.
بِرُسُلِنَا أي: التابعين لهم.
وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ نص عليه لأنه عليه السلام ليس بينه وبين محمد صلى الله عليه وعلى آله سلم رسول، بل ولا نبي أيضاً، ليس بينهما رسول ولا نبي، وما يقال عن خالد بن معدان وغيره: لهم نبوة.
فكله كذب.
وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ هو كتاب أنزله الله عز وجل على عيسى، ويعتبر مكملاً للتوراة؛ لأن التوراة هي أم الكتب في بني إسرائيل.
قوله: وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا .
ثلاثة أشياء جعلها الله في قلوب النصارى الذين اتبعوا عيسى رحمة، فهم من أرق الناس لما كانوا على شريعة عيسى، من أرق الناس قلوباً وأرحمهم بالخلق، لكن بعد أن كفروا بمحمد صاروا من أغلظ الناس، كما تعلمون ما جرى بين المسلمين وبين النصارى في الحروب الصليبية وغيرها.
(رَأْفَةً) الرأفة أرق من الرحمة وأبلغ منها، فهي من نوع الرحمة لكنها أرق وألطف.
(وَرَهْبَانِيَّةً) هي الانقطاع عن الدنيا للعبادة.
(ابْتَدَعُوهَا) أي: من عند أنفسهم، كما فعل بعض فرق المسلمين ابتدعوا رهبانية ما أنزل الله بها من سلطان، لكن معهم رقة ورحمة.
قوله: مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَاّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا أي: أننا لم نفرضها عليهم ولكنهم طلبوا رضوان الله، ولهذا نقول: إِلَاّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ استثناء منقطع، ولكن مع ذلك مع كونهم ابتدعوها واختاروها لأنفسهم ما رعوها حق رعايتها أي: ما قاموا برعايتها الرعاية الواجبة من إحسان هذه الرهبانية التي ابتدعوها وإنما تصرفوا فيها كما يشاءون.
قوله: فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ .
فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ أي: ثوابهم.
وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ كثير من هؤلاء النصارى فاسق، أي: خارج عن طاعة الله عز وجل.
وفي هذا دليل على أن الإنسان إذا ابتدع بدعة فإنه لا يوفق لإقامتها، فيكون ضالاً في الأصل وضالاً في الفرع، حتى لو اجتهد حتى خشع.
إنك تجد بعض الناس الذين ابتدعوا أذكاراً أو صلوات أو أدعية أو ما أشبه ذلك تجدهم خاشعين، قلوبهم باكية، قلوبهم خاشعة لكن لا ينفعهم ذلك، لأنهم على ضلال، نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية.
الفتاوى المشابهة
- كيف نجمع بين قولكم بأن النبي لا يرسل للناس و... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى ( لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَد... - الفوزان
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (أعدت للذين آمنوا بالله ور... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى:" لا نفرق بين أحد من رسله ". - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات) - ابن عثيمين
- كلمة للشيخ عن وقفات في الصلاة . - ابن عثيمين
- تفسير الآيات ( 26 - 27 ) من سورة الحديد . - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ثم قفينا على آثارهم برسلنا. - ابن عثيمين