الشيخ : هؤلاء الذين لا يصلون مع الجماعة لا شك أنهم تركوا واجبا من الواجبات التي دل عليها كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله أوجب الجماعة في حال الخوف { وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم } وإذا وجبت الجماعة في حال الخوف ففي حال الأمن من باب أولى وأما الأحاديث فوجوب الجماعة فيها ظاهرة فمن ترك الصلاة مع الجماعة فهو آثم بل قال بعض العلماء : إن من ترك الصلاة مع الجماعة بلا عذر فصلاته باطلة وهو إحدى الروايات عن الإمام أحمد اختارها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهؤلاء الذين يتركون الجماعة يجب على جميع إخوانهم المسلمين ولاسيما أقاربهم أن يبادلوهم النصحية ويخوفوهم من الله عز وجل ويبينوا لهم فضل الجماعة وعقوبة من تركها ولا يحل لهم أن يهجروهم أو يقاطعوهم لهذه المعصية لأن المؤمن أخو المؤمن وإن عصى وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : "لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث" وإذا كان أخا لك فلا يحل لك هجره لكن عليك أن تنصحه.