تم نسخ النصتم نسخ العنوان
معنى الحمد. - ابن عثيمينالشيخ : فما معنى الحمد؟ الحمد وصف المحمود بالكمال محبة وتعظيما وإجلالا، فإذا وصفت ربك بالكمال فهذا هو الحمد، لكن لا بد أن يكون مصحوبا بالمحبة والتعظيم و...
العالم
طريقة البحث
معنى الحمد.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : فما معنى الحمد؟ الحمد وصف المحمود بالكمال محبة وتعظيما وإجلالا، فإذا وصفت ربك بالكمال فهذا هو الحمد، لكن لا بد أن يكون مصحوبا بالمحبة والتعظيم والإجلال، لأنه إن لم يكن مصحوبا بذلك سمي مدحا لا حمدا، ومن ثم نجد بعض الشعراء يمدحون بعض الأمراء مدحا عظيما بالغا، لكن لو فتشت عن قلبه لوجدت أنه خال من محبة هذا الأمير ولكن يمدحه إما لرجاء منفعة أو لدفع مضرة، أما حمدنا لله عز وجل فإنه حمد محبة وتعظيم وإجلال، إذ أن محبة تعالى فوق كل محبة، ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق محبة كل مخلوق، ولهذا يجب علينا أن يكون الله ورسوله أحب إلينا مما سواهما، ويجب علينا أن تكون محبة رسول الله صلى الله عليه وعلى وسلم فوق محبة أنفسنا، وأهلنا، ووالدينا، وأولادنا، لأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هو أعظم الناس حقا علينا، به هدانا الله، به أرشدنا، به دلنا على كل خير، به بين لنا كل شر، به نقتدي على منهاج ربنا عز وجل، الموصل إلى دار كرامته ورضوانه، فلهذا من لم يكن قلبه مملوءا من محبة الله ورسوله، من لم يكن مقدما بين محبة الله ورسوله على من سواهما فليعلم أن في قلبه مرضا، وليحرص على أن يصحح هذا المرض، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين إذا الحمد هو وصف المحمود بماذا ؟ بالكمال مع المحبة والتعظيم والإجلال، هذا هو الحمد إذا كررت هذا الوصف سمي ثناء وعليه فالثناء تكرار وصف المحمود بالكمال، ويدل على هذا الفرق ما ثبت في الصحيح من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال : الحمد لله رب العالمين، قال : الله حمدني عبدي، وإذا قال : الرحمن الرحيم قال : أثنى علي عبدي، وإذا قال : مالك يوم الدين قال مجدني عبدي تصور يا أخي يناجيك الله عز وجل وأنت في صلاتك يسمعك من فوق سبع سماوات ويرد عليك ، إذا قلت : الحمد لله رب العالمين، قال الله : حمدني عبدي، إذا قلت الرحمن الرحيم، قال : أثنى علي عبدي، إذا قلت : مالك يوم الدين، قال : مجدني عبدي، والتمجيد التعظيم، فهل نحن نشعر ونحن نصلي بهذا، الشكوى لله عز وجل، أكثرنا وأكثر أوقاتنا أننا لا نشعر بذلك نقرأ الفاتحة على أنها ركن لا تصح الصلاة إلا بها لكننا لا نشعر بهذه المعاني العظيمة أننا نناجي الله سبحانه وتعالى، الحمد لله رب العالمين، يقول الله عز وجل فوق سماواته حمدني عبدي، من يشعر بهذا يجد لذة عظيمة للصلاة ويجد أن قلبه استنار بها وأنه خرج منها بقلب غير القلب الذي دخل فيها به، الحمد لله نحمده، جملة نحمده جملة فعلية والحمد لله جملة اسمية فجاءت الجملة الفعلية بعد الجملة الاسمية لتأكيد تكرار الحمد، كأننا مستمرون بحمد الله عز وجل .

Webiste