تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل الله عز وجل يحمد على كل حال .؟ - ابن عثيمينهنا نسأل هل الله عز وجل يُحمَد على كل حال؟ على السراء واضِح أنَّه يُحمَد على السراء لأنَه أحسن إليك ورأَف بك لكن على الضراء كيف يُحمَد؟الطالب: ......الش...
العالم
طريقة البحث
هل الله عز وجل يحمد على كل حال .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
هنا نسأل هل الله عز وجل يُحمَد على كل حال؟ على السراء واضِح أنَّه يُحمَد على السراء لأنَه أحسن إليك ورأَف بك لكن على الضراء كيف يُحمَد؟
الطالب: ......

الشيخ : أولًا: نحمَدُه لأن نعلم أنه ما قدَّر هذا إلا لحكمة لا شك. ثانيًا: أن ما يترتَّب على هذه الضراء من المصالح العظيمة يقتضي أن يُحمَد الله عليها أليس كذلك؟ الإنسان إذا أصابته الشوكة وتألَّم بها ماذا يحصل له؟ يُحَطُّ عنه من خطيئته خطيئتُه مُثقِلَة عظيمة مُخزِيَة في الآخرة والشوكة ليست مؤلِمَةً إلى ذاك وليست ظاهرة للناس ومع ذلك يُكفَّر بها مِن سيئاته، ولهذا قيل لبعض العابدات لما أُصِيب أَصْبُعُها ولم تتألم ولم تتأثَّر ولم تحزن قالت: إن حلاوةَ أجرها أنستْنِي مرارةَ صبرِها، كلمة عجيبة الصوفية لهم كلماتٌ عجيبة في العبادة والأخذ باللب، إنَّ حلاوةَ أجرِها أنستْنِي مرارَةَ صبرِها لأنَّ الأجر أعظَم من المصيبة فإذًا حتى ما يُصيب الإنسان مِن الضَّرَر فإنَّ الله تعالى محمود عليه لأنه لِحكمَة لا شك والإنسان عبدُ الله عز وجل يفعَل به ما شاء ولأنَّ العاقبة حمِيدة، طيب هل يُحمَد الله تعالى على وُجُود الكافرين؟ الأخ!
الطالب: .....

الشيخ : ما يُحمَد؟ أعوذ بالله يا شيخ لا حول ولا قوة إلا بالله، استغفِرِ الله، إيش؟ فَكِّر، نعم.
الطالب: نعم يا شيخ يحمد ذلك لأنه شرعَ لنا جهادَهم والشهادة في سبيله فندخل الجنة ...

الشيخ : إي لولا وجود الكافر فهل يُعرَف المؤمن؟ وهل الإنسان يعرِف قدرَ نعمة الله عليه إذا لم يكن هناك كافر؟ ما يعرف قدرَ نعمة الله، وهل يُقام علمُ الجهاد؟ وهل يبقى للنار أحد؟ لا بد، لكن هنا مسألة كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابَه يعني شيئًا يسوئُه لا يقول: الحمد لله على الضراء أو على كذا يقول: الحمد لله على كل حال، وهذه المسألة ينبغي أن تنتَبِه لها أنت إذا أصابتك السراء تقول: الحمد لله الذي بنعمتِه تتم الصالحات، إذا أصابتك الضراء: تقول الحمد لله على كل حال، وبهذا نعرف خطأَ مَن يقول: الحمد لله الذي لا يُحمَد على مكروه سواه. هذا غلط، لأنَّ هذه العبارة تُنبِئ عن تَأَزُّم نفسي وعن كراهة لِمَا قدَّر الله عز وجل على الإنسان ثم إن فيها تضَادّ: مكروه وحمد. هذا غير مستقيم، ثم إنَّ فيها أيضًا مخالفة لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: الحمدُ لله على كل حال. ولا يذكر المكروه ولا يُشعِر بأنه متَأَذٍّ منه، الحمد لله على كل حال فأنت إذا أُصبْت بسراء فقل: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإن شئت فعَيِّن: الحمد لله الذي رزقني ولدًا الحمد لله الذي رزقني نجاحًا الحمد لله الذي رزقني مالا وما أشبه ذلك لأن هذا خير والثناء عليه واضح، لكن الأمور المكروهة تقول: الحمد لله الذي أمرضني؟ لا، ماذا تقول؟ الحمد لله على كل حال، الحمد لله الذي أصابني بمصيبة بفقد أبي أو أخي أو عمي؟ لا، تقول: الحمد لله على كل حال، وإن شئت فقل: الحمد لله على ما قدَّر لأن هذه بمعنى على كل حال.
من فوائد الآية الكريمة: أنَّ الربّ عز وجل كامِلُ العدل بحيث يَحْمَد مَن يستَحِقُّ الحمد كما أنه يُحْمَد لأنَّه أهلٌ للحمد، بناء على إيش؟ على أنَّ حميد بمعنى حامِد نعم.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّ جميعَ ما في القرآن مطابِقٌ للحكمة تمامًا مِن تحليلٍ أو تحريمٍ أو إيجابٍ أو إطلاق ليش؟ وجهُه لأنَّه نزَلَ مِن حكيمٍ حميد، والنازل من حكيم لابد أن يكون مشتمِلًا على الحكمة والله الموفق

Webiste