تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف :" بسم الله الرحمن الرحيم الح... - ابن عثيمينالشيخ : ... سبحانه وتعالى " بسم الله الرحمن الرحيم " البسملة تقدم الكلام عليها مبسوطا وقلنا إن الجار والمجرور في بسم الله متعلق بمحذوف فعل مؤخر مناسب لل...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف :" بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا لا ينفد أفضل ما ينبغي أن يحمد "
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ... سبحانه وتعالى " بسم الله الرحمن الرحيم " البسملة تقدم الكلام عليها مبسوطا وقلنا إن الجار والمجرور في بسم الله متعلق بمحذوف فعل مؤخر مناسب للمقام فعندما تريد أن تقرأ تقول التقديم بسم الله أقرأ عندما تتوضأ بسم الله أتوضأ تذبح بسم الله أذبح وإنما قدرناه فعلا لأن الأصل في العمل الأفعال وقدرناه مؤخرا لفائدتين الفائدة الأولى التبرك بالبداءة بسم الله سبحانه وتعالى الثاني إفادة الحصر لأن تقديم المتعلق تفيد تقديم المتعلِّق بالكسر يفيد الحصر وقدرناه مناسبا لأنه أدل على المراد فلو قلنا مثلا عندما نريد أن نقرأ في الشرح بسم الله ابتدأ ما يدرى بماذا تبتدأ ؟ لكن بسم الله أقرأ يكون أدل على المراد المراد الذي ابتدئ به وأما لفظ الله فهو علم على الباري جل وعلا وهو الاسم الذي تتبعه جميع الأسماء حتى إنه في قوله تعالى العزيزِ الحميدِ الله ِالذي له مافي سماوات ومافي الأرض كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد الله ما نقول إن الله صفة بل نقول هي عطف بيان لأنه هذا الاسم تتبعه بقية الأسماء فهو موصوف بها دائما وأما الرحمن فهو أيضا من الأسماء المختصة بالله عز وجل ما يطلق على غيره والرحمن معناه المتصف بالرحمة الواسعة وأما قوله الرحيم فإنه قد يطلق على غير الله والمراد به ذو الرحمة الواصلة الأول ذو الرحمة الواسعة والثاني ذو الرحمة الواصلة فإذا جمع مع الرحمن صار المراد بالرحيم الموصل رحمته إلى من يشاء من عباده كما قال تعالى يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون ثم قال المؤلف ، نعم وابتدأ المؤلف كتابه بالبسملة اقتداء بكتاب الله عز وجل فإنه مبدوء بالبسملة واتباعا لحديث كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر واقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام فإنه يبدأ كتبه بالبسملة قال المؤلف " الحمد لله " هذه جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر فالحمد إيش معنى الحمد حمدت الله يعني ذكرته بأوصاف الكمال فالحمد وصف المحمود بالكمال سواء كان ذلك كمالا بالعظمة أو كمالا بالإحسان والنعمة فالله تعالى محمود على أوصافه كلها واللام في قول لله اللام قال أهل العلم إنها للاختصاص والاستحقاق فالمستحق للحمد المطلق من هو الله والمحمود على كل حال له الحمد المطلق ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا أصابته سراء قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإن أصابته سراء قال الحمد لله على كل حال فالذي له الحمد المطلق هو الله عز وجل لا يستحقه أحد سواه أما غيره فيحمد على أشياء خاصة معينة مو على كل حال وأيضا هي للاختصاص يعني أن الذي يختص بالحمد المطلق الكامل هو الله فهو المستحق له المختص به " حمدا لا ينفد " حمدا مصدر والعامل فيه المصدر قبله فهو مصدر معمول لمصدر وقد سبق لنا أن المصدر المحلى بأل يعمل مطلقا نعم " حمدا " هذه مصدر مؤكد لعامله مؤكد لعامله كذا من أين عرفنا أنه مؤكد لأنه إذا جاء المصدر بلفظ الفعل أو معناه فهو مؤكد مثل وكلم الله موسى تكليما لكنه مع ذلك كلمة حمدا مع كونه مؤكدا وصف بقوله " لا ينفد " فيكون أيضا بصفته مبينا لنوع الحمد وأنه حمد لا ينفد بل هو دائم والرب عز وجل سبحانه وتعالى مستحق للحمد الذي لا ينفد لأن كمالاته لا تنفد فكذلك الحمد الذي هو وصفه بالكمالات لا ينفد وليس المعنى لا ينفد مني قولا لا لأنه ينفد منه قولا كيف ذلك يموت أو يتشاغل بغيره لكن معنى أن الله مستحق للحمد الذي لا ينفد باعتبار ذلك منسوبا إلى الله عز وجل فهو لا ينفد " أفضل ما ينبغي أن يحمد " أفضل ما ينبغي صفة لحمدا فيكون وصف الحمد رحمه الله بوصفين الاستمرارية في قوله " لا ينفد " وكمال النوعية في قوله " أفضل ما ينبغي أن يحمد " أي ما يستحق أن يحمد يعني أفضل حمد يستحق أن يحمده وعلى هذا فتكون " ما " نكرة موصوفة تكون ما نكرة موصوفة يعني يعني أفضل حمد ينبغي أن يحمده سبحانه وتعالى فوصف الحمد هنا بالاستمرارية وبكمال النوعية يا إخوان وبكمال النوعية .

Webiste