تفسير سورة العصر.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء السابع والثلاثون كما ذكر الشيخ محمود بن عبد العزيز الصايغ من اللقاءات الشهرية التي تتم في الجامع الكبير في مدينة عنيزة، وهذه الليلة هي ليلة الأحد العشرين من شهر ربيع الأول عام 1417 إنه ليس في بالي شيءٌ معين محدد أتكلم فيه، ولكن من المستحسن أن نتكلم على ما سمعناه في تلاوة صلاتنا هذه الليلة ألا وهو سورة العصر التي قال الله تعالى فيها : وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ لا يخفى علينا جميعاً أن هذه السورة كان قبلها بسم الله الرحمن الرحيم فالبسملة هل هي آية من السورة التي بعدها، أو من السورة التي قبلها، أم هي آية مستقلة ؟ الصحيح : أنها آية مستقلة، تفتتح بها السور ما عدا سورة براءة فإن الصحابة لم يكتبوها، ولذلك درجت الأمة الإسلامية على عدم التسمية في سورة براءة، لكن ما سواها فكل سورة فإن قبلها بسم الله الرحمن الرحيم ، أما قوله تعالى : وَالْعَصْرِ فالمراد بالعصر : الدهر، هذا هو الصحيح، وليس المراد صلاة العصر، المراد : الدهر، وأقسم الله به، لأن الدهر هو زمن العمل، ولأن الدهر يتقلب لأهله من حرب إلى سلم، ومن شدة إلى رخاء، ومن مرض إلى صحة، ومن علمٍ إلى جهل يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ فالعصر هو خزانة الأعمال، ولهذا أقسم الله به فقال: وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ الإنسان أي إنسان هو ؟ كل إنسان، ولذلك نقول إن " أل " في قوله : الإِنسَانَ بمعنى : كل، فهي للاستغراق، كل إنسان في خسر، أي : في خسارة، وقته عليه خسارة، وحياته عليه خسارة، وماله عليه خسارة، وولده عليه خسارة، كما قال الله تعالى عن نوح مع قومه : وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إيش ؟ إِلاَّ خَسَاراً استثنى الله عز وجل من اتصفوا بهذه الصفات الأربع : إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ هؤلاء هم الرابحون : الَّذِينَ آمَنُوا بما يجب الإيمان به، وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أي : عملوا الأعمال الصالحة، والأعمال الصالحة هي التي جمعت بين شرطين : الإخلاص لله، المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ أي : جعل بعضهم يوصي بعضاً بالحق، والحق ما جاءت به الرسل، كما قال تعالى : وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ الصبر على إيش ؟ على ما اتصفوا به من هذه الصفات : الإيمان، العمل الصالح، التواصي بالحق، يعني : جعل بعضهم يوصي بعضاً بالصبر، يقول : اصبر على دينك، اثبت عليه، اصبر على العمل، اصبر على ما يصيبك، اصبر، يوصي بعضهم بعضاً بالصبر، والصبر : حبس النفس عما يضرها، والصبر بمعنى الحبس، ومنه قولهم : قتل فلانٌ صبراً، أي : حبس وشد ثم قتل .
أما بعد:
فهذا هو اللقاء السابع والثلاثون كما ذكر الشيخ محمود بن عبد العزيز الصايغ من اللقاءات الشهرية التي تتم في الجامع الكبير في مدينة عنيزة، وهذه الليلة هي ليلة الأحد العشرين من شهر ربيع الأول عام 1417 إنه ليس في بالي شيءٌ معين محدد أتكلم فيه، ولكن من المستحسن أن نتكلم على ما سمعناه في تلاوة صلاتنا هذه الليلة ألا وهو سورة العصر التي قال الله تعالى فيها : وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ لا يخفى علينا جميعاً أن هذه السورة كان قبلها بسم الله الرحمن الرحيم فالبسملة هل هي آية من السورة التي بعدها، أو من السورة التي قبلها، أم هي آية مستقلة ؟ الصحيح : أنها آية مستقلة، تفتتح بها السور ما عدا سورة براءة فإن الصحابة لم يكتبوها، ولذلك درجت الأمة الإسلامية على عدم التسمية في سورة براءة، لكن ما سواها فكل سورة فإن قبلها بسم الله الرحمن الرحيم ، أما قوله تعالى : وَالْعَصْرِ فالمراد بالعصر : الدهر، هذا هو الصحيح، وليس المراد صلاة العصر، المراد : الدهر، وأقسم الله به، لأن الدهر هو زمن العمل، ولأن الدهر يتقلب لأهله من حرب إلى سلم، ومن شدة إلى رخاء، ومن مرض إلى صحة، ومن علمٍ إلى جهل يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ فالعصر هو خزانة الأعمال، ولهذا أقسم الله به فقال: وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ الإنسان أي إنسان هو ؟ كل إنسان، ولذلك نقول إن " أل " في قوله : الإِنسَانَ بمعنى : كل، فهي للاستغراق، كل إنسان في خسر، أي : في خسارة، وقته عليه خسارة، وحياته عليه خسارة، وماله عليه خسارة، وولده عليه خسارة، كما قال الله تعالى عن نوح مع قومه : وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إيش ؟ إِلاَّ خَسَاراً استثنى الله عز وجل من اتصفوا بهذه الصفات الأربع : إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ هؤلاء هم الرابحون : الَّذِينَ آمَنُوا بما يجب الإيمان به، وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أي : عملوا الأعمال الصالحة، والأعمال الصالحة هي التي جمعت بين شرطين : الإخلاص لله، المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ أي : جعل بعضهم يوصي بعضاً بالحق، والحق ما جاءت به الرسل، كما قال تعالى : وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ الصبر على إيش ؟ على ما اتصفوا به من هذه الصفات : الإيمان، العمل الصالح، التواصي بالحق، يعني : جعل بعضهم يوصي بعضاً بالصبر، يقول : اصبر على دينك، اثبت عليه، اصبر على العمل، اصبر على ما يصيبك، اصبر، يوصي بعضهم بعضاً بالصبر، والصبر : حبس النفس عما يضرها، والصبر بمعنى الحبس، ومنه قولهم : قتل فلانٌ صبراً، أي : حبس وشد ثم قتل .
الفتاوى المشابهة
- تفسير آية من سورة البينة - ابن عثيمين
- تفسير سورة ق . - ابن عثيمين
- ما تفسير قوله تعالى (( والعصر ، إن الإنسان ل... - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة البينة - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة (ق) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (والعصر) - ابن عثيمين
- تفسير سورة العصر: قال تعالى:" والعصر " مع بي... - ابن عثيمين
- كلام الشيخ حول تفسير سورة العصر . - الالباني
- فوائد من سورة العصر - الفوزان
- تفسير سورة العصر - ابن عثيمين
- تفسير سورة العصر. - ابن عثيمين