تم نسخ النصتم نسخ العنوان
من إرث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الدعوة... - ابن عثيمينالشيخ : يجب أن يرثهم في الدعوة إلى الله عز وجل الدعوة إلى الله عز وجل سراً وعلناً، عموماً وخصوصاً، ولكن يجب أن يكون على بصيرة، يكون على بصيرة بإيش ؟ بال...
العالم
طريقة البحث
من إرث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الدعوة إلى الله.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : يجب أن يرثهم في الدعوة إلى الله عز وجل الدعوة إلى الله عز وجل سراً وعلناً، عموماً وخصوصاً، ولكن يجب أن يكون على بصيرة، يكون على بصيرة بإيش ؟ بالعلم، يكون عنده علم حقيقي، لا يأخذ يتناوش العلم تناوشاً ثم يقول : أنا من أنا، بعض طلبة العلم يأخذ العلم تناوشاً وإذا أدرك منه مسألةً واحدة قال : أنا من أنا، ثم صار يفتي ويتكلم ويقول ويزمجر، ومعلوم أن مثل هذا إذا جلس عند العامة فهو عندهم إيش ؟ شيخ كبير عالم، لأن العامي لا يعرف شيئاً، لذلك يجب أن يكون عند الإنسان علم يستطيع به أن يدعو إلى الله على بصيرة، لا بد من هذا، ولكن دعوة حق، دعوة حكمة، ينظر إلى هدي النبي عليه الصلاة والسلام في دعوة الخلق إلى الحق : أهي بالعنف والصرامة، أم هي باللين والحكمة ؟ هي باللين والحكمة، واستمع إلى قول الله عز وجل : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ نسأل الله أن يليّن قلوبنا لذكره ولإخواننا، دعاهم باللين واللطف مع شدة غيرته عليه الصلاة والسلام، هو أشد الناس غيرة، لما أنزل الله تعالى : وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وكان سعد بن عبادة رضي الله عنه من أشد الناس غيرة، قال : يا رسول الله ! أراه على امرأتي مثلا وأذهب آتي بأربعة شهداء ؟!! والله لأضربنه بالسيف شوف كلام سعد، يعني : يجد رجلاً على امرأته : والله لأضربنه بالسيف غير مصفح إيش معنى غير مصفح ؟ يعني : أضربه بحده، أقطعه نصفين. فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ألا تعجبون من غيرة سعد ؟ والله إني لأغير من سعد والله أغير مني الشاهد : أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو أغير الناس، ومع ذلك كان في دعوته إلى الله يستعمل اللين والسهولة، وسأضرب لكم مثلاً في قصة أعرابي دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وتنحى ناحية وجلس يبول، يبول في أيه ؟ في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أشرف المساجد بعد المسجد الحرام، وعنده من من عنده؟ الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة، زجره الناس صاحوا به، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : دعوه لا تزرموه أي : لا تقطعوا عليه بوله، فتركوه امتثالا ًلإيش ؟ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يرون أن هذا منكر، فالمنكر منكر لكن كيف التغيير ؟ لما انتهى من بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم بدلوٍ من ماء فصب على البول، انتهت المفسدة الآن، المكان الذي تنجس بالبول صار الآن طاهراً، بقينا في علاج هذا الرجل الأعرابي، دعاه النبي عليه الصلاة والسلام فقال له : إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر، إنما هي للتسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فانشرح صدر الأعرابي لكلام الرسول عليه الصلاة والسلام، لكنه ضاق من وجهٍ آخر، ماذا قال ؟ قال : اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحدا ً! لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عامله بإيش ؟ باللطف واللين فانشرح صدره، والصحابة رضي الله عنهم عاملوه بالشدة، صاحوا به، فتأمل ! كيف بلغت هذه الكلمة من هذا الأعرابي إلى هذا المبلغ العظيم ؟ إلى أن تحجر واسعاً يقول : اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً، فالداعي إلى الله يجب أن يكون عنده علم بشريعة الله قبل كل شيء، ويجب أن يكون عنده حكمة كيف يعالج الأمور ؟ كيف يدعو الناس ؟ وليصبر على مضضٍ إذا رأى شخصاً على منكر وكان صياحه به يؤدي إلى نفوره، ليصبر، المقصود ما هو ؟ المقصود إصلاح الخلق، الطبيب الناصح يؤتى إليه بالمريض كله نتن، كله مرض، يصبر عليه، يصبر على نتنه، على مرضه، لأنه يريد إيش ؟ يريد علاجه، كذلك أنت تعامل مع هذا الجاهل حسب ما يقتضيه جهله حتى تتمكن من قلبه، لأنك إذا تمكنت من قلبه انفتح لك وانشرح صدره .

Webiste