الشيخ : إن كل نفس لما عليها حافظ فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ . اللام في قوله : فلينظر لام الأمر، أمر، أمر الله أن ننظر مما خلقنا. وأجاب : خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ . وهو ماء الرجل. فالإنسان مخلوق من ماء الرجل الذي يخرج من بين الصلب والترائب. أما كيف يخرج؟ فهذا إلى الله عز وجل. لكننا نعلم ونؤمن بأن هذا الماء يخرج من بين الصلب والترائب. ولقد توهم بعض العلماء وقال : المراد بين صلب الرجل وترائب المرأة. وهذا خطأ ، لأن الذي يخرج من بين الصلب الذي يخرج من الرجل غير اللي يخرج من المرأة، الذي يخرج من الرجل ماء دافق. وأما من المرأة فلا. والله تعالى إنما ذكر ماء واحدا وهو ماء من؟ ماء الرجل ، لأنه هو الماء الدافق. فتكوين الإنسان من ماء الرجل. لكن الله تعالى جعل لهذا الماء محلا فجعلناه نطفة في قرار مكين . هذا المحل هو رحم المرأة الذي فيه البويضات التي تحتضن ماء الرجل حتى يصبح جنينا بإذن الله.
إنه على رجعه لقادر إنه : أي الرب عز وجل. على رجعه أي على رجع الإنسان. وذلك يوم القيامة لقادر ، لأن القادر على أول الخلق قادر على إعادته. كما قال الله تعالى : كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ . وقال تعالى : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . إذن إنه الضمير يعود على من؟ أجيبوا يا جماعة. على الله. على رجعه الضمير في رجعه يعود على من؟ على الإنسان. يعني إن الله على رجع الإنسان لقادر. وتأمل قول الله تبارك وتعالى : وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا . فيقال لهم : هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ . سبحان الله! صيحة واحدة يأمرهم الله بها أن يخرجوا من القبور أحياء فيخرجون أحياء. فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ .