أريد أن أعرف ما حكم الشرع في نظركم فضيلة الشيخ في الوقوف للشخص الداخل احتراما له ولي شأنه ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : أريد أن أعرف ما حكم الشرع في نظركم فضيلة الشيخ في الوقوف للشخص الداخل احتراما له ولشأنه ؟
الشيخ : القيام للشخص الداخل احتراماً له ولشأنه جائز بشرط أن يكون هذا الداخل أهلاً للإكرام والاحترام ، أما إذا لم يكن أهلاً فلا يجوز أن يقام له ، ثم إننا إذا قلنا بالجواز ليس معنى ذلك أن القيام وعدمه سواء أو لا نريد بذلك أن القيام وعدمه سواء ، بل عدم القيام أولى .
وسير الناس على عدم القيام أفضل لأن هذا هو المعروف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن أعظم الخلق إحتراماً أي أعظم الخلق أن يحترم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك : فإنه إذا دخل على أصحابه لا يقومون له لما يعلمون من كراهته لذلك ، وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم لوفد ثقيف حين قدموا عليه ، وهذا يدل على أن القيام في موضعه لا بأس به ، وأما بدون سبب فالأولى تركه ، فلو اعتاد الناس عدم القيام فهو أفضل ، لكن لما ابتلي الناس الآن بالقيام وصار الداخل إذا لم يقوموا له وهو أهل لأن يقوموا له قد يكون في نفسه أن هؤلاء انتقصوا حقه فلا بأس بالقيام حينئذٍ .
وأما القيام على الشخص وهذا ليس القيام له ، القيام عليه بأن يكون جالساً ويقوم عليه أحد من الناس تعظيماً له فهذا مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : لا تقوموا كما تقوم الأعاجم على _ أظنه قال _ رغمائها إلا إذا كان هناك مصلحة أو حاجة ، فمن المصلحة أن يكون في ذلك إغاظة للكفار كما فعل الصحابة رضي الله عنهم حين قاموا على النبي صلى الله عليه وسلم في حال المراسلة بينه وبين قريش في عمرة الحديبية ، فإن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه كان قائماً على على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده السيف ، أو كان القيام خوفاً من حدوث فتنة أو شر فهذا أيضاً لا بأس به .
وأما إذا كان الأمر آمناً ولم يكن هناك مصلحة لإغاظة الكفار فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القيام على الرجل .
وأما القيام إلى الشخص بمعنى استقباله إذا دخل فهذا أمر قد يكون مأموراً به إذا كان الدخل أهلاً لذلك ، فإذا تقدم الإنسان خطوات استقبالاً للداخل فهذا قيام إليه وليس فيه بأس ، وقد وقع ذلك في حضرة النبي عليه الصلاة والسلام ولم ينكره .
هذا بالنسبة للقائم أما من يقام له فلا ينبغي أبداً أن يحب المرء أن يقوم الناس له بل ينبغي أن يكون الإنسان متواضعاً يرى نفسه مثل إخوانه ليس له حق عليهم وكان أفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم إذا دخل جلس حيث ينتهي به المجلس فلا ينبغي الإنسان أن يسعر نفسه بأنه أهل لأن يقام له أو يكون في قلبه شيء إذا لم يقم الناس له .
أما من أحب أن يتمثل الناس له قياماً وأن يقوموا عليه فقد ورد فيه وعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب أن يتمثل الناس له قياماً فليتبوأ مقعده من النار .
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ وعظم الله مثوبتكم على ما بينتم لنا وللإخوة المستمعين الكرام ، إخوتنا الأكارم أجاب على أسئلتكم فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الاستاذ بكلية الشرعية بالقصيم وخطيب وإمام الجامع الكبير بمدينة عنيزة شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : القيام للشخص الداخل احتراماً له ولشأنه جائز بشرط أن يكون هذا الداخل أهلاً للإكرام والاحترام ، أما إذا لم يكن أهلاً فلا يجوز أن يقام له ، ثم إننا إذا قلنا بالجواز ليس معنى ذلك أن القيام وعدمه سواء أو لا نريد بذلك أن القيام وعدمه سواء ، بل عدم القيام أولى .
وسير الناس على عدم القيام أفضل لأن هذا هو المعروف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن أعظم الخلق إحتراماً أي أعظم الخلق أن يحترم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك : فإنه إذا دخل على أصحابه لا يقومون له لما يعلمون من كراهته لذلك ، وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم لوفد ثقيف حين قدموا عليه ، وهذا يدل على أن القيام في موضعه لا بأس به ، وأما بدون سبب فالأولى تركه ، فلو اعتاد الناس عدم القيام فهو أفضل ، لكن لما ابتلي الناس الآن بالقيام وصار الداخل إذا لم يقوموا له وهو أهل لأن يقوموا له قد يكون في نفسه أن هؤلاء انتقصوا حقه فلا بأس بالقيام حينئذٍ .
وأما القيام على الشخص وهذا ليس القيام له ، القيام عليه بأن يكون جالساً ويقوم عليه أحد من الناس تعظيماً له فهذا مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : لا تقوموا كما تقوم الأعاجم على _ أظنه قال _ رغمائها إلا إذا كان هناك مصلحة أو حاجة ، فمن المصلحة أن يكون في ذلك إغاظة للكفار كما فعل الصحابة رضي الله عنهم حين قاموا على النبي صلى الله عليه وسلم في حال المراسلة بينه وبين قريش في عمرة الحديبية ، فإن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه كان قائماً على على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده السيف ، أو كان القيام خوفاً من حدوث فتنة أو شر فهذا أيضاً لا بأس به .
وأما إذا كان الأمر آمناً ولم يكن هناك مصلحة لإغاظة الكفار فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القيام على الرجل .
وأما القيام إلى الشخص بمعنى استقباله إذا دخل فهذا أمر قد يكون مأموراً به إذا كان الدخل أهلاً لذلك ، فإذا تقدم الإنسان خطوات استقبالاً للداخل فهذا قيام إليه وليس فيه بأس ، وقد وقع ذلك في حضرة النبي عليه الصلاة والسلام ولم ينكره .
هذا بالنسبة للقائم أما من يقام له فلا ينبغي أبداً أن يحب المرء أن يقوم الناس له بل ينبغي أن يكون الإنسان متواضعاً يرى نفسه مثل إخوانه ليس له حق عليهم وكان أفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم إذا دخل جلس حيث ينتهي به المجلس فلا ينبغي الإنسان أن يسعر نفسه بأنه أهل لأن يقام له أو يكون في قلبه شيء إذا لم يقم الناس له .
أما من أحب أن يتمثل الناس له قياماً وأن يقوموا عليه فقد ورد فيه وعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب أن يتمثل الناس له قياماً فليتبوأ مقعده من النار .
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ وعظم الله مثوبتكم على ما بينتم لنا وللإخوة المستمعين الكرام ، إخوتنا الأكارم أجاب على أسئلتكم فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الاستاذ بكلية الشرعية بالقصيم وخطيب وإمام الجامع الكبير بمدينة عنيزة شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الفتاوى المشابهة
- حكم قيام الناس للرجل إذا دخل المجلس - ابن عثيمين
- قوله :( قوموا إلى سيدكم ) هل فيه القيام للدا... - ابن عثيمين
- حكم القيام للداخل في المجالس . - الالباني
- ما حكم القيام للداخل وملاقاته ؟ وتفصيل ذلك ؟ - ابن عثيمين
- بيان حكم القيام للداخل والتفريق بينه وبين القي... - الالباني
- عندما نكون في مجلس وتدخل علينا امرأة نقف ونس... - ابن عثيمين
- ما حكم القيام لمن دخل على جماعة وهم جلوس .؟ - ابن عثيمين
- كلمة حول احترام العلماء و عدم جواز القيام لهم . - الالباني
- حكم القيام للداخل إلى المجلس . - الالباني
- مناقشة السائل للشيخ بشأن القيام للداخل احترامً... - الالباني
- أريد أن أعرف ما حكم الشرع في نظركم فضيلة الش... - ابن عثيمين