تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان حكم القيام للداخل والتفريق بينه وبين القي... - الالبانيالشيخ : وثانيًا : من المعلوم أن المرء قويٌّ بأخيه ، وهذا مأخوذ من مثل قوله - تبارك وتعالى - :  سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ  ، فأنت أولا أخ مسلم لكل الم...
العالم
طريقة البحث
بيان حكم القيام للداخل والتفريق بينه وبين القيام إلى الداخل، وذكر أدلة ذلك مع بعض الأمثلة.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وثانيًا : من المعلوم أن المرء قويٌّ بأخيه ، وهذا مأخوذ من مثل قوله - تبارك وتعالى - : سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ، فأنت أولا أخ مسلم لكل المسلمين ، ولكن لا يخفاك أن المسلمين منذ زمن قديم قد اختلفوا وتفرَّقوا شيعًا وأحزابًا ، كلُّ حزب بما لديهم فرحون ، فإذا كان قد جمعنا الإسلام مع كل المسلمين وأنت وأنا والحاضرين كلهم إخوة من المسلمين فنحن نحمد الله حمدًا جديدًا على أن جمعنا بأخ مسلم على منهج الكتاب والسنة الذي نحن نعبر عنه بمنهج السلف الصالح ، هذا ثانيًا ، فنحن نشعر بأننا ازددنا قوة على قوة بك يا أبا العباس .
الطالب : أستغفر الله .

الشيخ : هذا ثانيًا . وثالثا : كما بدأت كلمتي آنفًا فقلت هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ، أردت أن ألفت نظرك إلى أمر طالما غفل عنه الغافلون وسها عنه الساهون ، وإن كان كثيرون منهم يسهون وعندهم العواطف الإسلامية الصحيحة والتي جزء كبير منها قائم على أصل متين أو قاعدة قوية من القواعد الإسلامية التي اندعمت وتأيَّدت بمثل قوله - عليه الصلاة والسلام - : ليس منَّا مَن لم يرحم صغيرنا ، ويوقِّر كبيرنا ، ويعرف لعالمنا حقَّه ، فمعرفة عامة المسلمين لخاصة المسلمين وهم العلماء أن يعرفوا حقهم هذا من أدب الإسلام ومن قواعد الإسلام ، ولكن تطبيق هذه القاعدة لا يكون انطلاقا من العواطف التي لا حدود لها ، لأن العاطفة قد تكون تارة مع الشرع ، وقد تكون تارة على خلاف الشرع .وما دام أننا حمدنا الله - عز وجل - على ما جمعنا عليه من اتباع الكتاب والسنة فرأيت لزامًا عليَّ أن أذكِّرك والذكرى تنفع المؤمنين أنك حينما استقبلتني استقبلتني مبجلًا محققًا جزءًا من معنى الحديث السابق : ويعرف لعالمنا حقَّه ، وحينما أقول جزءًا فإنما أعني ما أقوله ، لم تطبق هذا كاملا وإنما جزء منه ، وهذا الجزء إنما هو متعلق بصفاء قلبك ، وليس متعلِّقًا بما صدر منك من عملك .والآن أروي لك حديث معاذ بن جبل لأنه في ظنِّي ينطبق عليك تمامًا ، وهنيئا لك إذا مثلتك بمعاذ بن جبل ، ذلك " أن معاذًا - رضي الله تعالى عنه - سافر مرة من المدينة حيث كان مقيمًا فيها مهاجرًا من مكة إلى المدينة مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فاقتضى له أن سافر من المدينة إلى دمشق ، ثم لما رجع ووقع بصره على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هَمَّ بالسجود له " ، وأنا أفهم أن المقصود بالسجود هنا ليس حقيقة أن يضع جبهته على الأرض ، وإنما أن ينحني له إجلالًا وإكرامًا لنبيِّه - عليه السلام - ، ولا شك ولا ريب أبدًا أن أحقَّ الناس أحق البشر قاطبة بالتبجيل والإكرام والتعظيم المشروع إنما هو نبيُّنا - صلوات الله وسلامه عليه - ، وحينما أذكر التبجيل المشروع لأنني في صدد بيان هذا التبجيل . " فلما هَمَّ بالسجود لنبيِّه - صلى الله عليه وآله وسلم - بعد أن غاب عنه ما شاء الله من أيام ، قال له - عليه السلام - : مَهْ يا معاذ ! ؛ كأنه يُنكر عليه هذا الذي بدر منه ، ولو كان الوازع له تعظيمه للرسول - عليه السلام - . قال : يا رسول الله يُبدي عذره ، " إنِّي أتيت الشام فوجدت النصارى يسجدون لقسِّيسيهم ورهبانهم ، فوجدتك أنت أحقُّ بالسجود منهم " . قال : يا معاذ ، لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لَأمرْتُ الزوجة أن تسجد لزوجها لعِظم حقِّه عليها . وفي حديث آخر : لكن لا يصلح السجود إلا لله . وفي قصة أخرى تلتقي مع هذه القصة الأولى في جانبٍ منها ، وهي : " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بينما كان جالسًا بين أصحابه إذ جاء جمل شارد من صاحبه ، فبرك بجانب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأرغى بصوته وانحنى برأسه انحناءً شعر الجالسون حول النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن هذا الحيوان يسجد لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - . قالوا : يا رسول الله ، نحن أحقُّ بالسجود لك " ، فذكر نفس الحديث الذي ذكره لمعاذ : لو كنت آمرا أحدًا أن يسجد لأحد لَأَمَرْتُ الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقِّه عليها ، ولكن لا ينبغي السجود إلا لله ، ثم ذكر قصة الجمل أنه شكى إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأن صاحبه عمل عليه سنين طويلة حتى إذا رآه قد كَلَّ وتعب وكبر سنُّه أراد أن ينحره ، فسأل مَن صاحبه ؟ فظهر صاحبه ، فأمره بأن يترفَّق به .
الشاهد قوله - عليه الصلاة والسلام - : لو كنت آمرًا أحدا أن يسجد لأحد لَأَمَرْتُ الزوجة أن تسجد لزوجها لعِظم حقِّه عليها ، من هنا اتفق علماء المسلمين قاطبةً دون أيِّ خلاف بينهم أنه لا يجوز للمسلم أن يَسجد لأحد إلا لله - تبارك وتعالى - . لكن الأمر لا يقتصر على السجود فقط ، فإن مثله الركوع الذي هو الانحناء تعظيمًا ، وقد جاء في الحديث الصحيح : أن رجلًا سأل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وقال له : يا رسول ، أحدنا يلقى أخاه أفينحني له ؟ قال : لا . قال : أفيقبِّله ؟ قال : لا . قال : أفيصافحه ؟ قال : نعم . أيضًا لا يقف الموضوع إلى الانحناء الذي يشبه الركوع ، فكما لا يجوز السجود وهو حقيقة وضع الجبهة على الأرض لأحد إلا لله كذلك لا يجوز الركوع لأحد إلا لله ، والجامع الفقهي بين الأمرين هو أن كلا من الركوع والسجود ركن من أركان الصلاة الأركان التي لا تصح الصلاة إلا بها . إذا عرفنا هذا التعليل فسيلحق الركنين المذكورين آنفًا من الركوع والسجود ركنٌ آخر ألا وهو القيام ، فكما أنه لا يجوز السجود لغير الله ولا الركوع لغير الله فكذلك لا يجوز القيام لغير الله .
الطالب : ما شاء الله تبارك الله ، فتح الله عليك يا شيخ .

الشيخ : ومن المعتاد اليوم في أكثر المجالس حتى التي يحضرها بعض أهل العلم أو المنتمين للعلم أو من يدعون اليوم بأنهم من الدعاة الإسلاميين أن مجلسا كهذا المجلس المبارك إن شاء الله إذا دخل داخل وكان من ذوي العلم والفضل قاموا له قيامًا ، فأخلوا بهذا الركن الذي جعله الله - عز وجل - ركنًا من أركان الصلاة له وحده لا شريك له ، ونص عليه في قوله - عز وجل - في القرآن الكريم حينما قال : وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ . ثم إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد أكَّدَ هذا المعنى الذي قد يُلقى في بعض النفوس أنه استنباط ، وأن الاستنباط من أيِّ عالم كان مُعرض للصواب وللخطأ كما قال - عليه الصلاة والسلام - : إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر واحد . قد يقال أن هذه النقطة الأخيرة التي وصلت إليها والتي تعلقت بالقيام للداخل إلى المجلس ، قد يقال هذا استنباط وهو معرض للصواب وللخطأ . فأقول : لا ، هذا - أيضًا - فيه نصوص من السنة الصحيحة تؤكد أن القيام للداخل لا ينبغي أن يكون .وقبل أن أتعرض لبيان بعض تلك النصوص لا بد من أن ألفت النظر أن القيام الذي أنا أدندن الآن بكلامي حوله ليس هو القيام إلى القادم وإنما هو القيام للقادم ، فينبغي أن نفرق بين القيام إلى فلان والقيام لفلان .القيام إلى فلان إذا كان ضيفا فهو من آداب الإسلام ، أما القيام للداخل إكراما وتعظيما فهذا على خلاف القيام الأول ليس من الآداب الإسلامية بل هو مما نهى عنه الرسول - عليه الصلاة والسلام - في أكثر من حديث واحد .من ذلك مثلًا حديث معاوية رضي الله تعالى عنه حينما دخل على مجلس أو على ديوانه ._ناجح تسجيلك ما شاء الله ..._ فلما دخل معاوية - رضي الله عنه - إلى مجلسه كان فيه رجلان وكل منهما اسمه عبد الله ، أما أحدهما فعبد الله بن الزبير ، صحابي ابن صحابي ، والآخر عبد الله بن عامر ، هذا ابن عامر قام له ، أما عبد الله بن الزبير فلم يقم له ، فقال معاوية ، وهذا أرجو من إخواننا جميعًا أن ينتبهوا لهذا الفقه من هذا الصحابي ، لأنه ليس مشهورا من بين الصحابة بالفقه ، لكن إيراده لهذا الحديث لمثل هذه المناسبة يدلنا على أنه كان فقيه النفس . ذلك أنه لما رأى عبدَ الله بن عامر قام له ، قال له : لا تَقُمْ ، فقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : مَن أحَبَّ أن يتمثَّلَ له الناس قيامًا فليتبوَّأ مقعدَه من النار . أما الفقه في هذا الحديث فهو يكمن أن ظاهر الحديث لا يتعلق بالقائم لمعاوية ، إنما يتعلق بمعاوية لأنه روى عن نبيِّه - عليه السلام - أنه قال : مَن أحَبَّ أن يتمثَّلَ له الناس قيامًا ، وهو بلا شك حينما نهى ابن عامر أن يقوم هو لا يحبُّ هذا القيام ، فلماذا إذًا روى له هذا الحديث ؟ هنا يكمن الفقه . كأنه يقول له : يا ابن عامر إذا أنت كلما دخلت عليك قمت لي تشوفت نفسي لقيامِك كلما دخلت عليك ، وحينئذٍ تكون أنت سببا لتوريطي في أن أحب القيام من غيري لي ، فيلحقني المحذور الذي رَويت لك في هذا الحديث : مَن أحَبَّ أن يتمثَّلَ له الناسُ قيامًا فليتبوَّأ مقعده من النار . هذا الحديث في الواقع من أدلة كثيرة وكثيرة جدًّا تؤكد قاعدة فقهية اختلف فيها العلماء منذ القديم ، ولكن كما يقال ، كيف بيت الشعر يا أبو مالك : ليس لكل خلاف وجهة من النظر ؟ بيت شعر ؟
الطالب : ما أحفظه .

الشيخ : الشاهد أنه ليس كل خلاف له وجاهة وله قيمة ، فاستقر الرأي عند العلماء أن الأخذ بقاعدة سد الذريعة هي قاعدة مهمة جدًّا ، فمعاوية روى له هذا الحديث من باب سد الذريعة ، أنت لا تقُم يا أخي لي لأنني سأحب فيما بعد القيام فأقع في هذا المحذور ، فإذًا سدًّا لباب الفتنة لا تقم .فالحديث يصدق في المحب للقيام ولا يصدق على الذي قام ، لكن الذي يقوم يتسبب للذي يُقام له أن يحبُّ القيام يومًا ما ، وهذا أمر مشاهد في واقعنا اليوم .مثلا ولا تؤاخذني لأني أنا قلت هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ، فأنت بادرتني بالهوي إلى نحو الركوع تمامًا لتقبيل اليد ، هذا بقصد حسن ، لكن العمل ليس بحسن ، فهذا قد يورطني أنا وإن كنت قد جاوزت القنطرة لأني ماذا أرجو بعد أن بلغت الثمانين ، لكن نحن أيضًا من باب سد الذريعة بالنسبة لغيرنا نقول : حذاري من أن تعودوا شبابكم على أن يقبلوا أيديكم ، لأن النفس فيما بعد ستتشوف لهذا التقبيل ، فإذا قصَّرَ أحد طلاب العلم في تقبيل يد الشَّيخ سيلوم الشَّيخ ذاك التلميذ ، وهذا نحن نروي حوادث من هذا ، وأيضًا حوادث تتعلق بالقيام نفسه .وكما يُقال والشيء بالشيء يُذكر ، إن أنسى فلن أنسى ، أنا دراستي النظامية لا تتعدى الدراسة الابتدائية ، وكانت الدراسة يومئذٍ عندنا في دمشق خمس سنوات ، كنت أنا مرضيًّا عند بعض الأستاذة وكنت عريف الصف ، ويمكن العادة هذه لا تزال مستمرة ، عريف الصف يقف عند باب الغرفة أو الصف ، فإذا ما قدم الأستاذ ينبه الجالسين تهيؤوا ، فإذا انتبهوا ودخل الأستاذ قاموا له قيامًا ، فأنا بحكم كوني عريف كنت أنبِّههم ، فكنت أرى أشياء تلفت النظر ، كان يكون هناك حزازات بين بعض المعلمين ويعض التلامذة ، ويكون من نتائج ذلك أن التلميذ لا يحترم الأستاذ ، فرأيت مرة حينما دخل الأستاذ وهو يعلم أن في الصف تلامذة بينهما ما صنع الحداد كما يقال ، فكنت أراه يقف على رؤوس أصابع رجليه ينظر لعل هناك أحدا من الطلاب لم يقف ، وفعلا يكون الطالب انحنى هكذا وتستر بال ... أو ماذا تسمونها ؟
الطالب : الدرج .

الشيخ : هاه ؟
الطالب : الدرج .

الشيخ : نعم . فيكتشفه ، يقول له : اخرج تعال ، فيضربه برجليه بيديه ضرب مبرح لا تأخذه فيه شفقة ولا رحمة ، لماذا ؟ لأنه لم يقم للأستاذ ، ومن هنا يقول كما تعلمون شاعر مصر شوقي ، ماذا يقول ؟قم للمعلم .
الطالب : حافظ إبراهيم .

الشيخ : حافظ إبراهيم ولا شوقي ؟
الطالب : " قم للمعلم وفه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولا " .

الشيخ : أن يكون نبيًّا .
الطالب : شوقي .

الشيخ : شوقي نعم .
الطالب : قم للمعلم وفه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولًا .

الشيخ : الله أكبر !
الطالب : بنك ، قبل كانوا يسمونه بنك .

الشيخ : شلون ؟
الطالب : يقول ... الذي أمام الطلاب يسمونه بنك .

الشيخ : نحن يسمونه عندنا الرحلاية .
الطالب : ... بالإنجليزي يا شيخ ... البنك .

الشيخ : إذن حق لنا أن نقول ابتعد عن الإنجليزي .

Webiste