هل يعتبر التحاكم إلى غير شرع الله كفر ، مع العلم بأنه يعتقد اعتقاداً منافي للشك بأن الأحكام الشرعية الاسلامية هي الأفضل من الأحكام الوضعية نرجو بهذا التوجيه مأجورين ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : من السودان يقول في هذا السؤال هل يُعتبر التحاكم إلى غير شرع الله كفر مع العلم بأنه يعتقد اعتقادا منافيا للشك بأن أحكام الشريعة الإسلامية هي أفضل من الأحكام الوضعية نرجو بهذا التوجيه مأجورين؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، الجواب على هذا السؤال يتبيّن بالآتي أولا أن الله سبحانه وتعالى إنما خلق الخلق لعبادته، خلق الجن والإنس ليعبدوه كما قال الله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون وعبادة الله سبحانه وتعالى هي التذلل له حبا وتعظيما بإقامة شرائعه القلبية واللفظية والعملية.
ثانيا يقول الله عز وجل وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله فلا حاكم بين العباد إلا الله سبحانه وتعالى ولا يحل لأحد أن يصرف هذا القضية عما وجهنا الله فيه نحوها وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله لا إلى غيره.
ثالثا يقول الله عز وجل يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا فتأمل هذه الأية الكريمة تجد أن طاعة ولاة الأمور تابع لطاعة الله ورسوله ليس مستقلا ولهذا قال يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ولم يقل وأطيعوا أولي الأمر وهذا يدل دلالة ظاهرة على أن طاعة ولاة الأمور تابع لطاعة لله ولا يمكن أن يكون مستقلا ثم إن الله يقول فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر لم يقل ردّوه إلى القانون الفلاني أو القانون الفلاني أو الرأي الفلاني أو النظرية الفلانية أو ما أشبه ذلك بل لا مرد إلا إلى الله ورسوله، إلى الله إلى كتابه وإلى رسوله إلى سنّته صلى الله عليه وسلم فإن كان حيا فإليه نفسه وإن كان ميتا فإلى ما حفِظ من سنّته صلى الله عليه وسلم.
رابعا قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلّموا تسليما فأقسم الله سبحانه وتعالى بربوبيته برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهي ربوبية خاصة لا تساويها أي ربوبية بالنسبة للعباد لأنه كلما كان الإنسان أعبد لله كانت ربوبية الله له أخص ومن المعلوم أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعبد الناس لله وعلى هذا فإن الله أقسم بهذه الربوبية الخاصة المضافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يؤمن أحد إلا بهذه الشروط، الشرط الأول حتى يحكموك فيما شجر بينهم لا يحكموا غيرك والشرط الثاني ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت بل تتسع صدورهم لذلك وتنشرح صدورهم به فلا يجدوا حرجا وضيقا مما قضيت والثالث ويسلّموا تسليما ينقادوا انقيادا تاما ولهذا أكّد هذا الفعل بالمصدر في قوله ويسلّموا تسليما .
إذا عرفت هذه الأمور الأربعة تبيّن لك أن خروج الإنسان عن التحاكم إلى الله ورسوله خلاف ما خلق الله العباد من أجله وخلاف ما أرشد الله أن يكون التحاكم إليه وخلاف ما جعل الله تعالى لولاة الأمور من الطاعة وخلاف تحكيم الرسول عليه الصلاة والسلام ولهذا قال الله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون . أي نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، الجواب على هذا السؤال يتبيّن بالآتي أولا أن الله سبحانه وتعالى إنما خلق الخلق لعبادته، خلق الجن والإنس ليعبدوه كما قال الله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون وعبادة الله سبحانه وتعالى هي التذلل له حبا وتعظيما بإقامة شرائعه القلبية واللفظية والعملية.
ثانيا يقول الله عز وجل وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله فلا حاكم بين العباد إلا الله سبحانه وتعالى ولا يحل لأحد أن يصرف هذا القضية عما وجهنا الله فيه نحوها وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله لا إلى غيره.
ثالثا يقول الله عز وجل يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا فتأمل هذه الأية الكريمة تجد أن طاعة ولاة الأمور تابع لطاعة الله ورسوله ليس مستقلا ولهذا قال يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ولم يقل وأطيعوا أولي الأمر وهذا يدل دلالة ظاهرة على أن طاعة ولاة الأمور تابع لطاعة لله ولا يمكن أن يكون مستقلا ثم إن الله يقول فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر لم يقل ردّوه إلى القانون الفلاني أو القانون الفلاني أو الرأي الفلاني أو النظرية الفلانية أو ما أشبه ذلك بل لا مرد إلا إلى الله ورسوله، إلى الله إلى كتابه وإلى رسوله إلى سنّته صلى الله عليه وسلم فإن كان حيا فإليه نفسه وإن كان ميتا فإلى ما حفِظ من سنّته صلى الله عليه وسلم.
رابعا قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلّموا تسليما فأقسم الله سبحانه وتعالى بربوبيته برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهي ربوبية خاصة لا تساويها أي ربوبية بالنسبة للعباد لأنه كلما كان الإنسان أعبد لله كانت ربوبية الله له أخص ومن المعلوم أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعبد الناس لله وعلى هذا فإن الله أقسم بهذه الربوبية الخاصة المضافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يؤمن أحد إلا بهذه الشروط، الشرط الأول حتى يحكموك فيما شجر بينهم لا يحكموا غيرك والشرط الثاني ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت بل تتسع صدورهم لذلك وتنشرح صدورهم به فلا يجدوا حرجا وضيقا مما قضيت والثالث ويسلّموا تسليما ينقادوا انقيادا تاما ولهذا أكّد هذا الفعل بالمصدر في قوله ويسلّموا تسليما .
إذا عرفت هذه الأمور الأربعة تبيّن لك أن خروج الإنسان عن التحاكم إلى الله ورسوله خلاف ما خلق الله العباد من أجله وخلاف ما أرشد الله أن يكون التحاكم إليه وخلاف ما جعل الله تعالى لولاة الأمور من الطاعة وخلاف تحكيم الرسول عليه الصلاة والسلام ولهذا قال الله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون . أي نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
الفتاوى المشابهة
- حكم من يعتبر الأحكام الشرعية غير مناسبة لهذا العصر - ابن باز
- سائل يقول : ما هي صفة التحاكم لغير الشرع الت... - ابن عثيمين
- متابعة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى... - ابن عثيمين
- فائدة في حكم التحاكم إلى القوانين الوضعية وح... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- حكم التحاكم إلى غير شرع الله - ابن باز
- حكم التحاكم إلى غير شرع الله والحلف بغير الله - ابن باز
- التحاكم إلى الشريعة وليس إلى الأحكام الع... - اللجنة الدائمة
- التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الل... - اللجنة الدائمة
- حكم التحاكم إلى الأحكام الوضعية - ابن عثيمين
- هل يعتبر التحاكم إلى غير شرع الله كفر ، مع ا... - ابن عثيمين