يوجد في قريتنا مسجد ولكن إمامه يستعمل التراب من القبور ويكتب التمائم والحروز ويدعي أنها تعالج المرضى وتفك من السحر والعين هل تصح الصلاة خلف هذا الإمام المذكور نرجو الإفادة مأجورين ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : برسالة وصلت من مستمع من السودان المستمع إدريس يقول في سؤاله الأول يوجد في قريتنا يا فضيلة الشيخ مسجد ولكن إمام المسجد يستعمل التراب من القبور ويكتب التمائم والحروز ويدعي بأنها تعالج المرضى وتفك من السحر والعين هل تصح الصلاة خلف هذا الإمام المذكور نرجو إفادة مأجورين؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فإنه لا شك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلن ذلك في خطب الجمعة وأخذ التراب من القبور للاستشفاء به بدعة وهو ضلال في دين الله وسفه في العقل فإن هذا التراب لم يحدث له أي شيء يجعله سببا في شفاء المرضى من أجل دفن الميت في القبر بل هذه التربة كسائر تراب الأرض ليس لها مزية على غيرها ومن تبرّك بها أو استشفى بها فقد ابتدع وضل وسفُه في عقله وعليه أن يتوب إلى الله عز وجل من هذا العمل وأن يعلم إن الشفاء من الله عز وجل وأنه لا شفاء بأي سبب من الأسباب إلا ما جعله الله تعالى سببا ولم يجعل الله تعالى أخذ التراب من القبور سببا في شفاء المرضى وأما القراءة على المرضى بأيات من القرءان أو بما جاءت به السنّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا سبب شرعي يحصل به الشفاء بإذن الله وقد صح إن سرية في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام نزلوا على قوم فاستضافوهم فأبى القوم أن يضيّفوهم فقدّر الله تعالى على سيدهم أي سيد القوم أن لدغته حية فقالوا هل من راق ثم أتوا إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا هل عندكم من راق قالوا نعم قالوا إنه لدغ سيدهم فيُريدون أن يُرقى عليه فقالوا لا نرقي عليه إلا بكذا وكذا من الغنم فأعطوهم إياها فذهب أحد القوم من السرية إلى اللديغ وجعل يقرأ عليه بفاتحة الكتاب فقام هذا الملدوغ كأنما نُشِط من عقال وبرأ بإذن الله بقراءة الرجل عليه سورة الفاتحة.
وتأثير قراءة القرءان في المرضى أمر لا يُنكر قال الله تعالى وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرءانِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا والشفاء هنا شامل للشفاء من أمراض القلوب وأمراض الأجسام.
وهذا الإمام الذي ذكرت أنه يتبرّك بتراب القبور ويستشفي بها يجب عليكم أن تنصحوه وأن تبيّنوا له أن ذلك بدعة وضلال في دين الله وسفه في العقول وأن عليه أن يتوب إلى الله عز وجل من هذا العمل الذي كان يقوم به.
وأما قراءته على المرضى بأيات من القرءان وبما جاءت به السنّة فإن هذا لا بأس به بل هو أمر مطلوب.
وأما الصلاة خلفه فالقول الراجح من أقوال أهل العلم أن الإنسان إذا لم يصل بعمله وبدعته إلى الكفر المخرج من الإسلام فإنه يُصلى خلفه وتصح الصلاة خلفه إلا إذا كان في الصلاة خلفه فتنة بحيث يفتتن به الناس ويُتابعونه على بدعته فحينئذ يحسن أن لا يصلى خلفه لئلا يفتتن به الناس ويظنوا أنه على حق حيث كان الناس يصلون وراءه لاسيما إذا كان الذي يصلي وراءه ممن يُشار إليهم بالفقه والعلم.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فإنه لا شك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلن ذلك في خطب الجمعة وأخذ التراب من القبور للاستشفاء به بدعة وهو ضلال في دين الله وسفه في العقل فإن هذا التراب لم يحدث له أي شيء يجعله سببا في شفاء المرضى من أجل دفن الميت في القبر بل هذه التربة كسائر تراب الأرض ليس لها مزية على غيرها ومن تبرّك بها أو استشفى بها فقد ابتدع وضل وسفُه في عقله وعليه أن يتوب إلى الله عز وجل من هذا العمل وأن يعلم إن الشفاء من الله عز وجل وأنه لا شفاء بأي سبب من الأسباب إلا ما جعله الله تعالى سببا ولم يجعل الله تعالى أخذ التراب من القبور سببا في شفاء المرضى وأما القراءة على المرضى بأيات من القرءان أو بما جاءت به السنّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا سبب شرعي يحصل به الشفاء بإذن الله وقد صح إن سرية في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام نزلوا على قوم فاستضافوهم فأبى القوم أن يضيّفوهم فقدّر الله تعالى على سيدهم أي سيد القوم أن لدغته حية فقالوا هل من راق ثم أتوا إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا هل عندكم من راق قالوا نعم قالوا إنه لدغ سيدهم فيُريدون أن يُرقى عليه فقالوا لا نرقي عليه إلا بكذا وكذا من الغنم فأعطوهم إياها فذهب أحد القوم من السرية إلى اللديغ وجعل يقرأ عليه بفاتحة الكتاب فقام هذا الملدوغ كأنما نُشِط من عقال وبرأ بإذن الله بقراءة الرجل عليه سورة الفاتحة.
وتأثير قراءة القرءان في المرضى أمر لا يُنكر قال الله تعالى وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرءانِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا والشفاء هنا شامل للشفاء من أمراض القلوب وأمراض الأجسام.
وهذا الإمام الذي ذكرت أنه يتبرّك بتراب القبور ويستشفي بها يجب عليكم أن تنصحوه وأن تبيّنوا له أن ذلك بدعة وضلال في دين الله وسفه في العقول وأن عليه أن يتوب إلى الله عز وجل من هذا العمل الذي كان يقوم به.
وأما قراءته على المرضى بأيات من القرءان وبما جاءت به السنّة فإن هذا لا بأس به بل هو أمر مطلوب.
وأما الصلاة خلفه فالقول الراجح من أقوال أهل العلم أن الإنسان إذا لم يصل بعمله وبدعته إلى الكفر المخرج من الإسلام فإنه يُصلى خلفه وتصح الصلاة خلفه إلا إذا كان في الصلاة خلفه فتنة بحيث يفتتن به الناس ويُتابعونه على بدعته فحينئذ يحسن أن لا يصلى خلفه لئلا يفتتن به الناس ويظنوا أنه على حق حيث كان الناس يصلون وراءه لاسيما إذا كان الذي يصلي وراءه ممن يُشار إليهم بالفقه والعلم.
السائل : بارك الله فيكم.
الفتاوى المشابهة
- حكم الصلاة خلف من يدعو الأموات ويتمسح بقبورهم - ابن باز
- الإمامة في الصلاة - الفوزان
- بيان أسباب لبس التمائم والحروز - الفوزان
- حكم تعليق التمائم والحروز - ابن باز
- حكم تعليق التمائم على الصبيان والمرضى - ابن باز
- حكم الصلاة خلف من يعمل التمائم والودع - ابن باز
- الصلاة وراء إمام يكتب التمائم - اللجنة الدائمة
- بماذا تنصحون أهلي ، حيث أن جميعهم يزورون الق... - ابن عثيمين
- الذي يتعالج بالتمائم هل يصلى خلفه - اللجنة الدائمة
- حكم إمامة من يعلق التمائم والحروز - ابن عثيمين
- يوجد في قريتنا مسجد ولكن إمامه يستعمل التراب... - ابن عثيمين