تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان الشيخ لمعنى قوله عليه السلام : من حلف بغي... - الالبانيالشيخ : من هنا يظهر السر في قوله في بعض الروايات :  مَن حلف بغير الله فقد أشرك  ، وين الشرك ؟! ما يخطر في بال كثير من الناس أنه من حلف بغير الله فقد أشر...
العالم
طريقة البحث
بيان الشيخ لمعنى قوله عليه السلام : من حلف بغير الله فقد أشرك ، وبيان دخولها في عموم قوله (( فلا تجعلوا لله أندادا )) ، وتوضيحه لكفر المشركين العرب وأنه كان في العبادة لا في الربوبية .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : من هنا يظهر السر في قوله في بعض الروايات : مَن حلف بغير الله فقد أشرك ، وين الشرك ؟! ما يخطر في بال كثير من الناس أنه من حلف بغير الله فقد أشرك ، الشرك هنا : أنه هذا الذي يعظم هذا المحلوف عن قلب وعن قصد ، فقد رفعه في منزلة الرب ، ودخل في عموم خطاب رب العالمين حين قال للمشركين : فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، أيضًا هذه الآية يسيء فهمها الكثير من الناس ، ليس المقصود من الآية : فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا يخلقون مع الله ، يرزقون مع الله يحيون مع الله يميتون مع الله يعني يشركون مع الله شرك الربوبية ، ليس هذا المقصود ، ما كان مشركوا العرب الذين بُعث إليهم الرسول - عليه السلام - مباشرة ، ما كانوا يشركون - مع الأسف الشديد أقولها صراحة - ما كانوا يشركون شرك بعض المسلمين اليوم ، ونحن قادمون إليكم يحدثنا بعض إخواننا عن شخص موجود الآن ، يقول : أنه لماذا تستسقون ؟! المطر بيدي أنا ، لو شئت أن أقول للسماء أمطري تمطر !! هذا إشراك في الربوبية ، الكفار المشركون الأولون ما كانوا كذلك ، لأن الله يقول في صريح القرآن الكريم : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ آيات كثيرة بهذا المعنى ، كلها تنصب على أن المشركين العرب الذين بعث إليهم الرسول مباشرة كانوا يؤمنون بتوحيد الربوبية ، لكن كانوا يكفرون بتوحيد العبادة ، أو توحيد الألوهية ، وهذا أيضًا في صريح القرآن حينما يقول ربُّ الأنام : وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ، وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ يعبدونهم من دون الله ، إذا قيل لهم : لماذا تعبدونهم من دون الله ؟ قالوا : مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ، أشركوا في العبادة ، ما أشركوا في الربوبية فحينما يحلف المسلم بمحلوف غير الله - عز وجل - ، فإما أن يكون لغوة لسان وهذا كفر عملي ، ويجب أن ينتهي المسلم منه ، وإما ان يكون فعلًا يقدس هذا المحلوف من قرارة قلبه ، حينئذٍ يكون مرتدًّا كافرًا مرتدًّا عن دينه ، ويكون مشركًا جعل لله ندًّا ، وهذا - مع الأسف - موجود في بعض البلاد الإسلامية ، حيث يكون لأحدهم الحق على الآخر ، فيحلفه بالله على هذا الحق فينكره ويحلف بالله كاذبا ، فإذا ما دعي أن يحلف إلى الولي الفلاني القبر الفلاني ينكل ويخاف من هذا الولي أكثر مما يخاف رب العالمين ، هذا بلا شك مشرك .

Webiste