تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح "....إلا أنه كان رجلا يخالط الناس وكا... - الالبانيالشيخ : ... وإلا أنه كان رجلاً يخالط الناس شو معنى يخالط الناس يعني لا يعتزلهم وإنما كما يقال اليوم إنسان اجتماعي ما هو منعزل ولا هو منزوي عن الناس وإنم...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح "....إلا أنه كان رجلا يخالط الناس وكان موسرا ، فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر ، قال الله عز وجل : فنحن أحق بذلك منه ، فتجاوز عنه »
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ... وإلا أنه كان رجلاً يخالط الناس شو معنى يخالط الناس يعني لا يعتزلهم وإنما كما يقال اليوم إنسان اجتماعي ما هو منعزل ولا هو منزوي عن الناس وإنما يخالطهم ويعاملهم كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح يبين فيه قضية المؤمن الذي يخالط الناس ولكن بالخير وإذا أوذي منهم لم يؤذهم وإنما تحمّل أذاهم قال عليه الصلاة والسلام المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم فالمؤمن الذي يخالط على الناس ويصبر
خير من الذي لا يخالطهم يعتزلهم إما في داره أو .. أو حتى في المسجد لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم هذا بلا شك إيمانه فيه خلل ولكن ذاك الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم خير من هذا المؤمن الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم . فهذا الرجل الذي كان قبل الأمة المحمدية وحوسب ولم يوجد في صحيفته شيء من الخير سوى الإيمان كان له خصلة واحدة فقط ألا وهي أنه كان يخالط الناس ويعاملهم وبسبب هذه المعاملة كان قد اكتسب مالاً حتى صار رجلاً مثريا موسراً وصار عنده خزن للمال فقال عليه الصلاة والسلام وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر .
هذا الرجل بسبب هذه المخالطة والمعاملة مع الناس بالأخذ والعطاء بالتجارة والربح صار من كبار الأغنياء وصار تاجرا له إما خدم بالأجرة وإما غلمان عبيد ، كان الرقاق العبيد كانت عادة قديمة حتى في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وهو أمر مشروع لكن له شروطه المعروفة في كتب الحديث وكتب السنة ولست الآن في صدد بيان شيء من هذه الشروط على الأقل .
المهم أن هذا الرجل صار بسبب المخالطة رجلاً موسراً غنياً وصار له غلمان خدم يحاسبون الناس فكان يأمر غلمانه بأنهم إذا حاسبوا رجلاً من فضائله ألا يؤاخذهم وألا يشتد بالمطالبة عليه بل يأمرهم أن يتجاوزوا وأن يفصحوا هل معك أن تفي بما عليك من الذمّة فافعل وإن لم يكن معك عفا الله عنك أنا لا أريد شيئاً منك ، فالله عز وجل الذي هو أكرم الأكرمين وأرحم الأرحمين عامل هذا الإنسان من جنس العمل الذي كان هو نفسه يعامل بني الإنسان ، كان هو يتجاوز ويعفو ويصفح عن العاجز عن الوفاء بما عليه من دين أو ذمة فكان هذا الرجل الغني الموسر يتجاوز ويصفح عنه فقال الله عز وجل لملائكته يوم حاسبه الله عز وجل الرجل ولم يجد في صحيفته خيراً إلا هذا التجاوز عن زبائنه وعن المدينين له فقال الله عز وجل لملائكته نحن أحق بذلك منه ، إن كان هو تجاوز عن عبادي وهو عبد من عبيدي فأنا أحق بالتجاوز عنه تجاوزوا عنه فغفر الله عز وجل لهذا الإنسان الموسر وتجاوز عن كل سيئاته ، لماذا ؟ لأنه تجاوز عن أصحابه وعن زبائنه الذين لم يستطيعوا أن يُبَرّوا ذمّتهم أمامه ، فالله عز وجل قابل هذا الإنسان بنوع عمله مع أن تجاوز الله ومغفرته لا مثل لها لأن هذا الإنسان الذي يتجاوز إنما هو يتخلّق بجزء ضئيل ضئيل جداً لا يمكن المشابهة بين هذه الصفة وصفة رب العالمين في المغفرة فهو تخلّق بشيء من أخلاق الله عز وجل وهو التجاوز عن المقصّر التجاوز عن المخطئ ، فلما علم الله عزوجل من هذا الإنسان أنه كان يتجاوز عن الناس الذين كانوا يقصّرون معه فالله عز وجل تجاوز عن تقصيره معه وهذا كما قال عز وجل في القرآن الكريم هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ بل رب العالمين يجازي بخير مما يستحقه الإنسان لأنه كما قال ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ .

Webiste