تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ذكر الشيخ لقصة عمر مع الحبر اليهودي في مناسبة... - الالبانيالشيخ : و لا أدري إن كنت ذكرت لكم كيف كان شعور وانتباه ذلك الرجل الذي كان من أحبار اليهود الذي تنبّه لخطورة هذه النعمة وعظمتها على المسلمين حين جاء إلى ...
العالم
طريقة البحث
ذكر الشيخ لقصة عمر مع الحبر اليهودي في مناسبة آية المائدة ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : و لا أدري إن كنت ذكرت لكم كيف كان شعور وانتباه ذلك الرجل الذي كان من أحبار اليهود الذي تنبّه لخطورة هذه النعمة وعظمتها على المسلمين حين جاء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال ذلك الحبر اليهودي يا أمير المؤمنين آية لو أنها علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيداً ، قال ما هي ؟ قال اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ، فقال عمر رضي الله عنه لقد نزلت في يوم عيد نزلت يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في عرفات . ومعنى هذا الكلام من هذا الحبر اليهودي أنه عرف بالغ أهمية هذه النعمة التي امتن الله بها على عباده المؤمنين حيث أكمل لهم الدين، ذلك لأنه سيفرغهم لأن يعملوا لشؤون حياتهم فيتفرغوا لها بعد قيامهم بواجبات ربهم ، فأغناهم بهذا التشريع الكامل أن يتوجهوا إلى التشريع والتقنين الذي ليس من اختصاصهم وليس من إمكانياتهم ذلك لأن الإنسان كما وصفه ربنا في القرآن أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا فالإنسان لا ينظر بالنسبة لما يتعلق بمصالحه المستقبلة إلى أبعد من أرنبة أنفه كما يقول المثل العربي ، فلذلك نجد كل الذين يسمونهم بالمشرّعين والمقلدين في كل بلاد الدنيا كل يوم يأتوننا بدستور وكل يوم يأتوننا بقانون ذلك لأنه تبين لهم بالتجربة العملية أن هذه القوانين بل الدساتير لا تقوم بمصالح العباد .
ذاك الحبر اليهودي فعلاً كان من العلماء حينما عرف هذه النعمة وقدرها فجاء ليقول لعمر بن الخطاب لو علينا نحن اليهود نزلت هذه الآية لاتخذنا يوم نزولها عيداً فأخبره عمر بإنها فعلاً نزلت في يوم عيد .
ألم يكن المسلمون أحق وأولى بأن يعرفوا فضل هذه النعمة من ذاك اليهودي ، لقد كان الأمر كذلك وكان كذلك بالنسبة للسلف الأول فقد كانوا أبعد الناس عن الإحداث في الدين ... إلى هذه المرتبة وصل اهتمام السلف في إنكار البدعة ، فماذا يقول هؤلاء لو بُعثوا في زماننا هذا ونظروا إلى هذه البدع التي لا يمكن إحصاؤها لأنها بالألوف المؤلفة لا شك أن إنكارهم سيكون بالغاً جداً جدا على هؤلاء المحدثين لهذه البدع وأنهم سيذكّرونهم بأن هذا الإحداث في الدين هو التشريع والتشريع إنما هو من حقوق رب العالمين تبارك وتعالى .

Webiste