تم نسخ النصتم نسخ العنوان
لماذا زعموا على أن القرآن مخلوق في عهد الإما... - ابن عثيمينالسائل : لماذا زعموا على أن القرآن مخلوق في عهد الإمام أحمد بن حنبل، ومن هي الفرقة التي كانت في عهده رحمه الله؟ الشيخ : الفرقة التي كانت في عهد الإمام أ...
العالم
طريقة البحث
لماذا زعموا على أن القرآن مخلوق في عهد الإمام أحمد ومن هي الفرقة التي كانت في عهده.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : لماذا زعموا على أن القرآن مخلوق في عهد الإمام أحمد بن حنبل، ومن هي الفرقة التي كانت في عهده رحمه الله؟

الشيخ : الفرقة التي كانت في عهد الإمام أحمد رحمه الله وقبله هم المعتزلة، يقولون إن كلام الله عز وجل مخلوق من جملة المخلوقات، وليس وصفا من أوصاف الله عز وجل، فهو غير قائم بالله، بل هو مخلوق منفصل عن الله، فلا يفرقون بين السماء وبين كلام الله، ولا بين الأرض وبين كلام الله، يقولون : الكل مخلوق، ولا بين الأنعام وبين كلام الله، ولا بين المطر وبين كلام الله، الكل منزل.
ولا شك أنهم إذا قالوا ذلك فإنه يلزم على قولهم لوازم باطلة، منها: أن نقول: إن كلام الناس يصح أن نقول إنه كلام الله، لأن كلام الناس مخلوق، فإذا قلتم كل كلام مخلوق فإنه كلام الله أو إذا قلتم إن كلام الله مخلوق قلنا إذن كلام المخلوقات يعتبر كلاما لله لأنه مخلوق.
ويلزم على ذلك إبطال التقسيم في قوله تعالى : ألا له الخلق والأمر ، فإن الأمر إنما يكون عن طريق الكلام، فإذا بطل الأمر وصار الكلام مخلوقا صار الكل مخلوقا، وليس هناك خلق وأمر، بل ليس هناك إلا خلق، وهذا أيضا يؤدي إلى إبطال دلالة القرآن الكريم.
وله لوازم كثيرة ذكرها أهل العلم في الكتب المطولة.
وإنما ... الإمام أحمد رحمه الله وغيره من أهل العلم لأنه تزعم قيادة هذا القول المأمون ودعا الناس إليه، وتعرفون أنه إذا التزم الحاكم شيئا معينا فإن المخرج منه يكون صعبا على الناس، ولهذا لم يصبر أمام هذا التيار وهو القول بخلق القرآن إلا أفذاذ قليلون من الرجال في عهد الإمام أحمد وغيره، والذي صمد صمودا تاما كاملا وكان له كما يقولون اليوم شعبية هو الإمام أحمد رحمه الله، فلهذا انصب العذاب والحبس عليه، واشتهر بهذا رحمه الله، وحمى الله به عقيدة أهل السنة من القول بأن القرآن مخلوق. فبقي والحمد لله، بقي الناس يقولون إن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق.

Webiste