هل كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يجلس جلسة الإستراحة ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : سؤال أخر، جزاكم الله خير إذا كانت ... حتى على الداخل؟
الشيخ : نعم، لم يأت في حديث ما أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان لا يجلس جلسة الإستراحة بل على العكس من ذلك فقد جاء حديث أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان يجلس جلسة الإستراحة في حديث مالك بن الحويرث في صحيح البخاري وبحديث أبي حُميد الساعدي في، عند أبي داود هو أصله في البخاري أيضا وحديث أبي دواد هو من رواية أبي حُميد في محضر عشرة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وفيه أن أبا حميد السّاعدي وهو منهم قال لمن حوله من هؤلاء الصحابة ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فقالوا له ولمَ؟ ولست بأعلمنا بصلاته فقال لهم نعم أنا أعلم، فقالوا له إذًا فاعرض، فبدأ يصلي من أول الصلاة إلى أخرها فلمّا جاء للنهوض من السجدة الثانية إلى الركعة الثانية جلس ثم نهض، فهذا الجلوس جاء في حديث أبي حُميد الذي عرض صفة الصلاة على الصحابة ليدُلّهم كيف كان الرسول عليه السلام يصلي مع أنهم أصحاب مثله شاهدوا الرسول عليه السلام كما شاهده ولكنه فيما يظهر كان له عناية خاصة بمراقبة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم ولذلك قال لهم أنا أصلّي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم، وكأنهم يعني أنِفوا من أن يَعرض عليهم رجل مثلهم لا يمتاز عليهم بقِدَم صحبة ولذلك قالوا له لست بأعلمنا بصلاته فقال لهم ليس كما تقولون بل أنا أعلمكم بصلاته فلما رأوه مصرا على ذلك قالوا له فاعرض فلما انتهى من عرضه لصلاة النبي وفيها جلسة الاستراحة قالوا له صدقت هكذا كانت صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم.
فيثبت بهذا النص ومن النص الذي قبله وهو حديث مالك بن الحويرث أن الصحابة كان لا خلاف بينهم أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان إذا صلّى صلاة جلس جلسة الإستراحة ومن هنا نقول إن الصواب ما قاله الإمام النووي رحمه الله في كتابه "المجموع" شرح المهذب حيث نبّه القرّاء بضرورة المحافظة على جلسة الإستراحة لأنها ثبتت في راوية هؤلاء الجمع من الصحابة دون أي مخالف لهم من الصحابة الأخرين، وبهذه المناسبة فلا بد من التنبيه أنه لا ينبغي الإغترار بما جاء في كتاب "زاد المعاد" في بحثه لهذه السنّة ألا وهي جلسة الإستراحة حيث ذكر هناك ما يستفيد منه القارئ أن ابن القيم يذهب تبعا لبعض الأئمة إلى أن جلسة الإستراحة هذه ليست سنّة تعبّدية وإنما هي كان من فعله عليه السلام لعادته لسِنّه أي لمّا بدن وأسنّ فهو كان يجلس جلسة استراحة لا جلسة عبادة، هكذا يذكر ابن القيم رحمه الله اعتمادا على بعض الأقوال عن بعض الأئمة بدون أي حجّة تضطر الواقف على كلامه أن يعتدّ به.
ونحن نقول إن تأويل هذه الجلسة بأن الرسول عليه السلام إنما فعلها للحاجة ولم يفعلها في عبادة فيه ... كبير عن ملاحظة ما ذكرنا من اجتماع الصحابة على ذكر هذه الجلسة في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم.
ومن البعيد جدا أن يرى الغائب ما لا يرى الشاهد لأنه عكس الخبر النبوي أولا وعكس ما يَشعر به كل ذي لب ثانيا، الحديث النبوي يقول الشاهد يرى ما لا يرى الغائب وهذا هو الذي يقتضيه العقل السليم فالقول بأن جلسة الإستراحة إنما فعلها النبي صلى الله عليه وأله وسلم للحاجة وعكس للحديث السابق الشاهد يرى ما لا يرى الغائب كيف هذا؟ إن ابن القيم هو الغائب ومن كان سبقه من القول بمثل قوله ألا وهو أن جلسة الإستراحة فعلها الرسول لحاجة في بدنه من سِنّ أو من ضعف، هذا قولٌ صدر من الغائب عن مشاهدة فعل الرسول عليه السلام وصلاته، بينما أبو حُميد الساعدي ومعه عشرة من الصحابة وقد يكون منهم مالك بن الحوريث الذي روى الحديث، حديث الجلسة مستقلا عن الجماعة، هؤلاء كلهم متّفقون على شيئين اثنين، أولا أن الرسول عليه السلام جلس جلسة الإستراحة في الصلاة، وثانيا على أنها من تمام صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم، فلو كان حقا ما ذهب إليه ابن القيم رحمه الله أن هذه الجلسة فعلها الرسول للحاجة لما خفِيَ ذلك على أولئك الصحابة و إذ الأمر ذلك أي لو كان هؤلاء الصحابة يرون أن جلسة النبي صلى الله عليه وسلم هذه إنما فعلها للحاجة لما جاز لهم أن يحشروها في سلسلة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم لما فيه من إدخال ما ليس من العبادة في العبادة، ما ليس من الصلاة في الصلاة، وما كان لنا أن نتصوّر أن مثل هذا الإدخال يمكن أن يقع من فرد واحد من الصحابة فضلا عن أن يقع من جماعة لا سيّما إذا كان هؤلاء الجماعة قد تحدّاهم أحدهم بأنه يعرف صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم أحسن منهم لذلك هو عرض عليهم أن يصلّي لهم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له اعرض فلما عرض ما عنده وجاء في هذا العرض أن الرسول عليه السلام جلس جلسة التحيّة صدّقوه وقالوا له صراحة هكذا كانت صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم.
إذًا لا يجوز نسبة الوهْم على هؤلاء الصحابة بمعنى أنهم أدخلوا في الصلاة ما ليس منها فهذا أبعد ما يكون عن الصواب، وبذلك يثبت أن جلسة الإستراحة سنّة مؤكدة فعلها الرسول عليه السلام دون أن يأتي خبر أخر يُبيّن أنه تركها ولو أحيانا.
ولذلك فنحن مع الشافعية وبصورة خاصة مع الإمام النووي الذي ألحّ على المصلّي أن يُحافظ على هذه السنّة في الوقت الذي ضيّعها جماهير الشافعية الذين يجدون هذه السنّة في كتبهم ثم هم لا يفعلونها فضلا عن غيرهم من الحنفيّة والمالكية الذين يجدون التنصيص على كراهة هذه الجلسة، وهذا خلاف السنّة الصحيحة وهذا ما لدينا حول هذه المسألة.
الشيخ : نعم، لم يأت في حديث ما أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان لا يجلس جلسة الإستراحة بل على العكس من ذلك فقد جاء حديث أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان يجلس جلسة الإستراحة في حديث مالك بن الحويرث في صحيح البخاري وبحديث أبي حُميد الساعدي في، عند أبي داود هو أصله في البخاري أيضا وحديث أبي دواد هو من رواية أبي حُميد في محضر عشرة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وفيه أن أبا حميد السّاعدي وهو منهم قال لمن حوله من هؤلاء الصحابة ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فقالوا له ولمَ؟ ولست بأعلمنا بصلاته فقال لهم نعم أنا أعلم، فقالوا له إذًا فاعرض، فبدأ يصلي من أول الصلاة إلى أخرها فلمّا جاء للنهوض من السجدة الثانية إلى الركعة الثانية جلس ثم نهض، فهذا الجلوس جاء في حديث أبي حُميد الذي عرض صفة الصلاة على الصحابة ليدُلّهم كيف كان الرسول عليه السلام يصلي مع أنهم أصحاب مثله شاهدوا الرسول عليه السلام كما شاهده ولكنه فيما يظهر كان له عناية خاصة بمراقبة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم ولذلك قال لهم أنا أصلّي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم، وكأنهم يعني أنِفوا من أن يَعرض عليهم رجل مثلهم لا يمتاز عليهم بقِدَم صحبة ولذلك قالوا له لست بأعلمنا بصلاته فقال لهم ليس كما تقولون بل أنا أعلمكم بصلاته فلما رأوه مصرا على ذلك قالوا له فاعرض فلما انتهى من عرضه لصلاة النبي وفيها جلسة الاستراحة قالوا له صدقت هكذا كانت صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم.
فيثبت بهذا النص ومن النص الذي قبله وهو حديث مالك بن الحويرث أن الصحابة كان لا خلاف بينهم أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان إذا صلّى صلاة جلس جلسة الإستراحة ومن هنا نقول إن الصواب ما قاله الإمام النووي رحمه الله في كتابه "المجموع" شرح المهذب حيث نبّه القرّاء بضرورة المحافظة على جلسة الإستراحة لأنها ثبتت في راوية هؤلاء الجمع من الصحابة دون أي مخالف لهم من الصحابة الأخرين، وبهذه المناسبة فلا بد من التنبيه أنه لا ينبغي الإغترار بما جاء في كتاب "زاد المعاد" في بحثه لهذه السنّة ألا وهي جلسة الإستراحة حيث ذكر هناك ما يستفيد منه القارئ أن ابن القيم يذهب تبعا لبعض الأئمة إلى أن جلسة الإستراحة هذه ليست سنّة تعبّدية وإنما هي كان من فعله عليه السلام لعادته لسِنّه أي لمّا بدن وأسنّ فهو كان يجلس جلسة استراحة لا جلسة عبادة، هكذا يذكر ابن القيم رحمه الله اعتمادا على بعض الأقوال عن بعض الأئمة بدون أي حجّة تضطر الواقف على كلامه أن يعتدّ به.
ونحن نقول إن تأويل هذه الجلسة بأن الرسول عليه السلام إنما فعلها للحاجة ولم يفعلها في عبادة فيه ... كبير عن ملاحظة ما ذكرنا من اجتماع الصحابة على ذكر هذه الجلسة في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم.
ومن البعيد جدا أن يرى الغائب ما لا يرى الشاهد لأنه عكس الخبر النبوي أولا وعكس ما يَشعر به كل ذي لب ثانيا، الحديث النبوي يقول الشاهد يرى ما لا يرى الغائب وهذا هو الذي يقتضيه العقل السليم فالقول بأن جلسة الإستراحة إنما فعلها النبي صلى الله عليه وأله وسلم للحاجة وعكس للحديث السابق الشاهد يرى ما لا يرى الغائب كيف هذا؟ إن ابن القيم هو الغائب ومن كان سبقه من القول بمثل قوله ألا وهو أن جلسة الإستراحة فعلها الرسول لحاجة في بدنه من سِنّ أو من ضعف، هذا قولٌ صدر من الغائب عن مشاهدة فعل الرسول عليه السلام وصلاته، بينما أبو حُميد الساعدي ومعه عشرة من الصحابة وقد يكون منهم مالك بن الحوريث الذي روى الحديث، حديث الجلسة مستقلا عن الجماعة، هؤلاء كلهم متّفقون على شيئين اثنين، أولا أن الرسول عليه السلام جلس جلسة الإستراحة في الصلاة، وثانيا على أنها من تمام صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم، فلو كان حقا ما ذهب إليه ابن القيم رحمه الله أن هذه الجلسة فعلها الرسول للحاجة لما خفِيَ ذلك على أولئك الصحابة و إذ الأمر ذلك أي لو كان هؤلاء الصحابة يرون أن جلسة النبي صلى الله عليه وسلم هذه إنما فعلها للحاجة لما جاز لهم أن يحشروها في سلسلة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم لما فيه من إدخال ما ليس من العبادة في العبادة، ما ليس من الصلاة في الصلاة، وما كان لنا أن نتصوّر أن مثل هذا الإدخال يمكن أن يقع من فرد واحد من الصحابة فضلا عن أن يقع من جماعة لا سيّما إذا كان هؤلاء الجماعة قد تحدّاهم أحدهم بأنه يعرف صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم أحسن منهم لذلك هو عرض عليهم أن يصلّي لهم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له اعرض فلما عرض ما عنده وجاء في هذا العرض أن الرسول عليه السلام جلس جلسة التحيّة صدّقوه وقالوا له صراحة هكذا كانت صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم.
إذًا لا يجوز نسبة الوهْم على هؤلاء الصحابة بمعنى أنهم أدخلوا في الصلاة ما ليس منها فهذا أبعد ما يكون عن الصواب، وبذلك يثبت أن جلسة الإستراحة سنّة مؤكدة فعلها الرسول عليه السلام دون أن يأتي خبر أخر يُبيّن أنه تركها ولو أحيانا.
ولذلك فنحن مع الشافعية وبصورة خاصة مع الإمام النووي الذي ألحّ على المصلّي أن يُحافظ على هذه السنّة في الوقت الذي ضيّعها جماهير الشافعية الذين يجدون هذه السنّة في كتبهم ثم هم لا يفعلونها فضلا عن غيرهم من الحنفيّة والمالكية الذين يجدون التنصيص على كراهة هذه الجلسة، وهذا خلاف السنّة الصحيحة وهذا ما لدينا حول هذه المسألة.
الفتاوى المشابهة
- حديث مالك بن الحويرث يحكي فيها فعل النبي صلى... - ابن عثيمين
- ما حكم من يخالف إمامه في جلسة الإستراحة إذا كا... - الالباني
- ما حكم جلسة الإستراحة في الصلاة للمأموم وهل... - ابن عثيمين
- الرفع إلى الركعة الثانية ومسألة جلسة الإستراحة. - ابن عثيمين
- تنبيه الشيخ على حكم جلسة الإستراحة. - ابن عثيمين
- تكلم الشيخ على جلسة الإستراحة - الالباني
- هل جلسة الإستراحة مشروعة في الصلاة .؟ - ابن عثيمين
- هل جلسة الإستراحة سنة في الصلاة .؟ - ابن عثيمين
- هل جلسة الإستراحة ثابتة عن النبي صلى الله عل... - ابن عثيمين
- هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن... - الالباني
- هل كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يجلس جلسة ا... - الالباني